السلك الدسبلوماسيمستجدات

الصحراء المغربية: روسيا تدعم البوليساريو ضد المغرب وتنفي ضمنيا تورط الجزائر في النزاع المفتعل

أحمد رباص – حرة بريس

مؤخرا، أعرب السفير الروسي لدى الجزائر، إيغور بيلييف، عن أسفه للتغيير المفاجئ الذي حصل في موقف إسبانيا من قضية الصحراء، مذكرا بأن لديها “مسؤولية تاريخية” تجاه الشعب الصحراوي تتمثل في استكمال عملية إنهاء “الاستعمار”.
وفي مقابلة مع قناة (النهار) الجزائرية، أعرب الدبلوماسي الروسي عن دهشته من هذا التراجع في موقف إسبانيا التي طالما أيدت حق تقرير المصير للصحراء ودافعت عن قرارات الأمم المتحدة التي تضمن هذا الحق للصحراويين.
وشدد بيلييف على أن إسبانيا تتحمل مسؤولية تاريخية تجاه “الشعب الصحراوي” تتمثل في استكمال عملية تصفية “الاستعمار”، مؤكدا دعم بلاده لقرارات الأمم المتحدة والتسوية السلمية للصراع بين المغرب وجبهة البوليساريو.
وفي شأن الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء، أشار الدبلوماسي الروسي إلى أن هذه الاتفاقات التي رتبها ترامب في نهاية ولايته، لا تحظى بالتقدير، حتى في الولايات المتحدة، لأنها تعتبر ظالمة ومخالفة للسلم ولمصالح شعوب المنطقة.
للتذكير، دعت روسيا بلسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف المغرب والبوليساريو إلى حوار مباشر لتسوية نزاع الصحراء.
وأعلن سيرجي لافروف في تصريح أدلى به لقناة (TeN) المصرية في غضون دجنبر الماضي أن “أزمة الصحراء الغربية يجب تسويتها مثل أي أزمة أخرى على أساس قرارات مجلس الأمن” التي تدعو إلى “حوار مباشر بين المغرب وجبهة البوليساريو”.
وأصر رئيس الديبلوماسية الروسية
على استئناف الحوار في أسرع وقت ممكن حتى تبدأ المفاوضات وتساعد في ابتكار حلول توافقية ترضي مصالح الطرفين.
واستبعد رئيس الدبلوماسية الروسية استئناف “موائد مستديرة” بمشاركة الجزائر وموريتانيا. كما دعا المغرب وجبهة البوليساريو إلى “بذل المزيد من الجهود” لإحياء الأمل في التوصل إلى حل والحيلولة دون إطالة أمد الوضع الراهن.
وبحسب سيرجي لافروف، فإن ذلك قد يؤدي إلى “محاولة الإرهابيين استغلال هذا الوضع الصعب”.
كما أعرب الوزير الروسي عن قلقه من انسحاب الطرفين من الاتفاق على وقف إطلاق النار المعمول به منذ 30 عاما. وشدد على أنه “في مواجهة مخاطر التصعيد في هذا الجزء من إفريقيا، يجب على جميع الدول المؤثرة دعوة الطرفين إلى ضبط النفس والإصرار على الوسائل السياسية والدبلوماسية لتسوية” النزاع.
كخلاصة، يظهر بجلاء لا مزيد عليه أن موقف روسيا من النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية يعكس حرص بلاد بوتين على عدم إزعاج حليفتها الجزائر واجتناب الإشارة إلى تورطها في هذه القضية التي عمرت طويلا، رغم أن الجزائر هي الداعم الأول والأخير لجبهة البوليساريو بتسليحها وتدريب ميليشياتها وإيوائها بمنطقة تندوف.
كذلك، يظهر موقف روسيا من قضية الصحراء المغربية متناغما مع عدائها التاريخي لأمريكا، ولهذا السبب شكك بيلييف في قيمة الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube