شخصياتمستجدات

عمر الشرقاوي؛ الموظف المغربي عاقب نقابة العدالة و التنمية خلال الإستحقاقات الإنتخابية

عمر الشرقاوي أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق بالمحمدية، كتب رأيه على صفحته بالفاسيبوك يتحدث فيها عن عقاب الموظف المغربي خلال الاستحقاقات الانتخابية نقابة حزب العدالة والتنمية، لأنها خيبت آماله مرارا وتكرارا على مدى عشر سنوات.

فبدلاً من العمل على الدفاع عن حقوق الموظف اتجاه القرارات الاقتصادية والاجتماعية المؤلمة التي اتخذتها حكومتا بنكيران والعثماني و ما رافقها من تدابير تضر بأجور و معاشات رجال التعليم وحقوقهم الاجتماعية والمهنية، انشغلت النقابة بحماية الوجود السياسي لحزبها مرة بالدفاع الميداني عن قراراته تجاه ردود الفعل و مرة أخرى بالانتصار للغة الصمت ودفن الرأس في التراب حتى تمر القرارات المجحفة.

لذلك لا يمكن قراءة المزاج الانتخابي لكتلة ناخبة متعلمة وتنتمي للطبقة الوسطى، دون استحضار مؤشر التصويت العقابي في مواجهة نقابة حزب العدالة والتنمية الذي يتحمل النصيب الأكبر فيما آلت إليه الأوضاع الاجتماعية.

فالناخبون المهنيون يتميزون بعقلانية في اختياراتهم وقناعة بتفضيلاتهم، وبالتالي فإن نتائج الانتخاب تعبر عن موقف احتجاجي اتجاه المس بمصالحهم من طرف الحزب الحاكم و مباركة ذلك من طرف نقابته.

وبدون شك، سيحمل هذا الاندحار الانتخابي في معقل حزب العدالة والتنمية ووسط عمقه الطبقي، قلقا جديا واستياء ملحوظا، سيدخله في “مرحلة شك”، قبل ثلاثة أشهر من موعد انتخابات تشريعية و الجماعية ستحدد مستقبل الحزب الحاكم لما بعد عام 2021.

و السؤال الذي يفرض نفسه هنا، هل يمكن أن تضرب ارتدادات هذا الزلزال حزب العدالة والتنمية خلال استحقاقات 8 شتنبر؟ و هل يمكن قراءة ما جرى كتمهيد لإخراج البيجيدي من صندوق الاقتراع السياسي بعد أن قرر نصف مليون موضف إخراجه من دائرة المتنافسين الاجتماعيين؟.

من الصعب المغامرة بالقول أن عدوى السقوط النقابي ستصيب حتميا الحزب الحاكم، لكن لابد من الإشارة إلى أن أي قراءة دقيقة لاتجاهات التصويت في الانتخابات التشريعية يجب أن تستند إلى نتائج الجولة الأولى من الاستحقاقات النقابية التي تبدو أكثر مصداقية في قياس المزاج الشعبي تجاه الأحزاب التي تحتضنها. والمؤكد أن خسارة حزب العدالة والتنمية لعشرات الآلاف من الناخبين الموظفين لا سيما في مجال التعليم، يعني فقدان خزان ورهان انتخابي، وبالتالي فهي تجربة مخبرية ومؤشر دلالي لمآلات الانتخابات المقبلة على المستوى الجماعي والتشريعي. وما يدعم هذه الفكرة أن حزب العدالة والتنمية نزل بكل ثقله السياسي والمادي والإعلامي لدعم نقابته، وجعل هاته الانتخابات “تيرمومتر” لقياس مدى نجاح تجربته السياسية وكان الجميع ينتظر إقامة حفلة الرقص على نتائج الانتخابات المهنية لكن الزلزال هدم كل الأحلام وادخل البيجيدي واذرعه في نوبة صمت عميق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube