إقتصادمستجدات

قراءة في النمــوذج التنمــوي الجديــد ملخص نقاش في محاضرتين اسامة سعدون

ندوة مع عبد العالي دومو و الاخرى مع عمر بنشقرون

تحــدي جديد على مستوى مساءلة الواقع من منظور الامة و ليس الدولة و من موقع المواطن المسؤول عن المستقبل و المستشرف الايجابي .

اسباب نزول هذه المبادرة تتمثل في قصــور النمــوذج الحالــي عــن توفير الحمايــة والدعــم والإشــراك في ديناميــة التنميــة، لفئــات عريضــة مــن المجتمــع، لاســيما الأشــخاص المعوزيــن والنســاء وســاكنة العالــم القــروي؛
ثم النقص الذي يشوب الوضــوح في توجهــات السياســات العموميــة، وضعف ملاءمتها وانســجامها، و كذلك افتقــار تنفيـذ الإصاحـات المعتمـدة إلـى النجاعــة، فضلا عــن اتســامها
بشــدة التجــزيء و التشتت. و افتقاد المنظومات الى التكامل و الترابط
إن مواطــن الضعــف هــذه هــي نتــاج تراكــم العديــد مــن المنعطفــات والتحــولات التــي شــهدها المغــرب منــذ القــرن الماضـي، بعضهـا أملتـه ديناميـات خارجيـة أو داخليـة عميقـة. كمـا كان لمنعطفــات أخــرى، رغــم طابعهـا الظـرفي، تأثيـر أساسي علــى مســار البلاد.

المشروع الجديد هو اولا تراكم تجربة و املاء قضية ارتكاز محوري و قصري علــى المؤهلات والمنجزات و البيئة والاجتماعية و الاقتصادية الخاصة بالبلاد ،
ثم انه أنه يَطمــح في تحقيــق مســتوى أعلــى مــن التنميــة. وهــي تنميــة محورهــا المواطــن وغايتهــا تحقيــق المزيــد مــن
النمــو الاقتصــادي.

https://youtu.be/SdaaM3pz_6Q

بالتركيز على تفادي أوجــه قصــور المهمة التي تعتــري النمــوذج التنمـوي الحالـي وهـي تهـم مجـالات النمــو والإدمــاج والتضامــن وتكافــؤ الفـرص والاسـتدامة. وهـو مـا سـاهم في إذكاء التقاطبــات داخــل المجتمــع وتراجــع ثقــة المواطنــن في الحكومــة
والإدارة وفعاليــات الوســاطة.
فانطلاقا مــن تحليــل النمــوذج التنمــوي الحالــي ومــا يعتريــه مــن أوجــه قصــور، تم الوقــوف علــى مكامـن الضعـف البنيويـة التـي تحـول دون تحقيــق طموحنــا الجماعــي. وتهـم مواطـن الضعـف هـذه مـا يلـي:
عوامــل تحــد مــن تنميــة المواطنــن، أفــرادا وجماعــات، وتكبــح مبادراتهــم، وترتبــط أساســا بضعــف الخدمــات العموميـة وضغـط اقتصـاد الريـع والامتيــازات والإكراهــات التــي الديناميـة التـي تولـدت عقـب خطـاب جالــة الملــك الــذي دعــا فيــه إلــى إعــادة النظــر في النمــوذج التنمــوي لبادنــا لمواكبــة التطــورات التــي تعرفهــا المملكــة.

أن المغــرب يزخــر بمؤهــات مهمــة يمكنه الاعتمــاد عليهــا مــن أجــل النهــوض بتنميتــه وتســريع وتيرتهــا. ومــن هــذه المؤهــات الهامــة التــي يحبــل بهــا المغــرب ثــراء رأســماله المــادي وغيــر المــادي، وتاريخــه وإشــعاعه الدولــي، وموقعــه الجغــرافي، عنــد ملتقــى الحضــارات. وقــد أظهــر المغـرب قـدرة علـى الصمـود في وجـه الأزمـات الإقليميـة متعـددة الأشـكال بفضـل صمـام الأمـان الـذي تجسـده المؤسســة الملكيــة.
وخـلال العقديـن الأخيريـن، اسـتطاع المغــرب إحــراز تقــدم مهــم في مجــال تكريــس الخيــار الديقراطــي والمصالحــة مــع الماضــي والتنميــة الاقتصاديـة وتحقيـق رفـاه المواطنـات والمواطنــن وتشــييد بنيــات تحتيــة حديثــة.

ينبغـي إذن تجـاوز مواطـن الضعـف، عبـر اعتمـاد تحـولات جديـدة، تقـوم علـى تسـع خيـارات كبـرى تحـدد معالـم النمـوذج التنمـوي الجديـد وتكفـل تحقيـق طموحنـا الجماعـي وفـق مقاربـة منهجيـة وتشـاركية.
وتهم الخيارات الأربع الأولى تنمية الفرد وتعزيز قدراته بغية تحرير الطاقات، وذلك من خلال:


الخيــار الأول: منظومــة وطنيــة للتربيــة والتكويــن محورهــا المُتَ َعلِّــم، وقائمــة علــى تعزيــز وتوســيع مســؤولية الفاعلــن وتقويــة قدراتهــم وتحفيزهــم، وهادفــة إلــى إعــداد موا ِطــ ٍن فاعــ ٍل في ديناميــة التقــدم الاقتصــادي والاجتماعــي
الخيـار الثانـي: جيـل جديـد مـن الخدمـات العموميـة، الناجعـة والمتاحـة الولـوج والمرتكـزة علـى تعزيـز وتوسـيع مسـؤولية الفاعلين المستثمرين المبنية على الشفافية و التحول الرقمي و التطور القانوني و حماية العدالة و السلطة الحق و القانون
الخيــار الثالــث: بيئــة تضمن المنافســة الســليمة وتُلغي ِكل الممارســات الريعيــة والامتيــازات، مــن أجــل تحفيــز الاســتثمار المنِتــج والناجــع وتقليــص الفــوارق
الخيـار الرابـع: إجـراء تحـ ُّول هيكلـي لاقتصـاد ي يدمج القطـاع غيـر المنَّظـم ويرتكـز علـى روح المبـادرة والابتـكار ويرمـي إلـى تحقيـق الإقـاع الصناعـي
ويهــم خيــاران اثنــان فتــح مجــال المشــاركة في مسلســل التنميــة في وجــه الجميــع، لا ســيما الأشــخاص الأكثــر تهميشــا:
الخيـارالخامـس:نسـاءٌ يتمَّتعـن بالاسـتقالية ويكـَّن فاعـلاٍت في مجـال التنميـة ويمارسـن حقوقهـن بمـا يكفـل مشـاركة كاملـة في الحيـا الاقتصاديـة والاجتماعيـة والسياسـية والثقافيـة
الخيار السادس: عالم قروي مندمج، ويحظى بالتثمن، ويتسم بالجاذبية، ومرتبط بمحيطه ويخـص خيـاران اثنـان ترسـيخ قيـم التضامـن مـع الأشـخاص الأكثـر فقـراً وحفـظ حقـوق الأجيـال المقبلـة، وذلـك
مـن خـلال:
الخيـارالسـابع:تضامـن حقيقي في انجاز مسلسل تدليل الصعاب لمحو الفـوارق الاجتماعيـة والمجاليـة وَيِّضمـن حمايـة اجتماعيـة شـاملة يسـاهم في تمويلهـا المواطنـون والمواطنـات بكيفيـة عادلـة
الخيار الثامن: رأسمال طبيعي يحظى بالحماية والتضامن على نحٍو مستداٍم من أجل تعزيز النمو المضطرد
أمـا الخيـار الأخيـر فيـروم تحديـد وجهـة يتعَّبـأ نحوهـا الجميـع، وتَبِّنـي حكامـة ناجعـة ومسـؤولة، وتدابيـر قويـة
وقابلـة للتنفيـذ، وذلـك مـن خـلال:
الخيـار التاسـع: دولـة الحـق والقانـون ضامنـة للصالـح العـام، وفـق مقاربـة ترابيـة للعمـل العمومـي تقـوم علـى التجانـس والشـفافية والنجاعـة والتقييـم المُمنهـج ومــن أجــل تجســيد هــذه الخيــارات علــى ارض الواقع يتعين اتخاذ إجـراءات ملموسة
. يجب تنفيـذ هـذه الإجـراءات بوتيـرة سـريعة في غضـون السـنوات المقبلـة، مـع الحـرص علـى إعـادة توزيـع الاعتمـادات بشـكل أفضـل وتأمين تعبئـة قويـة تكفـل تجـاوز كل مقاومـة
و يجب اطلاق أوراش مهيكلـة بشـكل فـوري، لإعطـاء إشـارات قويـة مـن شـأنها تعزيـز رأسـمال الثقـة. ويفـي هـذا الصـدد، ثمـة جملـة مـن الإجـراءات التـي يمكـن أن تهـم:
الإسـراع بمنـح اسـتقالية فعليـة في مجـال التدبيـر للأكاديميـات والجامعـات والمـدارس والمستشـفيات، مـن أجـل تخويـل المسـؤولين القـدرة علـى الفعـل والمبـادرة، وذلـك علـى أسـاس تعاقـدي وفي إطـار ربـط المسـؤولية بالمحاسـبة
إن النمــوذج التنمــوي الجديــد ينهــل مــن منظومــة القيــم التــي يقــوم عليهــا «مشــروعنا المشــترك». وهــو كفيــل باسـتعادة الثقـة وتعزيزهـا للحفـاظ علـى التماسـك الاجتماعـي وتوطيـده. إن تنزيـل هـذا النمـوذج التنمـوي غايـة يمكننـا بلوغهـا، لكـن الأمـر يتطلـب الانخـراط الفعلـي لجميـع الفاعلـن المعنيـن في مسـار التغييـر، وذلـك تحـت
إشـراف مؤسسـاتي مـن أعلـى مسـتوى.

https://youtu.be/0NkEZOH4H5w

واخيرا النموذج الجديد سيبقى على منزليه في المستقبل القريب الاجابة على الاسئلة الانية لضمان نجاعة نجاحه وصموده في وجه المتغيرات القادمة اقدمها كالتالي

– مدى اغتناء الطرح السياسي قبيل الانتخابات بالمشروع. و تضمينه المشروع الانتخابي و العرض في الحملات ؟

– هل سيتخلص المشروع التنموي ذو نكهة افرنجية بحياكة المدرسة الفرنكوفونية من تبعات البتر و اللصق من النظريات المتكيفة و المتحولة ؟
– المتغيرات الجيو سياسية المحيطة سيكون لها في السنوات المقبلة دور في تدبير الشان الوطني و الاقليمي و الجهوي و الدولي،. ما هو الاثر الميداني المباشر و غير المباشر على تطبيق المشروع التنموي الجديد ؟
اخيرا
الا يمكن تقييم دور الجالية الاقتصادي و السياسي و التقني و العلمي. و الاثر المتنامي في المحيط بمقارنة اعتبارية لوزنها و حقها الانتخابي ؟؟
العبث و الاعتباط في معيارية الوزن و القيمة في مسلسل الديمقراطية بالنسبة للجالية

اعداد الورقة ذ. ع ب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube