احمد رباصمستجدات

خطوة من مسار ما قبل عتبة تطبيع المغرب مع إسرائيل

أحمد رباص – حرة بريس

في 10 ديسمبر 2020، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر سلسلة تغريدات على حسابه الرسمي على تويتر أنَّ المغرب وإسرائيل اتفقا على تطبيع العلاقات بينهما بوساطة أمريكية، كما أعلن أنه وقع إعلانًا يعترف بسيادة المغرب على صحرائه.
لكن، قبل هذا التاريخ هناك ذاكرة وأرشيف يحفظان في سجلاتهما أحداثا تم التخطيط لها من قبل الجانبين بقصد تثمين ما هو مشترك بين الثقافة المغربية ومثيلتها اليهودية، سعيا وتمهيدا لإنضاج الظروف المواتية لعقد اتفاق يطبع بموجبه النظام المغربي علاقاته مع النظام الإسرائيلي.
من هذه الأحداث الممهدة لمخرجات التطبيع اللقاء الأول بمراكش حول “اليهودية المغربية: من أجل هوية مغربية مشتركة” والذي نظم في غضون نونبر 2018.
دام هذا اللقاء حول “اليهودية المغربية: من أجل هوية مغربية مشتركة” عدة أيام تخللتها مناقشات مكثفة حول سبل تعزيز الاستثناء المغربي والحفاظ عليه كنموذج للعيش المشترك.
تحت إشراف ورعاية من القصر الملكي، تم تنظيم هذا الاجتماع من قبل مجلس الجالية المغربية في الخارج بشراكة مع مجلس الجماعات الإسرائيلية بالمغرب.
حضر هذا اللقاء 250 يهوديا مغربيا سواء من المغرب أومن الخارج ، من بينهم شخصيات من المجتمع المدني ومدرسون وجامعيون وكتاب رأي وقادة في مجال الأعمال وصحفيون وباحثون وفنانون.
ضمن حديثه بهذه المناسبة، نوه الأمين العام لـمجلس الطوائف اليهودية بالمغرب، سيرج بيردوغو، بغنى وتميز الأعمال التي قدمت خلال هذا اللقاء، الذي تميز بشكل خاص بوجود قوي لليهود المغاربة في العالم، مضيفا أن هذا الاجتماع شكل فرصة لتبادل وتقاسم “انتظاراتنا وآمالنا”.
ثم أضاف: “نحن سعداء بهذا اللقاء ونواجه الكثير من الصعوبات عند الوداع، لكننا نعتمد على مساعدتكم في للحفاظ على العلاقات القوية التي تربطنا بمغربيتنا التي نريد لها أن تزداد توهجا”، واصفا لقاء مراكش بفرصة ل “اكتشافات حقيقية” و ب”عودة إلى الدار الكبيرة”.
وشدد أيضا على ضرورة أن يساهم أعضاء الجالية اليهودية المغربية بجزء من الجهود المبذولة لإدامة مبادرات الحفاظ على التراث اليهودي المغربي.
بعد أن حيى “الهوية المغربية المشتركة” التي توحد جميع القوى الحية للجماعة اليهودية هنا وهناك، اقترح بيردوغو أن تكون “هذه المحاولة الأولى ممأسسة” وذلك من خلال عقد هذا اللقاء في المغرب كل عامين”حتى يتسنى لنا أن نلتقي معا لنكون قادرين على التحدث عن المسار الذي سلكناه خلال العامين السابقين والعمل على أن يكون هذا الاتصال الذي بدأ اليوم مستداما”.
كما اقترح أن يصبح اسم ا”لتجمع العالمي لليهودية المغربية “، الذي كان قبل الجمعية، اسما دالا على حدث يسمى” التجمع العالمي لليهود في المغرب” حتى يكونوا جنبا إلى جنب ويعيشوا “في انسجام تام”.
وأشاد الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عبد الله بوصوف، بنجاح أعمال هذا اللقاء مع اليهود المغاربة من خلفيات متنوعة، مشيرا إلى التزامه اليومي بتعزيز الحوار بين الأديان لأكثر من ثلاثين عاما. .
وأصر على أن هذا الحوار بين الأديان بين المسلمين واليهود مطلوب أكثر من أي وقت مضى لأن “ما يجمعنا هو أكثر أهمية بكثير مما يفرق بيننا”، و”ما عشناه في هذا اللقاء يؤشر على أن لدينا القدرة والإمكانات لتغيير مسار التاريخ”، على حد قوله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube