ثقافة وفنونمستجدات

أشرعة في الذاكرة

للشاعر و الصحفي محمد رضا العبودي جيرونا

على مضض
أقبل وجودي
في الضقة البعيدة

على مضض
أكتب إسمي
فوق رمل شاطئ
موبوء بجتث العابرين

مساء الاغتراب و الوحشة
يأتي باردا
على إيقاع نواقيس مخمورة
في برج الكنيسة
يجفف أركان الروح
من ذكريات الماضي
و حين يجتاحني الحنين
أنصب في الذاكرة
أشرعة للتجلي
أغتسل بدم الكلمات
و أنفاس الحروف
كي يتسع الرحيل
في جسدي…..

من نافذة غرفتي
أرى العالم ضيقا
أكره تجاعيده المشوهة
في مرايا مكسورة
أوقف منبه الساعة
و أحلم بأفق
يخضر على عتباته
نشيد الروح
يلتهب في داخله
قلب امرأة مقدسة
مسّها طيف الرحيل
من جهة الغياب…

أحلم بسماء حانية
تحضن أبنائها
حين يكتسح القلوب
خريف أبدي…
أحلم بشمال
يأخذ بيد جنوب
في حديقة السلم
تحت شجرة الزيتون

أحلم ببحر البوغاز
يشق بعصى موسى
طريقا للعابرين
إلى مملكة العرق الأبدي..

أحلم بأسوار
قلعة الأجداد
في الفردوس المفقود
تحكي خاشعة
سيرتها الأولى….
من هنا
مر الخليفة على حصانه
ذات مجد غابر
يطرّز خد القمر
بظله الممتد
من هنا
دخل الأجداد
محملين بأغصان الزيتون
و سلال من فواكه
و أعناب و صحف مطهرة….

على مضض
أقبل وجودي
حين تخدعني
دموع الحنين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube