حوادثمستجدات

عودة إلى ريان الشاوني.. لا زال على قيد الحياة وأمتار قليلة تفصله عن رجال الإنقاذ

أحمد رباص – حرة بريس

منذ أربعة أيام، ظل ريان، الطفل البالغ من العمر 5 سنوات، عالقا في حفرة بعمق 32 مترا في قرية بشمال شفشاون. على بعد أمتار قليلة من الطفل، يحفر رجال الإنقاذ نفقا للوصول إلى البئر.
أمتار قليلة فقط تفصل المنقذين عن ريان المحاصر في بئر يقع في قرية بالقرب من باب برد، بإقليم شفشاون. ظل هذا الطفل عالقا في حفرة ضيقة بعمق 32 مترا منذ يوم الثلاثاء فاتح من فبراير. خلال ساعات، حاول المنقذون حفر تجويف على بعد خطوات قليلة من البئر للوصول إلى الصبي. كان رجال الإنقاذ قد وصلوا أخيرا إلى قاع البئر، يومه الجمعة 4 فبراير ، لكن لا يزال يتعين عليهم إنشاء ثغرة ليمكن لهم إخراج الطفل منها. تم استخدام الأنابيب الكبيرة لتشكيل النفق لتجنب مخاطر الانهيارات الأرضية. ذلك أن التربة هنا شديدة الرخاوة وهي عبارة عن مزيج من الصخور والرمل. من المتوقع أن تكون مهمة رجال الإنقاذ دقيقة ويمكن أن تستغرق عدة ساعات أخرى.
رغم تنظيمها بسرعة كبيرة، اتسمت عملية الإنقاذ بدرجة عالية من التعقيد سبب طبيعة الأرض التي تؤخر خروج ريان. كانت الأولوية إذن هي القدرة على توصيل الماء والأكسجين إلى الطفل الصغير المحاصر تحت الأرض، وقام المنقذون بإنزال أنبوبين، أحدهما موصول بزجاجة أكسجين والآخر بمصدر للمياه.
بالأمس، نزل المتطوع عماد فهمي في الحفرة بعمق أمتار قليلة للحصول على إشارات تدل على أن ريان لا زال على قيد الحياة. وقال للصحفيين في الموقع “تمكنت من التحدث مع الطفل. سألته عما إذا كان يمكنه سماعي وكان هناك رد. انتظرت دقيقة ورأيت أنه بدأ في استخدام الأكسجين.”
البئر الذي علق في جوفه الطفل يقاس قطره ب45 سم فقط ، لكن من المستحيل توسيع فتحة البئر دون تعريض حياة ريان للخطر. أبلغ طوبوغرافيون عن وجود مخاطر كبيرة للغاية من الانهيارات الأرضية بسبب طبيعة التربة التي تتكون من طبقات رملية وطبقات صخرية متراكبة.
على شبكات التواصل الاجتماعي، بث العديد من شهود عمليات الإنقاذ مقاطع فيديو لانهيارات أرضية بالقرب من البئر. الحل الوحيد لإنقاذ الطفل هو حفر بضعة أمتار من البئر، ثم الوصول إلى الطفل عبر نفق.
تم حشد عشرات من رجال الإنقاذ وتوفير جرافة خلفية لتسريع عملية إنقاذ ريان. حفر رجال الإنقاذ بالفعل ما يصل إلى حوالي ثلاثين متراً ما جعلهم قاب قوس أو أدنى من المكان الذي يقبع فيه الطفل.
المرحلة الأكثر حساسية في الإنقاذ لم تأت بعد. يهدف رجال الإنقاذ إلى ربط مواقعهم بالموقع الذي يوجد فيه ريان من خلال إنشاء نفق بطول بضعة أمتار. وهم يحاولون منذ انطلاق العملية حفر ثقب أفقي أسفل المنجم.
خططوا لإدخال أنابيب ضخمة تحت الأرض والحفر بالداخل باليد لتشكيل ممر دون أن تضعف الأرض وتنهار على الطفل. من المحتمل أن تستغرق المناورة عدة ساعات ولكن يبدو أن هناك أملا في جلب ريان إلى السطح خلال النهار. كل الأنظار مركزة على رجال الانقاذ.
رغم العلامات القليلة المؤشرة على أن الطفل لا زال على قيد الحياة، والتي تعود إلى يوم الخميس، إلا أنه من المستحيل تقييم حالة الصبي.
تم بالفعل إرسال فرق طبية إلى مكان الحادث للتدخل في أسرع وقت ممكن و “إجراء الفحوصات الأولية وتدخلات الإنعاش” بمجرد إحضار الطفل إلى السطح، وفقا لتقارير أوروبا 1. هناك أيضا مروحية طبية مجهزة وجاهزة للتكفل بمده بالاسعافات الأولية أثناء الطيران به إلى مستشفى يتكفل بعلاجه.

وكان الطفل ريان قد سقط بطريق الخطأ في بئر جافة يوم الثلاثاء 1 فبراير في غفلة من أمه وابيه وأقاربه. بعد أن لوحظ اختفاؤه، بوشر البحث عنه إلى أن ضبط في قاع البئر مما سمح بالتدخل السريع لإنقاذه.
“عندما اختفى أمس، دعوت الله وتوسلت إليه أن يخرجه من هذا الوضع سالمًا ومعافى. أتمنى أن ينجح المنقذون والمغيثون في إنقاذ ابني”، تأمل وسيمة خرشيش، والدة ريان، التي تشعر بالقلق حيال صعوبة عملية الانقاذ.
امام محنة الطفل الصغير، حبس جميع سكان القرية أنفاسهم وانتشرت العديد من رسائل التعاطف على شبكات التواصل الاجتماعي. ظهرت هاشتاكات المساندة على Twitter مثل #PrayforRayan وبلغت ذروتها في أعلى التغريدات.

وبدأت عصر اليوم الجمعة عملية الحفر الأفقي عقب الانتهاء من عملية الحفر العمودي للحفرة الموازية للثقب المائي، الذي سقط فيه الطفل ريان، بمدشر إغران بجماعة تمروت بإقليم شفشاون.
وأكدت مصادر من السلطات المحلية، أنه بعد الانتهاء من عملية الحفر العمودي لنحو 32 مترا، انطلقت عملية الحفر الافقي بمساعدة فريق من المختصين.
وأشارت بعض المصادر إلى أن فريقا ضم مهندسين طوبوغرافيين ومختصين من الوقاية المدنية أجروا دراسة تقنية ميدانية على مستوى الموقع الذي يحيط بالثقب المائي المعني ووضعية التربة للتأكد من صلابتها، حتى لا تعيق عملية الولوج في الحفرة الافقية.
وأضافت المصادر نفسها، أنه جرى أيضا إعداد فريق الانقاذ الذي سيلج الفجوة الافقية، وتحديد نقطة بدء أشغال الحفرة الافقية التي يرتقب ان تؤدي الى الموقع الذي علق فيه الطفل ريان، مع الأخذ بعين الاعتبار حالة الثقب المائي وهو بئر قديم حفر قبل عدة سنوات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube