السلك الدسبلوماسيمستجدات

في ضوء انضمامها كمراقب بالاتحاد الإفريقي.. ماذا ستكسب إسرائيل؟

بقلم: احمد بابا اهل عبيد الله

“باحث في العلوم السياسية العلاقات الدولية”

منذ هجرته و احتلاله لفلسطين (1948) والكيان الصهيوني، يحاول اللعب بجميع الأوراق، واختلاق السيناريوهات، من أجل تحقيق حلمه ،في أن تجعله أحد المكونات الإقليمية، ضمن دائرتها، وعضويتها، وتعترف بشرعيته. فبداية ،كان حلم اليهود الإنضمام إلى التكتل الأوروبي، لكن ذلك لم يتأتى، لأسباب سياسية، وقانونية ،تشترطها أوروبا للإنضمام اليها.

وبعد ذلك، كانت هناك ضغوط على الجامعة العربية للانضمام إليها، في مشروع الشرق الأوسط الكبير، ومبادرة السلام العربيةالإسرائيلية(قمة بيروت)،لكن ذلك، لم يتحقق ،بفضل رفض عدة دول لهذا الإنضمام، و هي دول وازنة في الجامعة العربية، و ليست لديها أصلا اتفاقات أو تعاون، في أي مجال مع الكيان الصهيوني.

رغم كل هذا ،فإرادة الاسرائيليين لم تحبط طموحاتهم،فغيرو بوصلة توجهاتهم الإقليمية ،إلى القارة السمراء، وذالك، من خلال الزيارة المكوكية، التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق(نتنياهو) ،إلى أربعة دول إفريقية، وهي بداية لهذا التوجه القديم الجديد ،لاسيما وأن الصهاينة،دائما ما يعرفون ويميزون وقت تحركاتهم وخططهم.

لذلك، الإسرائيليون ،لم يختاروا التوقيت عبثا،بل استغلوا الفجوة ،التي تعرفها الساحة العربية، داخل مجالها الإفريقي،كون جل الدول العربية المنتمية إليه، و من ابرزها مصر ،ليبيا،تونس.. تعاني من أزمات و حروب داخلية، أعطت الإسرائيليين ،مجالا واسعا للتحرك، داخل القارة السمراء، و رفع مطالبها.

وذلك لتحقيق الاختراق للقارة، وهو ما تأتى لها، عندما دعمتها الدول الإفريقية التي استقبلتها، بضمان مقعد كمراقب داخل “الاتحاد الإفريقي” وكان أبرز تلك الدول إثيوبيا. بهذا التوجه ،تكون إسرائيل قد فتحت لها بابا واسعا ،داخل إفريقيا،سياسيا اقتصاديا ،وعسكريا..

وهذا لا محالة ،سوف يؤثر على القضية الفلسطينية، وخاصة من الناحية الدولية، وداخل المنظمات الدولية،لأن المعركة التي لايزال يكسبها الفلسطينيون، هي معركة الاعترافات داخل المنظمات الدولية،و قد كان توجههم يصب أكثر داخل الأمم المتحدة ،حتى تعترف بالدولة الفلسطينية(67).

وهو بالذات ،ما تخشاه إسرائيل ،مما جعلها توجه ترسانتها السياسية و الديبلوماسية، إلى القارة الإفريقية ،لكسب بعض الدول ،و بالتالي كسب عدة قرارات، داخل أروقة الأمم المتحدة.

فأين هم العرب والمسلمين من كل هذا؟!،هل بالفعل يمتلكون رؤية و خططا، لمساندة إخوانهم الفلسطينيين! خاصة وأنهم تركوهم في الساحة وحيدين، مع الكيان الصهيوني.

إلا أن المسألة أخطر من ذلك، فعندما تظفر إسرائيل بمقعد لها، في أحد المنظمات الإقليمية،فذالك يهدد الوجود العربي المتبقي !

نعم، الإسرائيليون معترف بهم دوليا و داخل أروقة المنظمات،لكن العالم أصبح “عالم تكتلات ”،لذلك هدفهم ،هو الإسراع من أجل الدخول في أحد التكتلات الإقليمية،لإضفاء الشرعية على احتلالهم، و أيضا إيجاد أسواق و مستهلكين جدد لمنتوجاتهم .فهل يعي حكام العرب، ما يحيط بشعوبهم ومستقبلهم!؟

فاﻹشكال القادم والموجه للأنظمة العربية: هل العرب مدركون لكمية المخاطر التي يخطط لها الكيان الصهيوني لتدمير فلسطين و العالم العربي من المحيط إلى الخليج أم أنهم مدركون إلا أنهم يتعامون ويتعاطون مع الأمر بسلاسة مخافة تهديد عروشهم؟!.

ليبقى في الختام السؤال الذي كان من طرحه بد : هل تأتى ضيافةالإتحاد الإفريقي لإسرائيل (كدولة) مراقبة كمنعطف سياسي تاريخي يفتح المجال مستقبلاً لهذه الأخيرة لتكون جزءا من الإتحاد الافريقي وبالتالي التضييق على القضية الفلسطينية داخل القارة السمراء؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube