محطات إنسانيةمستجدات

المغرب، بلد التضامن بامتياز

المغرب، بلد التضامن بامتياز
بقلم: عمر بنشقرون، مدير مركز المال والأعمال بالدارالبيضاء

كان الأمل عظيما و تضامننا كبيرًا فأصبح حزننا اليوم أعظم.
لقد فقد المغرب أحد أحفاده، ريان رحمة الله عليه. ملاك صغير استطاع، بمفرده، إزالة كل أنواع الخلافات والاختلافات والتناقضات لإفساح المجال للتلاحم والتضامن المثاليين. ريان ، هذا الملاك المغربي الصغير ، الذي استطاع أن يحبس أنفاس ملايين الأشخاص حول العالم و كل من حاول إنقاذه ليخلصه من انزعاجه لأكثر من خمسة أيام دون توقف أو انقطاع. عالم ينصب على قصة مساعدة وإسعافات أولية تحولت إلى تساؤل عن المعنى الحقيقي للإنسانية. و رجاءا من البارئ عز وجل على إنقاذه كانت تُقام الصلوات بين المسلمين واليهود والكاثوليك وحتى الملحدين حتى و لم يلتق به أحد أو يعرفه من قبل. هذا درس لأولئك الذين لم يؤمنوا قط بمملكة المغرب، أرض القديسين والرجال الطيبين. أرض كانت دائما خصبة لولادة الشجاعة والتسامح والصداقة والمحبة بين البشر دون تمييز كما قال المغفور له جلالة الحسن الثاني طيب الله ثراه : إن المغرب بلد التحديات ، وبلد الانفتاح ، وبلد التسامح. واليوم تظهر مملكتنا الشريفة مرة أخرى المعنى الحقيقي للتضامن حيث حركت جبلاً كاملاً لمحاولة إنقاذ أحد أحفادها و استطاعت أن تتفوق على الأنانية والإقصاء والتعصب.
وبفضل التوجيهات السامية لصاحب الجلالة محمد السادس ، حفظه الله ونصره، تم القيام بكل شيء و تم تنفيذ كل شيء حتى أدق التفاصيل دون حساب التكلفة أو الوقت ، لأن الهدف كان أكثر أهمية، لكن قدر الله ماشاء فعل. و كما يؤكد نصره الله وأيده في خطبه أنه يشعر بالمغاربة كما يشعر بابنائه. وما حدث أكد ذلك فكان تصرفه تصرف رب العائلة و رد فعل انساني في العمق، صادر عن رجل تتبع أولا بأول تفاصيل عملية الإنقاذ، وعاشها بكل جوارحه و كونه رمزا للأمة فرض عليه ايضا أن يقوم بدوره وواجباته.
لقد عبأت الأمة المغربية وخلال خمسة أيام كافة مواردها في موقف وحدة تعاطفية لحظات حزن الأمة يتحدث رمز الأمة ليطمئن ويواسي الأمة. وذلك ما فعله كبير العائلة ورمز الأمة المغربية.
لقد عشنا لحظات لن تُنسى و انتهت لسوء الحظ بخيبة أمل كبيرة. لقد أعطيتنا، يا ريان، درسًا رائعًا عن النجاح: واحد للجميع والجميع للواحد. نعم ، التضامن والقناعة والمثابرة. هذه هي الصيغة السحرية التي تسمح بالتنمية المستدامة للأمة المغربية. فشكرا لك يا ريان وارقد بسلام وداعا…إلى جنة الخلد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube