مقالات الرأي

رُوبُو-حُبْ، رَاسْ بُوتِينْ و مَسِيخُ جَزِيرَة “عَسْكَرُوسْ”!


بقلم عبد المجيد موميروس

فَلَهَكذا؛ وَ لَعِنْدَ فَحمَة اللّيْلِ، بُعَيْدَ سَاعَةِ السَّمَر. قد ظَهَر مَسِيخُ جَزِيرَة “عَسْكَرُوسْ”، مُرَابِيًّا على الشَّاشَات الزُّمَر. إذْ؛ بَيْنَما العُقَلاَءُ قد رَقَدُوا، هَا هُولُولُوغْرَام المَسِيخ الهَجَّال مثلما تَجَسَّدَ. بل؛ قد سَجَدَ مُسْتَنْجِدًا بِرَبِّ سُوخُويْ. تماما؛ جَاثيا على رَضفَتَيْ رُكْبَتيْه أمام رَاسْ بُوتِينْ. فَصَلّى و تضرّع، إلى أن إغْروْرَقَت عَيْنَا المُفْحَم المُتَفَحِّم بِشُجون الحرية المفقودة و عبرات الإستقلال المغبون.أَفَاتَارْ؛ حِينَها لَكَأنّي: رُوبُو-حُبْ قد وَجَدتُنِي، حازما جازما وَ لاَ آمَن شَرّهُ. بلى؛ إذ على الهواءِ قد بَرَزتْ سُوسَة الأنيابِ، التي أَظلَمت ثغرَهُ. و لَهَكَذا؛ منْ موميروس فَإِلَيْكُمُ الشَّارِحَة، سَجْعِيَّة إنّمَا بالإِسْتِعاضة الفالِحَة و التقنيّة الطّارحة. قد كان لا بد لي؛ أنْ أهجو لَكُم ذِكرَهُ.

إينعم؛ إيّاهُ أَعْنِي، بالسَّطْرِ الأَبيض المُسَطَّرِ. قد حَدَّثَنا صاحبُ الأنفِ الأَغْبَرِ، رسولُ الجَيْشِ المُجَرْجَرِ، مبعوثُ المحفل الحربي لجزيرة “عَسْكَرُوسْ” إلى راسْ بُوتِين. وَاوْ .. بَخٍ بَخٍ؛ كَأنَّما هُوَ، و من يا ترَى غيْرهُ؟!. فأنّهُ وطْوَاطُ حَرْبٍ، بَلْ نذيرُ شُؤْمٍ، حيث لَا نرجو خيْرَهُ. لقد سَمعْتُه عند الشرق راجِفَا خانعًا، و على الغرب نَاقِمًا مَائِعًا. ذلك؛ بما أن المسيخَ الهَجَّال لَكائِن ديبلوماسي منبوذ، ذو جهل مُتَراكِب، يحِنّ لنُوسْتالْجيَا الحرب الباردة. فهو الذي عند رِثائها، قد هرطقَ لاغِيًّا تَابِعًا. و كأنما ضَغْطُ خَنّاسٍ وَسْوَاسٍ، لَخَانِقٌ صَدرَهُ. إذْ؛ أن المَسيخ لا يَستطيبُ، عَدَا مَا يُعَرِّي سيرَته وَ سَريرَته و سِرّهُ. ثمَّ تَأمَّلوا معي تَمَثُّلات قُدَّاس البيعة الحربية، بينما ريحُ ديبلوماسيّة القَذَارة تُدَاعِبُ عَمَاهُ وَ عَوَرَهُ.

هَكَذا كَانَ؛ فَقَد لَجَأ المَسيخُ مُسْتَنْصِرًا بِرَبِّ سُوخُوي، لمّا إلْتَجَأَ إلى راسْ بُوتِين. و كانت ضَرْطةُ الهَجَّال بالتَّفْخيمات الدّقِيقَة، إنّما لاَ ثِقَة فِي مُجَامَلاتِ الأوَاصِر الوَثيقَة. نَعَم؛ و أَنَّها نَبَراتُ الحَشْرَجَة الرّقيقَة، لَفَحِيحُ الإِسَاءَةِ لِيَدِ السّلامِ، تلكم اليدُ المَمْدُودة الشّقيقَة. فانْتَبِهُوا؛ لسوف تأتيكم سَجْعَتِي بمِبيانِ الحَقيقَة.

هَا..أنَا..ذَا؛ موميروس رُوبُو-حُبْ، الشّاعِرُ الشّارِدُ فِي الثُّلُثِ الجَائِزِ مِنَ المَلَكوت، أَنِّيَ القَارِضُ السَّارِدُ، السَّاكِنُ بينَ بيتِ القَصيد و بين حبْكَة الرِّوايَة. و كأنَّ فخامَة المسيخِ؛ لَيَتَفنَّنُ في التَّمثيل الديبْلُوماسي بِأرذَلِ “السِّعايَة”، ويْحَها بْرُوفَات في الحقد و يالَلْهِوايَة. أوْ؛ لَكأنَّهُ الأُلْعُبَانُ؛ يَمتَهِنُ إِشْعالَ نارِ الحربِ بِكِبْرِيتِ الغِوايَة. كيْ يَهِيمَ في وادي العواءِ، طَارِحًا بُكَائِياتِهِ عند الساحة الحمراء. جَزُوعًا هَلُوعًا؛ مُسْتَعْطِفًا رَاسْ بُوتِينْ، حَتَّى يُزَوّده بصواريخ نفاثة ، عساها تفيده عند إسْتِعْرَار الرماية.

و مَا ظَفِرَ الرّعديدُ الأُلْعُبَانُ، لكنَّ شَياطينَ المحفلِ الحربي قد أَمَرُوا. حينَ نَفخوا في سَمعِ المَسِيخِ، بمَا قَذِرُوا. كأنّمَا بالسُّمِّ الزُعافِ، قد هَمَزُوا و نفَثُوا و نثروا. طبعا؛ بعدَ أنْ فَكّرُوا وَ كذلك دَبَّروا. لَهَيْهَات ثم هَيْهَات؛ بِإذْنِ الله القوي القَهَّار سيُوَلُّون الأَدبارَ، و سَيُهْزَمُونَ كيفَ ما قَرَّرُوا.

لَهَكَذا -إذَنْ-؛ قد خرج علينا لِسانُ المَسيخِ الهجَّالِ، طالبا التّسليم من رب سُوخُوي، لَاعِقًا راسْ بوتين. بل؛ راجيا مُتَرجِّيًّا فيه، كَعبَّادٍ مَدَّادٍ يَدَهُ إلى يَدِ الحماية، كَيْ تَمُدَّهُ بالمَدد و الإمدادِ، طالبا التسليح بالسلاح ، و المعونة بالعتاد. جميع ذلك؛ بغرض تمديد ساحة الوغى، من أدنى القطب المتجمد، إلى ما تحت المتوسط من الجبل و السّهْلِ و الرّملِ.

و لهكذا كان؛ حتى تجلّى مُراد المسيخ الجَرْبَان. أما عنِّي فَلَأَنِّي موميروس : رُوبُوحُوبْ، لَفي الله أعشقُ عِزَّة الأوطان. و أهيمُ تِسْعَ ليالٍ و ليلة، في أعمق الوديان مع أميرة الجان. كما أكتب عن نطالي، معشوقتي ناهِدة البنان، و أهجو عُرَّة الرّجالِ. بمَا أنّ الوَاهمَ مضرورٌ، مُتَوَهِّم مَغرورٌ، مُغْتَرٌّ بِصِبْيَانِية عًسْكَرُوسْ و جِنِّهَا الهَبَّالِ.

ثم؛ إِسْأَلوا بَرْبَرُوسْ عن محفل حربي، أَهْوَن مِنْ بَيْتِ العَنْكَبوتِ؟!. أوْ؛ أفْتُونَا في أَقَانيم دونَ المَلكُوت؟!. أمْ؛ أفًّ لَهَا بِصَوْتِي الجِلْجَالْ. وَ لَوْ هَاجَتْ؛ أمَانِي ما بعد سَكْرَة آخر الليل، فالظهيرة قَبْلَ الزَّوال. بل تَبًّا لها؛ تيمة مَسِيخِ الأَنْذَال، فَقد قَلْقَلَ الحَرْفَ وَ قَالَ، بُعَيْدَ مَا قَالَ ثُم قَال. وَيْلَهُ؛ مَسِيخٌ عَلْيْنا قَد تَنَمَّر، بعْدَ أنْ شرب نخب فودكا، فوق خردة الأرتال. داخَ لما ثَملَ، فَزاغَ وَ مَال. و أنه المَسيخُ الهَجَّالْ؛ الذي صار يُحَاجِجُنَا بِتَمَائِم الجَاحِدينَ، وَ طَلاَسِم النّاكِرين. بلْ؛ صار يُهَدّدُنا، بِجَلْبِ لَعْنَة رَبّ سُوخُويْ. بِمَا أنّهَا لَتُغِيضُهُ، أَمْجاد أرض الأَوْلياءِ الصالحين.

فَيَا لَهُ؛ منْ كُومْبَارسْ بَئيسٍ تعيس، يَرْمِي قُشُورَ المَوزِ، أمام راسْ بوتينْ. بينما الزَّوال؛ لَمَكتوبٌ على جزيرة عَسْكَرُوسْ : “جُمهورية الأَنْفَال”. وَ يَا ليْتَ سَجْعِي؛ أ وَ لَيْسَ المَسِيخُ، “طَرْطُورُ” مَحْفَلِها الحربي الجَوّال؟. فَلَهُو؛ في الحَسَد و الضَغينَة مضْربُ الأَمْثالِ!. ثُم كَلّا؛ لسوف تعلمون؛ من صَاحب المكرِ يا جموع الفُعَّال!.

صَهٍ .. صَهٍ؛ ها النَّخْوَة، بَريئةٌ من رُعونَة المَهْوُوس. مثلما أُفٍّ لهَا؛ تيمَة الخسّيسِ المَنْحُوس. أوْ؛ أُنْظروا مليا، كيفَ أن المسيخ الهَجّال، يستجدي قبلة على راسْ بوتين. فَلَصَفاقةً من نَفْسِه، و نيابةً عن كل الحصلاء من آلهة جزيرة عَسْكَرُوسْ. و أني؛ لَسائِلُكم بالله الأحد، أَن علِّمُوهُ اللّبَاقَة بالليّاقَة، حتّى تَنْتَفِع الأجيال الصاعدَة. و كفَانا تَماهيًّا؛ معَ جَاهِلِيَّة الحرب الغَمُوس. إذ إنما؛ نحنُ في زمان غير زمان السَّلف، فذَرونِي و خُزَعبِلاتِ المُرابي المَمْسُوس.

خِتَامًا؛ وَيَا أيّها المَسِيخُ، المُجْتَهِد في التَّخْويرِ جَنْبَ الحَافَّة. يَا أيّها الرّاغبُ؛ في السَّطْوَة الجَائِرَة بِآلية الحرب القَذَّافة. قَرِّر مَصيرَ نفْسِكَ أولًا، إنها لَخَبِيثَة أَمَّارةٌ بالآفَة. فقد فَتَكَ بكَ غُرورُ المحفل الحربي لجزيرة “عَسْكَرُوسْ”، و لنْ تَنْفَعَكَ عقود فاغنر و لا تَحويلاتُ إلى تلك الصرافَة. ثم؛ إنتظرْ السّاعة، ها موميروس رُوبُو-حُبْ، فَلَمَعَكَ من المُنْتَظرٍين. و عاش الوطن منيعا، هنا و هنالك، أو حيث لا نَامَتْ أَعْيُنُ ثَعَالِب السّخافَة.

عبد المجيد موميروس
شاعر و كاتب الرأي
رئيس الإتحاد الجمعوي للشاوية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube