ضد التيارمستجدات

في لعنة التطبيع.. الإمارات تحترق والسودان آيل للسقوط .. والمغرب ؟ يا ربي السلامة !

د. أحمد ويحمان

أثبت تاريخنا الراهن صحة فرضية أصبحت قاعدة بعدما تكررت نتائجها كلما توفرت شروطها وحصلت أسبابها، وهي قاعدة أن كل من يضع يده في يد الصهاينة القتلة من القادة العرب والمسلمين إلا وخزاه الله خزيا في الدنيا وله، والله أعلم، في الآخرة عذاب عظيم .
نتذكر شاه إيران، عميل الكيان الصهيوني، الذي بقي عالقا ،مدة طويلة، في الأجواء العليا لم يجد أي بلد يأويه ولا أي مطار يسمح لطائرته بالهبوط يوم طرده شعبه الغاضب شر طردة قضى بعدها، وربما بسببها، مريضا ذليلا لدى زميله في العمالة والخيانة أنور السادات الذي قضى بدوره برصاص أبناء الشعب المصري الغاضبين من أعماله القذرة والخيانية لفائدة الكيان وعلى حساب الأمتين العربية والإسلامية وقضاياهما .. وقس على ذلك خزي حسني مبارك ونهايته المنكرة، وهو من يصفه قادة الإجرام ب ” الكنز الاستراتيجي ” لكيانهم الغاصب …
هذه القاعدة تتأكد اليوم، وبالملموس، مرة أخرى وتثبت صحة أطروحة “لعنة التطبيع” . حدث ويحدث هذا، الآن، بكل من الإمارات العربية المتحدة والسودان الحديثي العهد بالتطبيع، كما حدث قبلهما في زلزال بالبحرين ما تزال اهتزازاته تتواصل بعدما آل مصيره كله اليوم بأيد أجنبية .
فبشكل مفاجيء، اشتعلت النيران وتعالت السنة اللهب وأعمدة الدخان في سماء الإمارات العربية المتحدة يوم أمس الإثنين 17 يناير . لقد سقطت مجموعة من الصواريخ المجنحة وأفرغت أسراب من الطائرات المسيرة حمولتها من المتفجرات على مناطق استراتيجية همت كل من مطاري العاصمة أبو ظبي و دبي .. كما تناقلت وسائل الإعلام العالمية صورا لحريق مهول أدى إلى انفجار 3 صهاريج بترولية في منطقة مصفح الصناعية بالقرب من خزانات شركة بترول أبو ظبي الوطنية ( أدنوك ) . كما وقع حريق آخر بمنطقة الإنشاءات الجديدة بمطار أبو ظبي الدولي . حصيلة الخسائر كانت أثقل أيضاً بالنسبة للقتلى الذين تضاربت الأخبار عن عددهم ..
هي خسائر كبيرة ولا شك .. غير أن الأخطر في كل ما حدث لا ينحصر في الخسائر البشرية والمادية التي حدثت، وإنما يتعداها لآثار التبعات و الإسقاطات التي ستترتب عن ذلك على المستوى الاقتصادي والمالي والذي سينعكس على البورصة وسوق القيم وأسعار النفط … وأكثر من كل ذلك يبقى الأثر المعنوي والنفسي وانعكاساته على الاستثمار والاستقرار هو الخطر و الخسارة الأكبر .. و الثابت في مقومات الرأسمال هو أنه جبان بطبعه، لاسيما وأن الناطق باسم الجيش اليمني ولجان المقاومة الشعبية ( أنصار الله) اللواء يحيى سريع أعلن أن ” دويلة الإمارات أصبحت منذ اليوم منطقة حرب “ على حد تعبيره، ووجه، أيضا، تحذيرا للناس والشركات أن تحسب حساباتها وتتصرف، تحت طائلة العواقب، بما يحملها مسؤولية ما يمكن أن يقع من الآن فصاعدا بالأهداف الاستراتيجية للجيش اليمني في هذه الدويلة المعتدية .
وخلاصة القول أن “لعنة التطبيع” حلت بالإمارات .. وأن القادم عليها أفظع لا محالة !
هذا بالنسبة للإمارات، أما بالنسبة للسودان فإن المؤشرات كلها تقول بأنه آيل للسقوط . ف “لعنة التطبيع” به أشعلت العصيان المدني والحصيلة الأولية، أمس الإثنين – بينما كانت الانفجارات والحرائق تلتهم صهاريج النفط وتنشر الرعب في أبوظبي ودبي وما جاورهما – كما تفيد كل وسائل الإعلام – تتحدث عن سبعة ( 7 ) شهداء من المتظاهرين في الخرطوم سقطوا على يد قوات القمع،
خلال احتجاجات شارك فيها الآلاف من مختلف فئآت الشعب السوداني ضد الانقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش المطبع عبد الفتاح البرهان قبل قرابة ثلاثة أشهر .
والأخطر من كل هذا أن توجه الانقلاب المطبع وكل شركائه المنقلبين عليه المطبعين .. جميعهم يذهبون بالسودان نحو ما يسمى ب ” مخرجات مؤتمر جوبا ” أو ” مؤتمر سلام السودان ” أو ” المسارات الخمس ” … وكلها أسماء لمسمى واحد إسمه الحقيقي تقسيم السودان إلى خمس (5) كيانات سبق وناقشناه بتفصيل في مقال سابق ( الشرق والنيل الأزرق و دارفور …الخ ).
وخلاصة القول هنا أيضا أن “لعنة التطبيع” في السودان بدأت تفعل فعلها .. لا بل إنها تكاد تنهي فعلها !!
هذا بالنسبة للسودان والإمارات كما كان الأمر بالبحرين قبلهما .. وكل الدول الثلاث هي حديثة العهد بالتطبيع ..
وإذا اثبتت القاعدة العلمية أن نفس الأسباب تعطي نفس النتائج، فإن المغرب الحديث العهد بالتطبيع هو الآخر محكوم، وفق المنطق، بمصير اللعنة إياها .. لاقدر الله .. وهو ما يسعى الساعون في خرابنا لتقريبها وتسريع الوتائر لاستعجال حلولها بنا . ونتضرع إلى الله من جهتنا أن بجهض مساعيهم ويحفظ بلادنا وشعبنا مما يبيتون !
فيا ربي السلامة ! وارفع اللهم عنا التطبيع قبل حلول لعنته بنا !

آخر الكلام
بعد متابعتنا لتفاصيل الخبر على القنوات استرعت انتباهنا جزئية جوهرية غاية في الأهمية تذكر بمقولة ” أن الشياطين تكمن في التفاصيل ” . ويقول هذا التفصيل : ” … وذكرت المصادر، إن إسرائيل عرضت على الإمارات العربية المتحدة مساعدتها للتحقيق في الهجوم الذي وقع على منشآت مدنية في أبو ظبي .. ” !!!
وبما أن الشيء بالشيء يذكر فإن هذه الجزئية الجوهرية ذكرتنا بجزئية جوهرية أخرى هي عبارة عن مقولة صهيونية عميقة الدلالة، وهي قول أحد السياسيين الأمريكيين بكل جدية، وإن بأسلوب ساخر، على لسان نتانياهو :
” سنواصل الحرب مع إيران حتى آخر جندي أمريكي ” .. !
فإذا كانت هذه هي الفهلوة الصهيونية مع أكبر حليف وأكبر راع للكيان الذي تدين له بقوتها، لا بل بوجودها، فكيف ستعبأ بالإمارات أو غيرها من الدول المطبعة وأمنها ؟!
نقول هذا للمطبلين للتطبيع ضدا على إرادة الشعب والمصالح العليا للوطن و للإتفاقية الاستخبارية والعسكرية مع العدو الصهيوني ..
ومجددا نعيد تضرعنا إلى القوي العزيز الذي لا يحمد على مكروه سواه :
يا ربي السلامة ! وارفع اللهم عنا التطبيع قبل حلول لعنته المحققة بنا !

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube