اقواسمستجدات

إدريس لشكر الرجل الفُشارْ، حسناء أبوزيد عودة الروح

حكيم لعسبي

مهما حاولنا توضيب مرحلة إدريس لشكر وهو على رأس الكتابة الأولى ستكون فاشلة…فالرجل عنوان كامل لأزمة اتحادية، لكن أيضًا هو نتاج لحقبة إنتهت من الساجد لله والعماري ونبيل بن عبد الله وشباط وبن كيران..
المشكل في إدريس لشكر أنه كان زِّرّاً من الأزرار لاعتبارات ومتغيرات في المحيط المغربي كانت مفهومة لما بعد الربيع العربي.
حسناء أبوزيد بمسارها السياسي وقوة مفرداتها السياسية وصفحتها النضالية يجعلها في محل ( غَيْرَ دي عَوَجٍ )…ورهان القوى الحية داخل خيمة اليسار وحتى الخط الإسلامي يشار إليها بالعين والكف بالخمس .
لنقبل ببدايات الطريق،…..توقف السلطان محمد الخامس رحمه الله عن توقيع الظهائر المقدمة من المقيم العام، عندما أدرك أن البنية الحزبية إكتملت في مشروعها التأطيري الجماهيري…وجود أحزاب قوية هو قوة للمؤسسة الملكية، وليس العكس كما تريد أن تبين القوى الممانعة وجيوب المقاومة بتعبير عبد الرحمان اليوسفي رحمه الله في أي إصلاح إجتماعي .
النحوي في اللغة لا يلحن،وكذلك المتتبع لشأن الاتحادي لا يجامل…ولعل الشعار الذي رفعه إدريس لشكر وعصبته،أن الإتحاد الاشتراكي ليس فندقًا….هو نفسه الذي حول الحزب الى فائض الحاجة من خلال إستقطاب كل من هب ودب من أحزاب أخرى ودون ان تكون لهم أي مرجعية إتحادية او نضالية….وأزاح مناضليه الأوفياء،فصار حزبًا للغرباء….حزبًا بدمع العين،أشبه بعجوز باغية لا تحيض.
حسناً، ماذا لو أعيد إدريس لشكر كاتبًا أول لولاية أخرى ….الجزء اللا مفكر فيه،هل ممكنات الواقع السياسي التي أنتجت العماري ولشكر وشباط لازالت قائمة…الأكيد أنها تغيرت،وتبدلت…..ليطرح السؤال، عودة إدريس لشكر هي إيجابة لمن…ولمن الرسالة في منحه ولاية ثالثة،…والسياسة في المغرب تبنى على الإشارات.
على مستوى الدولة — فإن إدريس لشكر هو ذاك الحصان الذي يشرب الماء بلجامه…. لكن عندما يتبنى إدريس لشكر طقوس الدوله في تسيير الشأن الحزبي يكون هذا كارثي لدولة نفسها قبل الحزب.
الصواب المهجور الذي يتفاداه إدريس لشكر و عصبته هو أنهم غير قادرين على التمييز بين القوة التاريخية للحزب والقوة السياسية الآنية التي يعيشها الحزب في أحلك أيامه التنظيمية والاستشراقية لمسار الحزب في القادم من السنين.
إدريس لشكر يُغَمِّسْ نفسه في مستنقع آسن،لينتج لنا مسخًا كنا نظنه حالة مشرقية مع فراعنة مصر والأحزاب الوحيدة الحاكمة..تغيير القوانين عبر سرعة ميكروويف لدوام الزعيم في السلطة وهرم الحزب.
عودة إدريس لشكر هو موت آخر وميض من ولادة المعارضة التي هي الرحم الطبيعي المنتج للمفاهيم والرؤى عند الإتحاد الاشتراكي.
لانني مُحَرَّرُُ من اي إلتزام تنظيمي فان الخاسر الاول بعودة إدريس لشكر ككاتب للاتحاد هي مؤسسة الملك وتليه كل تلك القوى الحية….عندما سأل الملك الحسن الثاني رحمه الله كيف تريد الأمور أن تكون لولي العهد سيدي محمد عندما يصبح ملكًا…قال أريدها صعبة له لانه حينها تكون الحاجة إليه منطقية…وعليه أثبتت كل الهزات التي كانت أخرها تجربة الكوفيد حاجة الدولة الى أحزاب مؤطرة قوية.
نزول الدولة بأدواتها الطبيعية تكون عنيفة عند المواطن…لكن وجود أحزاب قوية هي من يمنح ذاك التسامح من لدن المواطن في تقبل عنف الدولة من أجل الدولة نفسها.
عودة إدريس لشكر هو تكلفة تقيلة لدولة وللقوى الحية……هو الضيق وليس السعة،هو التحريف وليس التغيير…إن أي إتكال لدولة على المشروع الاتحادي بصيغة إدريس لشكر لانجاح كل رهاناتها سيكون متل عصا سليمان،حشرة الأَرَضة كافية لكسره.
عندما نراهن على حسناء أبوزيد فلكي نقوم بخلخلة حروف القلقلة التي ضيقت على الممارسة السياسية وأحجمت عن إعادة إنتاج الأدوار الكفيلة باعادة المصالحة بين الفكرة الاتحادية والطبقات الاجتماعية ….
لهذا فكل من سيتوجه الى المؤتمر الاتحادي يجب ان يكون على بينة ان الرهان الناجح بقيادة جديدة نسائية تكون حسناء أبوزيد عنوانًا لها،هو المؤمل من طرف المؤسسة الملكية ومن كل القوى الحية باختلاف مشاربها.
وأما المشروع الشكراوي نسبة لإدريس لشكر فليس أكتر من طقطقة وراء طقطقة كفشار بلغته قطرة ماء فانتفخ فنسي أصله انه كان حبة ذرة تائهة….لانه فشل في الدخول في مقاربة تشاركية مع المجتمع وقواه الحية وعاجز عن تأسيس معارضة حقيقية..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube