ضد التيار

الدروش :*الأحزاب هي الراعي الرسمي للفساد والمفسدين*

✍️ بقلم: عزيز الدروش – المحلل وقيادي سياسي ومرشح سابق للأمانة العامة لحزب التقدم والاشتراكية—

🧨 “إنما نحن مصلحون!”.. أحزاب تُفسد باسم الإصلاح> *وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون*(سورة البقرة، الآيتان 11-12)

هذه الآية الكريمة ليست مجرد وصف تاريخي لنفاق سياسي وأخلاقي في زمن الرسالة، بل هي تصوير دقيق لواقع الأحزاب السياسية في المغرب، خصوصًا ونحن نعيش أجواء الحملات السابقة لأوانها، حيث يتسابق زعماء أحزاب فاشلة و الفاسدة لتقديم أنفسهم على أنهم *منقذو الوطن*، في حين أنهم أصل الداء وجوهر الفساد و المشاكل.—

🐍 الإصلاح كذريعة للخرابما إن تقترب الانتخابات، حتى يتحوّل الجميع إلى دعاة إصلاح، بينما سجلهم السياسي لا يزخر إلا بالإخفاقات و التضليل والتواطؤ والتلاعب بمصير الشعب المغربي. يهاجمون الفساد، وهم أدواته و رعاته. يطالبون *حرية كرامة عدالة الإجتماعية*، وهم أول من ساهم في سحقها. ومنهم من جثم على صدر حزبه لعقود، مُجهضًا أي فرصة للتجديد أو الديمقراطية الداخلية *تهميش طرد محاكمة*.—

⚠️ المعمرون السياسيون.. ديمقراطية مزيفة داخل أحزاب ميتة و الراكدةأي ديمقراطية ننتظر من زعماء لا يؤمنون حتى بالديمقراطية داخل أحزابهم؟كيف ننتظر التناوب على السلطة من أشخاص لا يتنازلون حتى عن كراسيهم الحزبية؟نبيل بنعبد الله يقود حزب التقدم والاشتراكية منذ2010، واليوم يُحضّر للولاية الخامسة أو *للأبد* بعد أن حوّل الحزب إلى شركة شخصية *أصل تجاري فاسد*.إدريس لشكر، بعدما أستنفذ ثلاث ولايات على رأس الإتحاد للقوات الشعبية، يسعى إلى ولاية رابعة أو *للأبد* بصيغة التفاف قانوني، بعدما أوصل الحزب إلى حضيض لم يعرفه تاريخ الحزب.عبد الإله بنكيران، عاد لقيادة العدالة والتنمية في ولاية رابعة، بعدما قاد الحزب إلى إنهيار أخلاقي وسياسي، وواصل الدفاع عن مصالحه الشخصية على حساب قواعده وخطابه الدعوي. *نتائج 2021 كانت يد بنكيران حاضرة إنتقاما من العثماني والحزب الذي تخلّى عنه 2016*هؤلاء الزعماء يرفضون مغادرة المشهد، ويتمسكون بالكراسي أكثر من تمسكهم بأنفسهم و أبنائهم. شعارهم الحقيقي و الخالد:> *إما أنا، أو الخراب!*لكن الحقيقة التي يجب أن تُقال، بوضوح، هي:> *فاقد الشيء لا يعطيه*فمن لا يحترم الديمقراطية داخل لحزبه، لا يمكنه أن يبني ديمقراطية داخل الدولة و المجتمع.—

🩸 الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية والتنمية.. من الخطب إلى الخيباتفي سنة 1998، دخل الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية بزخم نضالي كبير، لكنه لم يلبث أن خان كل وعوده و الشعارات المضللةوالزائفة، وساهم في تفكيك القطاع العام وخوصصة المؤسسات، وإنتهى به المطاف إلى تابع ذليل لأحزاب السلطة.أما العدالة والتنمية، فقد إستثمر و إستغلت حراك 20 فبراير ليركب موجة الإصلاح *حريةكرامة عدالةإجتماعية* *محاربة الفساد والإستبداد والظلم والحكرة*، لكنه سرعان ما إنقلب على المبادئ، ووقع على قرارات ضربت القدرة الشرائية، وأجهز على صندوق المقاصة، وقنن الهشاشة، وتحالف مع أباطرة المال والفساد ودمر الطبقةالوسطي وعمق الفقر و دمر الشركاتالصغرى والمتوسطة لفائدة المتوحشين أصدقاء عزيز أخنوش ولد الناس و الحليف الإستراتيجي و رفع أسعارالعقار و رخص للوبي المصحات و أشياءأخرى.وكل هذا جرى تحت غطاء محاربة الفساد… يا للسخرية!—

🎭 وهم الإصلاح… لعبة انتخابية قذرةكلما إقتربت الإنتخابات، عادوا للحديث عن “النزاهة”، و”التغيير”، و”الكرامة”، وهم يعلمون أنهم جزء رئيسي من منظومة الإفساد الكبرى. إنهم ليسوا فقط فاسدين، بل يظنون أنفسهم مصلحين، وهنا تتجلى خطورة المشهد.لقد تحوّلوا إلى كائنات إنتخابية و إعادة تدوير رموز *الفساد والتزوير والتضليل* تعيش فقط على الوهم، بلا مشروع مجتمعي حقيقي، بلا أخلاق سياسية، وبلا رؤية مستقبلية. أحزاب إنتهت لكنها ترفض الإعتراف بموتها.—

🔥 أي مستقبل مع هذه الزعامات المتحجرة؟كيف يمكننا الحديث عن تداول السلطة، والمغرب يعيش منذ عقود في ظل نخب سياسية موروثة وفاشلة؟كيف نثق في مشروع سياسي يُقاده زعماء يعيشون في الماضي، ويخافون من التغيير، ويُقصون الكفاءات؟*و يهمشون و يطردون و يحاكمون كل من يعاض و ينتج و يفكر داخل الحزب*إن استمرار هؤلاء *المعمرين الفاشلون المتواطئون* هو إجهاض لأي أمل في تجديد الحياة الحزبية والسياسية، بل هو رسالة سلبية للشباب المغربي:*لا مكان لكم… إلا إذا صفقتم للزعيم*.هنا نعرج على عزيز أخنوش الذي ينتج *نخب على المقاص الولاء للزعيمالمفدى و الطاعة*—

🔴 في الأخير تأكد :المشهد السياسي اليوم لا يعاني فقط من الفساد، بل من الوقاحة السياسية. من أحزاب جعلت من *الإصلاح* قناعًا للنهب، ومن زعامات ترفض مغادرة مناصبها *زعماء الخلد* وكأنها وُلدت لتبقى أبدًا. وكل من ينتظر التغيير من هؤلاء، كمن ينتظر الشفاء من يد المرض نفسه.وها نحن نعود إلى جوهر القول الإلهي الخالد:> *قالوا إنما نحن مصلحون… ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون.*—*

**عزيز الدروش محلل و فاعل سياسي*

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID