شخصياتمستجدات

برنابي غارسيا لوبيس: إن إسبانيا دَبَّرَتْ بِشَكْلٍ سَيِءْ قُدُومْ إبراهيم غالي

نقلا من حائط الكاتب عبد العزيز الطريبق بموقع الفايسبوك 

أكثر “المفكر” الإسباني برنابي لوبيس غارسيا من خرجاته هذه الأيام، كيف لا وهو “صديق” المغرب (وهو “صديق” يدخل في خانة “احمني من أصدقائي؛ أمَّا أعدائي فأنا كفيلٌ بهم”)… وهو “arabista” ، يعني مختص في العالم العربي (أيهم؟ فهناك عوالم “عربية” تجاوزا: المشرق العربي والقرن الإفريقي وشرق شمال إفريقيا والمغرب الكبير…)، وهو اختصاص فضفاض “كتدور به الناعورة” بعض جامعات أوروبا.
يقر “صديقنا” برنابي، في حوار مع موقع “نيوس Nius ” (يومه الأحد 23 مايو 2021) بأن اسبانيا دبرت بشكل سيء قدوم ابراهيم غالي مذكرا بحالة أحمد البوخاري، ممثل “البوليساريو” بالأمم المتحدة، وقد توفي سنة 2018 في إحدى المستشفيات الإسبانية حيث كان يعالج بهويته الحقيقة، و”لم يكن الأمر مزعجا بالنسبة للمغرب”. يقول بأن الظروف الآن مختلفة لأن ابراهيم غالي هو الكاتب العام للجبهة وقد أعلن استئناف الحرب ضد المغرب في 14 نوفمبر 2020. فكان من الطبيعي، يقول برنابي جزاه الله خيرا، بأن يحس المغرب ببعض الإحراج، فإن كان التذرع بالأسباب “الإنسانية” من شأنه تبرير استقبال غالي، كان على اسبانيا أن تخبر المغرب لكي تتفادى ردود فعل مثل التي شاهدناها، أو أن تحيل غالي على بلد آخر قصد الاستشفاء.

برنابي يوزع النقط

إذن نقط الأستاذ برنابي بلده ب10/20. وكدنا نقول “شهد شاهد من أهلها”، غير أننا تذكرنا بأنه “صديق” بلدنا، ولهذا نقط الأستاذ برنابي بلدنا ب ناقص20/20… أن يغضب المغرب نعم، لكن أن يصدر عنه رد فعل يفوق الفعل، لا، يقول الأستاذ المتعالي “صديق” المغرب… ومن تكون يا سيدي حتى تحدد للمغرب شكل وطريقة رد فعله؟ ثم هل “أرسل” المغرب أطفال محزمون بالمتفجرات أو بالسيوف أو ب”الجباد” (tirochino كما نقول في شمال المغرب أو lance-pierre)؟ نعم، لا أحد يجهل ما كان بالإمكان أن يقع لو ذهب “المخازنية” المغاربة “لقضاء عطلة العيد”(وهي سخرية مغربية مقابلة لسخرية بن بطوش والاستقبال الإنساني)، لا المغرب ولا إسبانيا. ربما جهلت الأمر تلك المفوضة الأوروبية وحدها التي كانت تعتقد بأن “حدود أوروبا” يحميها المال الأوروبي الذي تضخه أوروبا في صناديق الأمن الإسباني. وقد اتضح للعالم بأن من كان يحميها هو “المخازني” المغربي الذي بالكاد “يصور” 200 أورو في الشهر، والذي ما إن ذهب “لقضاء عطلة العيد” حتى اتضح بأن رجال الأمن الإسبان مازالوا غارقين في النوم وقد ربطوا الليلة بالقيلولة…
ثم إننا لم نسمع صوتك محتجا على العنف الذي يمارس على هؤلاء القاصرين وغيرهم هناك والزج بهم في أوضاع منافية لكل إنسانية، اكتفيت، وغيرك من أصحاب النفس الاستعماري المتعالي، بصورة الممرضة التي تحتضن المهاجر جنوب الصحراوي والطفل الذي “أنقذه” البوليسي الإسباني، بينما تغاضيت عن القاصرين الذين رمي بهم جيشكم للماء من فوق السياج دون الاكثرات بمكان سقوطهم، هل في الماء ويغرقون، أم فوق صخرة وتتحطم أضلعهم أو رؤوسهم… إنها “الإنسانية” الموجهة، لهذا لا حق لك في التنقيط ذ. برنابي…


“كاري حنكو”


نعم، تعرف ويعرف “أصحاب الحال” في بلدك أن المغرب تحمل كثيرا بفعل إغلاق ممر باب سبتة شهورا قبل “الكوفيد” والذي كان يسبب نزيفا اقتصاديا كبيرا، (كما تحمل كل الضرر الذي نتج عن خراب “الكوفيد) وربما كان هناك في بلدك “الغني” من كان يراهن على انفجار ما… زيادة على أن المغرب بلد هجرة في الظروف الحالية (والهجرة، على كل حال، اتخذت طابعا دراميا حين أغلقت أوروبا أبوابها في وجه البشر عدا من تنتقيهم هي، وتركتها مفتوحة في الاتجاه المقابل أمام سلعها)، ولم تتوقف هجرة القاصرين المغاربة في السنوات الأخيرة… وقد سبق لإسبانيا أن كانت بلد هجرة، بل إن جل بلدان العالم الآن تقريبا (عدا قلة محظوظة لظروف لا داعي للعودة إليها) تحولت إل بلدان هجرة… وتعرف، كما يعرف “الإستراتيجيون” في بلدك أن المغرب تكبد الكثير من أجل لجم أمواج المهاجرين من جنوب الصحراء ومن أبنائه… وعليكم أن تعرفوا، بالتالي، ثمن “قلة الصواب” مع المغرب ومعاكسة مصالحه الآنية والإستراتيجية… وقد شهد العالم بأسره ما يمكن أن يقع إن تغاضى المغرب ليوم واحد عن حراسة حدود “أوروبا”، فالمغرب وإن استعصى عليك، وعلى رأيك العام بإسبانيا، فهم ذلك شريك وليس مجرد بيدق أو دركي…
يعلم برنابي، كما يعلم العديد من ساسة بلده (وهو يحكي في مقال آخر عن الفرصة التي أضاعتها اسبانيا في الاتفاق مع الحسن الثاني حول الصحراء سنة 1963- جريدة “إل باييس” ليوم 19 ماي 2021) بأن الصحراء جزء من المغرب الذي قسمته الأطماع الاستعمارية الإسبانية وبأن اسبانيا ناورت سنة 1975 لكي تظل الصحراء تابعة لها بشكل من الأشكال، لكن التكبر الاستعماري يجعل برنابي يتكلم عن “الحلول” في الصحراء دون الإشارة إلى أصل المشكل، أي الاستعمار الإسباني في البداية ولعبة إسبانيا الإستراتيجية القذرة فيما بعد وصولا إلى يومنا هذا… “الله ينعل اللي ما يحشم”…
يقلل البرنابي من أهمية الاعتراف الأمريكي عوض اعتباره فرصة تاريخية لمراجعة مواقف بلاده والتقدم في حل المشكل بناء عليه وعلى مقترح الحكم الذاتي الواقعي. لكن متى رأينا دولة استعمارية تسعى لحل مشكل تركته في مستعمراتها السابقة؟ ودور”المستعرب” هنا هو التحول إلى ما سماه المفكر الفرنسي بول نيزان ب”كلاب الحراسة” (Les chiens de garde) لمصالح بلاده حتى ولو تدثر بعباءة “الاستعراب” “والصداقة” المزعومة.
يتأسف برنابي، في المقابل، على رفض المغرب لمقترح جامس بيكر “المشؤوم” ثم يمتعنا بحل سحري لمشكل الصحراء، ألا وهو تقدم المغرب في التحول لبلد ديمقراطي. يقول بأنه بالديموقراطية والحوار سيعود البوليساريو للمغرب. جميل ذ. برنابي “المستعرب” و”صديق” المغرب، لكن كيف تفسر لنا بأن الديموقراطية في بلدك لم تمنع الكطلان من المطالبة باستقلالهم، وبأن ديموقراطية بلدك التي تتحاجج بالدستور، هي التي تمنع الكطلان من الانفصال رغم توفر نسبة منهم تناهز نصف السكان راغبة في الاستقلال؟ دون الحديث عن البركان الباسكي المترقب؟؟؟
طبق ديموقراطيتك على نفسك دون برنابي واتركنا نتحرك بمنطقنا السياسي وليد تاريخنا وتفكيرنا الخاص المتولد عن هذا التاريخ. هنا يدخل برنابي فيما يشبه الجذبة (دعونا نضحك قليلا) وهو يستصغر من تبعية البوليساريو للجزائر التي يخبرنا بأن حكامها يساندون البوليساريو لأنهم “تربوا على احترام مبدأ تقرير المصير” (أين ذلك؟ في منطقة “القبايل” أو مع قبائلهم الصحراوية الأصيلة؟) وبسبب خلافهم مع المغرب سنة 1963 (وصافي !). ثم وهو يتصور بأن هاجس زعماء البوليساريو هو أن “يتدمقرط” المغرب وكأن البوليساريو تقيم جمهورية أفلاطون في مخيماتها بالجزائر التي تحتضن حركة مسلحة موجهة ضد جارها… فما على البوليساريو في نظره سوى أن يفهم بأن مصيره مرتبط بالمغرب ويعمل على فرض “دمقرطة” النظام المغربي. طبعا في هذه الحالة سيصفق ذ. برنابي للبوليساريو وينقطه 20/20 ويربت على كتف العسكر الجزائريين الممتنين. المشكل، إذن، في النظام المغربي. سبحان الله ! ^lg, خزعبلات قد تجد من يصدقها من بعض المداويخ هنا وهناك، ولا يصدقها حتى ساسة بلاده الماسكين بخيوط الخبث الاستعماري…
وبطبيعة الحال يتنازل دون برنابي ويعدد بعض الإنجازات المغربية، لكنه كخبير “ميق” يختم بأن المغرب يعرف ركودا وبأن “العجز الديموقراطي” واضح لأن هناك سعي لإسكات الأصوات المعارضة… (وهي التفاتة نحو شلة الأصدقاء الذين يزودونه بالتحاليل النيرة). المغرب دون برنابي يسير بمنطقه وقليل هي البلدان المشابهة التي تعرف الدينامية التي تتميز بها مختلف قواه الحية، ولا حاجة له بدروسك الموجهة نحو إضعاف أهم نقطة يتوفر عليها المغرب، ألا وهي استقرار نظامه السياسي… لعب فباب دارك “بور فابور”!

دفاعا عن متهم بالاغتصاب


ولن أختم دون التطرق لموقف مخجل عبر عنه دون برنابي في مقاله المذكور، المنشور في جريدة البايس، فلقد قال في ختام هذيانه “المستعرب”بأن المغرب يضغط لكي يقدم غالي الحساب أمام العدالة الإسبانية في قضايا، حقيقية أو مصطنعة، رتبها المغرب في إبانها بتقنية تتقنها المصالح المغربية لسحب مصداقية معارضيها”… كارثة عظمى أن يصدر مثل هذا الكلام عن مثقف يدعي الديموقراطية. أولا ما الخوف من أن يمثل غالي أمام العدالة الإسبانية إن كانت الملفات مفبركة؟ هل يخاف أن يسقط القضاء الإسباني في يد النظام المغربي؟ ولماذا إدخال غالي لإسبانيا سرا مع تجنيد إمكانيات الدولة لذلك إن لم يكن لحجبه عن القضاء الإسباني؟
لن أتكلم عن باقي القضايا المرفوعة ضد غالي، بما فيها تلك التي رفعها من يمتلكون الجنسية الإسبانية، سأتكلم عن ملف واحد كاف لأن يخجل دون برنابي من نفسه لو لم يكن يتكلم تحت الطلب، ألا وهو ملف خديجتو محمد.
خديجتو هذه من مواليد سنة 1991 بمخيمات العار بتيندوف وهي تعيش بإسبانيا منذ صغر سنها، وسط عائلة إسبانية تبنتها في إطار اتفاقية للتضامن مع البوليساريو. تقول خديجتو (في حوار معها نشرته جريدة “لا راثون” الإسبانية بتاريخ فاتح مايو 2021) بأنها قصدت مكتب غالي بالجزائر العاصمة، وكان وقتها سفيرا لجمهورية الوهم، قصد الحصول على تأشيرة للالتحاق بعائلتها الحاضنة بإسبانيا. فما كان من غالي سوى أن اغتصبها بقسوة غير مراع لحرمة المكان والمنصب ولا لصغر سنها وتوسلاتها. عادت خديجتو لإسبانيا مجترة خيبتها. وفي سنة 2013، وبمساعدة من عائلتها الإسبانية الحاضنة، وضعت ملفها بين يدي محام إسباني. ومازالت خديجتو تعيش بإشبيلية وسط عائلتها المحتضنة، ولم تحصل على الجنسية الإسبانية بل هي في عداد عديمي الجنسية (َApatride). فهل هذا الملف من صنع المخابرات المغربية؟ وهل جريدة “لا راثون” جريدة مغربية؟
على دون برنابي أن يخجل من نفسه وهو يخط مثل ذلك الكلام، دفاعا عن شخص تتهمه امرأة وليدة تيندوف وتربية البوليساريو وعديمة الجنسية، بأنه وحش مغتصب،ـ نفهم أن تعمل حكومة المراهقين السياسيين الاشتراكيين وحلفائهم (طبعا “موحدون” استطاعوا ارتكاب هذه الزلة) على التستر عن ابراهيم غالي لاعتقادها بالدفاع عن مصالح بلدها وتعزيز لعبه الاستعماري الخبيث. لكن أن ينبري “مثقف” مثقل بالتخصصات للعب دور “كلب الحراسة” لنظام بلده ضدا على سيدة لم يعطها حتى حق الإنصات إليها فهذا أمر يسقط عن برنابي كل حس إنساني. حشم من راسك أسيدي !

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube