تقاريرمستجدات

إطلالة تاريخية: الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، من المنع إلى وصول الإسلاميين إلى الجامعات (الجزء الثاني)

ترجمة: أحمد رباص

في مثل هذا الوقت من السنة، بين نهاية ديسمبر وبداية يناير، يطفئ في سرية الأعضاء السابقوون الشموع احتفالا بالذكرى السنوية للاتحاد الوطني لطلبة المغرب. ذلك اسم لا يزال يتردد صداه في أذهان أولئك الذين تم تأطيرهم من قبل هذه المنظمة أو الذين ساهموا بنشاط في إنشائها وتطويرها.
في عام 1969، تحديدا خلال مؤتمره الثالث عشر ، تميز الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بوصول الطلبة اليساريين ، ولا سيما طلبة المنظمتين A و B ، الذين أعطوا الأولوية لاحقا لـحركة “إلى الأمام” وحركة”23 مارس”. كانوا يرفضون سطوة الطلبة الاشتراكيين وسيطرتهم على الاتحاد الوطني لطلبة المغرب.
سوف تعرف المنظمة الطلابية أيضًا ولادة الحركة الماركسية اللينينية في المغرب حوالي عام 1970. وخلال هذه الفترة ستظهر ملامح تيار راديكالي جديد داخل الجامعة المغربية: الجبهة المتحدة للطلبة التقدميين، وفقا لما أورده الباحث المغربي عبد العالي الصغيري.
ورغم إخفاقه في السيطرة على الاتحاد الوطني لطلبة المغرب في المؤتمر الرابع عشر الذي عقد في ديسمبر 1970، تمكن التيار الماركسي اللينيني الجديد، منذ المؤتمر الخامس عشر في غشت 1972 من انتخاب عبد العزيز منبهي رئيسا للمنظمة، وهو عضو في “إلى الامام”. أمام هذا الوصول سيعلن الطلبة الاتحاديون انسحابهم.
بموافقة ذلك، سيصدر أعضاء منظمة “إلى الأمام” بيانهم الأول، ويقررون الخروج من الظل. بحلول نهاية عام 1972، كان القمع والاعتقال والتهميش لنشطاء هذه المنظمة على القائمة. انتهى النظام الغاضب إلى توجيه ضربات موجعة للاتحاد الوطني لطلبة المغرب. وفي 24 يناير 1973، تم حظر المنظمة الطلابية من قبل السلطات بعد المواجهة بين الحكومة والطلبة التقدميين.

من رفع الحظر إلى المؤتمر السابع عشر لاتحاد طلبة المغرب

منذ نوفمبر 1974، استمرت الاعتقالات في صفوف الطلبة والمناضلين، مثل عبد اللطيف زروال الذي توفي بعد تعذيبه في درب مولاي الشريف وآخرين. لكن الجماهير الطلابية ستواصل النضال من أجل إرساء مبادئ التنظيم وإطلاق سراح المعتقلين ورفع الحظر.
في 25 فبراير 1975 صدر ظهير تنظيم الجامعات تلاه قرار وزارة التعليم العالي في 12 غشت 1976 بفرض “تعاونيات إدارية” لتمثيل الطلبة. كان ذلك”إصلاحا جامعيا” سيندد به الطلاب على نطاق واسع، وخاصة طلاب الأوطم. “سيتم إدانة الإصلاحات المدمرة في 76 و 77 من قبل الطلاب، وبعد ذلك ستتمكن الحركة الطلابية من الوقوف في وجه النظام. هذا الأخير سينتهي به المطاف إلى إطلاق حملته القمعية ضد الطلبة، خاصة بين مجموعة الـ 139″، يكتب المعتقل السياسي السابق طارق برحو.
لكن هذه المرحلة ستتوج بالنجاح، إذ سيُطلق سراح رئيس المؤتمر الخامس عشر، عبد العزيز منبهي، ونائبه عبد الواحد بلكبير في عام 1976، إلا أن بعض الطلبة اعلنوا أنها هدية مسمومة من النظام.
في اليوم التاسع من نوفمبر 1978، تم رفع الحظر المفروض على اوطم. ثم جرى تنظيم المؤتمر السادس عشر في الفترة ما بين 31 غشت و6 سبتمبر في الرباط حيث انتخب محمد بوبكري رئيسا. سيتم بعد ذلك إبعاد الطلبة القاعديين والطلبة التقدميين من قيادة اوطم. لكنه عزل مؤقت ما داموا قد عادوا بقوة، منذ المؤتمر السابع عشر الذي تم تنظيمه في المدرسة المحمدية للمهندسين بالرباط بين 22 غشت و6 سبتمبر 1981.
“بعد النتائج الكارثية لفشل المؤتمر السابع عشر للحركة الطلابية، سيستغل النظام هذا الوضع لمهاجمة الحركة من أجل القضاء عليه”، يقول عبد المومن شباري، الطالب القاعدي الذي استشهد به عبد العالي الصغيري.

من فشل المؤتمر السابع عشر إلى وصول الإسلاميين

هكذا لم يتمكن المؤتمرون من اختيار إدارة جديدة. كما أن تيار الطلبة الاتحاديين سيكون أحد أسباب فشل هذا الاجتماع حيث سينسحبون من المؤتمر بعد أربعة أيام. يوضح طارق برحو قائلا: “السبب الحقيقي لهذا الانسحاب هو أن هذا التيار لم يكن سائدا”. حتى أنصار التقدم والاشتراكية سينسحبون بشكل غير رسمي من المؤتمر. واختتم الأخير على أمل عقد مؤتمر استثنائي للتوصل إلى إجماع.
سوف تستغل الدولة الفراغ الذي خلفه اوطم بين عامي 1981 و 1988 لفرض سيطرتها على الأوساط الجامعية و “عسكرة” المدرسة المحمدية للمهندسين. امام هذا الوضع، ستحاول بقية التيارات داخل المنظمة الطلابية اقتراح مشاريع إعادة تنظيم اوطم. أخيرًا، سيتم اعتماد اللجان الانتقالية من قبل الطلبة القاعديين. في وقت مبكر من عام 1989، أثار مقتل عبد الحق شباظة، طالب قاعدي معتقل، بعد إضرابه عن الطعام، احتجاجات طلابية جديدة.
تعليقا منه على هذه التعبئة، أعلن وزير الداخلية الأسبق إدريس البصري أن الدولة لا علاقة لها بالأزمة التي تواجه اوطم وإنما سببها التناقضات بين التيارات المختلفة، حسب عبد العالي الصغيري.
لكن يبدو أن اوطم كانت تستعد فقط لدخول مرحلة جديدة من وجودها، خاصة مع وصول التيار الأمازيغي والإسلاميين إلى عقر الجامعات. مرحلة ستبدأ في مارس 1991 مع وصول تيار العدل والإحسان، ثم في فبراير 1993 مع الطلبة التجديديين الذين سيؤسسون “منظمة التجديد الطلابي”.
(يتبع)

المصدر: Yabiladi

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube