أخبار العربمجتمعمستجدات

تداعيات كوفيد-19 علی القطاع السياحي بالمغرب، قطاع النقل السياحي نمودجا

صادق فريد

بعد اجتياح وباء (كوفيد-19) للمغرب، علی غرار باقي دول العالم، وتأثيره بشكل قوي وواضح علی جل القطاعات الحيوية (اقتصادية واجتماعية ونفسية، بل وحتی سياسية)، تفاقمت في البلاد أوضاع الطبقة الهشة التي تعتمد في عيشها علی الإشتغال في مهن غير مهيكلة. القطاع السياحي بالمغرب أحد هذه المهن، فهو يعد من القطاعات الحيوية والنشطة، خاصة بمدن تعد عصب (الإقتصاد السياحي)، كمراكش وفاس والدار البيضاء وأكادير والصويرة ووارززات وطنجة، وغيرها من المدن المغربية۔
أغلقت الأجواء المغربية في وجه الملاحة الجوية كما أغلقت الحدود بالكامل، فغاب الساٸح الأجنبي، وكانت الكارثة۔ أُسٓر وعاٸلات لا تعد فقدت مدخولها (اليومي، المٶقت طبعا)، فأصبحت عرضة للضياع المُبين، ارتفعت الأصوات وبحت الحناجر بالمناداة علی المسٶولين لفعل ما يمكن فعله لانتشالها من براثن الجوع والضياع، فلا من يستجيب لكل تلك الصرخات، إلی أن جاء تدخل ملك البلاد بتوجيهات سامية لخلق ما اصطلح عليه ب (لجنة اليقظة) التي فعلت برنامجها لسنتي 2020 – 2022، وكانت تعليمات جلالته واضحة بإقرار برنامج لإنعاش قطاع السياحة، وتشجيع المقاولات الصغری والمتوسطة حفاظا علی مناصب الشغل ودرءا لما قد ينتج عنه من تشريد عاٸلات وأسر۔
استبشر المهنيون وشغيلة هذا القطاع خيرا، لأنها تعليمات ملكية سامية ولا يجادل أحد في جديتها وتطبيقها۔ لكن جری ما لم يكن في حسبان الجميع، إذ تم تجاهلها وقد نقول (التبرؤ منها)، فأصبح القطاع السياحي في بحر الضياع۔
مهنيو وشغيلة قطاع النقل السياحي هم أكبر المتضررين من هذا الوضع، إذ إضافة إلی توقف نشاطهم كليا وعدم القدرة علی مسايرة الحياة اليومية ومتطلباتها، من مصاريف البيت والأسر، أضيف إلی كل هذا استعلاء وتجبر بعض شركات التمويل في العمل علی الحجز علی عربات مهنيي النقل السياحي، من الذين وضعوا ثقتهم في هذه الشركات وانكبوا علی الإستثمار في القطاع باللجوء إلی قروض متنوعة، آملين وعاقدين العزم علی استرداد الديون في وقتها وبكل أمانة والتزام۔
غير أن الذي حصل والذي قض مضجع هٶلاء الشباب المستثمرين في القطاع هو الحجز علی عرباتهم بين الفينة والأخری، في ضرب سافر لكل مقتضيات العقود المبرمة وكذا الضرب الواضح واللا مسٶول لتعليمات ملك البلاد۔
وفي هذا الإطار، نتساءل جميعا، كيف لكل من يتحمل مسٶولية الشعب، كل من موقعه، أن يتجاهل هذه الظروف الصعبة والخطيرة التي تمر منها شريحة عريضة من أبناء هذا الوطن وكذا عدم تنزيل تعليمات ملكية سامية ضمن برنامج إنعاش القطاع السياحي الذي دعا له جلالة ملك البلاد۔

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube