سياسةمستجدات

باحث مغربي :مغرب اليوم إنتقل من إستراتيجية الدفاع إلى إستراتيجية الردع

النخبة الوطنية مطالبة اليوم باستيعاب هذا التحول و هضمه، معرفيا

حرة بريس -عبدالحي كريط

في تصريح صحفي خاص لموقع حرة بريس قال الباحث الأكاديمي الدكتور إدريس جنداري أن المغرب، اليوم، يجد نفسه في مواجهة تحديات جمة تمس وحدته الترابية في علاقة بحدوده البربة و البحرية، و كذلك في علاقة باسترجاع حقوقه المشروعة في المدينتين السليبتين و الجزر .
وأضاف هذه التحديات تزداد خطورة إذا استحضرنا الجوار المعادي، برا و بحرا، فعلاقاتنا متوترة مع الجار الشرقي (الجزائر) الذي يخوض ضدنا حربا بالوكالة لاقتطاع عضو من جسدنا الترابي، كما فرض علينا سياسة الأمر الواقع في علاقة بصحرائنا الشرقية المقتطعة من طرف الاستعمار الفرنسي إبان حقبة الجزائر الفرنسية. أما الجار الشمالي (إسبانيا) فهو لا يعترف بحقوقنا التاريخية على مدينتينا السليبتين و يرفض ترسيم حدودنا البحرية معه لتمتد ذراعه إلى حيث يريد، و هو مستعد للانقضاض علينا في أي فرصة يراها سانحة (حادث جزيرة ليلى).
وفي سياق متصل قال الباحث أن هذه التحديات تحتاج استراتيجية في مستواها و إلا سنجد أنفسنا في مهب الريح ! التهديد وجودي و ليس مسألة صراع عابر بين أطراف دولية متنافسة. لذلك، كان مفروضا انتقال الاستراتيجية الوطنية من وضعية الدفاع التي سادت، لعقود، و حافظت على وضعية الستاتيكو دون أن تمكننا من استرجاع حقوقنا المسلوبة، إلى استراتيجية الردع التي تعتبر البوابة الرئيسية التي يمكنها أن تنقلنا إلى قوة ضاربة في منطقة البحر الأبيض المتوسط و شمال إفريقيا يحسب لها حسابها، و تفتح معها المفاوضات المباشرة و غير المباشرة قبل إصدار القرارات الدولية التي تتحكم و تحدد مصير هذا الامتداد الجيو-استراتيجي.
كماأشار نفس المصدر أن الانتقال من استراتيجية الدفاع إلى استراتيجية الردع، ليس حلم ليل عابر يمحوه النهار ! و لكنه براديغم جديد يشكل قطيعة مع براديغم قديم، و الانتقال بينهما يحتاج ثورة هادئة سواء في علاقة بالرأي العام الوطني أو في علاقة بصانعي القرار الدولي.
والقرارات الأخيرة الجريئة التي أقدم عليها المغرب، في علاقاته الخارجية، جزء من هذه الثورة التي يوظفها للانتقال من البراديغم القديم إلى البراديغم الجديد، و لعل المتتبع للخطب الملكية ليلامس هذه الروح الجديدة التي أصبحت تسري في جسد الدولة و تنقله من وضعية الستاتيكو إلى وضعية التحول و الانتقال بل و الانعطاف الحاد حتى !
كما شدد الدكتور ادريس جنداري أن النخبة الوطنية مطالبة، اليوم، باستيعاب هذا التحول و هضمه، معرفيا، مع الاستعداد للدفاع عن المصالح الوطنية، جنبا لجنب، مع صانع القرار السياسي الوطني، فمصيرنا مشترك و لا يقبل التنصل من المسؤولية بدعوى أن المسألة رسمية ! المسألة نخبوية و شعبية كذلك، و لا يتوهمنّ أحد أنه في مأمن من هذه التحديات المفروضة على وطنه، فدون النجاح في رفعها سنجد أنفسنا جميعا في مواجهة الخراب الذي يضرب، بقوة، في كل أنحاء العالم و لا يرحم الشعوب الضعيفة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube