مستجداتمقالات الرأي

همهمة حنين إلى انبعاث روح استراتيجية النضال الديمقراطي

مصطفى المنوزي

ليست الديمقراطية أن نقوم بهدر الزمن والجهود ، فقط، من أجل فرز رئيس حكومة لا يمارس صلاحيته الدستورية ، في ظل حكومة أكثر من ثلث أعضائها غير منتمين إلا للدولة موظفين ينفذون استراتيجيتها ، ومع ذلك فإن وعينا بهذه الحقائق لن يحول دون تعبئة المواطنين إلى المشاركة على الأقل لتقليص فرصة تصاعد المد المحافظ وما ينتج عنه من تفافم للنزعة التحريفية والشعبوية ترسيخا للتسلط ومزيدا من التحكم ، فكيف نؤهل العملية الانتخابية ، وترشيد كلفتها ، كتمرين ووسيلة لبلوغ سن الرشد الديمقراطي ؟
وقبل ملامسة ملامح الأجوبة الضرورية لابأس من بسط الأفكار والمعطيات التالية :
1- لست من الذين يراهنون على تقوية اليسار لمجرد رغبة ذاتية لاسترداد الموقع داخل جهاز لا يسود و لا يحكم ، فاستكمال الدورة التاريخية يقتضي تحديث الأحزاب الوطنية ودمقرطة تجديد النخب وإعلان القطيعة مع هيمنة الاستراتيجية الانتخابية مع رد الإعتبار للبعد الحقوقي والإجتماعي /الإنساني للهوية الإشتراكية
2- بين الشخصية و الشخص تكمن العزيمة ،و في خضم القيم والتمثلات يتشكل الكائن البشري ،وبين القوة والمصلحة ينشأ القانون ، وبين الجودة والجدية والجدوى يكبر المعنى ، وبين الشك والتردد ينبع الجبن ، وفي رحم المعاناة تتمخض التنمية الذاتية ، قد نوجه السياسة ونتحكم في الإقتصاد ونثبط الثقافة ، ولكن دينامية المجتمع مستقلة عن الجميع ، يمكن تاطير تداعياتها ولا يكفي الإنخراط فيها بمجرد ركوب .
3- صحيح أن اللحظة انتخابية وينبغي استثمارها كلحظة توجس العقل الأمني وشعور الدولة باللايقين ، غير أنه لا يعقل الرهان على وكالات انتخابية تتمثل قاعدة ” المقاعد ” صارت تهمنا ، في زمن لا جدوى من كمها والتي تستنفذ غايتها بمجرد معرفة الحزب المتصدر لكي يتم تعيين الرأس الثانية للسلطة الننفيذية ، في حين تعود الأحزاب الصغيرة إلى دورها الروتيني ” المعارض ” وإحصاء الخيبات واجترار الأعطاب ، عوض أن تبدل نخبتنا مجهودا لبعث الروح في استرايجية النضال الديمقراطي في أفق تحقيق تناغم بين اللحظتين الوطنية والديمقراطية ، دون التفريط في سلمية الصراع ومشروعيته شراكة ، تفاديا لأي عودة لماضي الانتهاكات الجسيمة للحقوق الإنسانية .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube