حيمري البشير

تجربة مغربية فريدة من جنوب إفريقيا في التضامن في أبهى صوره

في جنوب إفريقيا، أنشأنا مجموعة واتساب تحمل اسم “المحسنين المغاربة”، تضم 20 عضوًا من المغاربة-الجنوب إفريقيين الميسورين، هدفها التدخل السريع لمساعدة كل من يحتاج دعمًا ماديًا عاجلًا: سواء تعلق الأمر بدفع الإيجار، أو دواء لمريض، أو دعم لعائلة معوزة، أو مغربي يريد العودة إلى أرض الوطن، أو حتى رعاية يتامى مغاربة في حاجة للعون.

ما إن نتوصل بطلب مساعدة، حتى نقوم بالتحري والتثبت من حالة صاحب الطلب، وندرس إن كانت المساعدة ظرفية أم شهرية، ثم نعرض كل التفاصيل على المجموعة مرفقة ببعض المقترحات، ليتم اتخاذ القرار بشكل جماعي وشفاف.

ومؤخرًا، استجبنا لحالة إنسانية مؤثرة: طفل يبلغ من العمر 15 سنة، مصاب بسرطان الدم، يعيش مع والدته دون أي رعاية من والده. الطفل يتلقى العلاج في مستشفى بعيد عن مقر سكنه، ووالدته التي تزوره كل يومين لا تشتغل ولا تملك أي دخل قار. كانت بحاجة ماسة لمصاريف النقل والمعيشة، فاستجبنا.

كتب الأخ مهدي بنسعيد تعليقًا مؤثرًا حول هذه العملية:

السلام عليكم جميعًا. لقد توصلت الأخت مليكة بمساعدتكم المادية وطلبت أن أنوب عنها في إبلاغكم جزيل شكرها وامتنانها. شكرًا لجميع أفراد هذه المجموعة، وشكر خاص للأخ سي أحمد وللإخوة القائمين على تنسيق وتسيير هذه التجربة الإحسانية الفريدة من نوعها على مستوى الجاليات المغربية في أرجاء المعمور.

وبالفعل، كما قال الأخ مهدي:

هي تجربة إنسانية فريدة من نوعها، وتجسيد عملي لقيمنا المغربية الأصيلة: النخوة، والتآزر، ونصرة المحتاج.

إخواني الكرام، عملكم هذا خالص لوجه الله، لأنكم لا تعرفون المستفيدين، ولا تنتظرون منهم شكرًا أو جزاء.

ما أعظم صداقتكم، وأعظم منه أجركم عند الله.

استمروا، فأنتم تصنعون الفرق، وتبنون جسور الرحمة حيث لا أمل.

الخير لا يُهزم، وفعل المعروف يبقى من أقوى أشكال المقاومة في وجه اليأس والخذلان.

طوبى لكم، ودمتم منبعًا للخير والعطاء.

من جنوب إفريقيا عبد السلام حبيب الله

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID