المراهنة على الكفاءات المغربية بالخارج تبدو مستحيلة في المستقبل

المراهنة على الكفاءات المغربية بالخارج مستحيلة هذه هي الحقيقة التي يجب أن يقتنع بها الجميع خصوصا كل الذين يراهنون على الإستفاذة من العديد من الكفاءات التي تكونت بالخارج ولم يقدم لها بلد الآباء أي شيئ يؤكد اهتمامه بالكفاءات التي تكونت ببلد الإقامة ،لكنها لا تحمل أي معطيات عن بلد والديها الأصل .قد يتحمل المسؤولية بالدرجة الأولى الوالدين ،وقد يقتسم معهما المسؤولية تجاهل البلد الأم لكل المزدادين في الهجرة،هذا التجاهل في السياسات العمومية لمغاربة العالم لدى كل الحكومات المتعاقبة على تدبير الشأن في المغرب .زيارة المغرب مع مرور السنوات لم يعد يغري الجيل المزداد في الهجرة ،بل يفضل غالبيتهم السفر لبلدان متعددة وكنموذج إبني المتخرج هذه السنةكصيدلاني اختار السفر للولايات المتحدة ومرت سنوات على عدم رغبته للسفر إلى المغرب .وهوليس إلا نموذج للعديد من الكفاءات التي لا ترغب للسفر إلى المغرب لسنوات ،وسوف أحكي لكم قصة عن آخر زيارة لنا وكان برفقتنا ،عندم وصولنا للمطار لن أذكره وقفنا جميعا في طابور وكنت أحمل جوازات سفر الأسرة ،فلما جاء دوري قدمت جوازات السفر للضابط فطلب مني تسليم جواز السفر لكل واحد تقدم إبني المتخرج هذه السنة قدم له جواز سفره الدنماركي فخاطبه بالمغربية رقم بطاقة التعريف فتكلم معي إبني باللغة الدنماركية لأنه لم يعرف ماذا طلب منه فأجبت نيابة عنه فقال لي الضابط كلاما بعيدا عن الإحترام وكأننا لا نقول الحقيقة،قلت له من فضلك هو يأتي للمغرب قليلا ولا يتواصل بالعربية فظن أننا نسخر منه،فانزعجت منه ومن استفزازه الغير المقبول ومن إهانته لشباب مزدادون في الهجرة ،يجدون صعوبة دائما بالتواصل بالعربية لأنهم مزدادون بالهجرة ولأن الدولة المغربية لم تهتم بالأجيال المزدادة بالخارج ولم تهتم كما يجب بدعمهم للحفاظ على ثقافتهم وعقيدتهم ،مثل هذا التصرف الذي يتكرر مع شباب آخرين يدفعهم بعدم السفر للمغرب .هذه هي الحقيقة المرة التي يعاني منها جيل مزداد بالخارج .إن تغييب مغاربة العالم من تدبير الشأن في المغرب وتمثيليتهم في مؤسسات الحكامة لحد الساعة سيفقد المغرب بهذا الإهمال إرتباط أجيال مزدادة بالخارج بوطنهم المغرب وبالتالي سيفقد المغرب دعما اقتصادي مهم من خلال التحويلات التي بلغت السنة أكثر من 11مليار دولار سنويا .إن غياب اهتمام الدولة المغربية بالكفاءات المزدادةبالخارج سيكون له مع مرور الوقت وقع سيئ على هذه الأجيال وعلى الإقتصاد الوطني ،والصورة التي قدمتها عن إبني اليوم هي النموذج الحي للعديد من الشباب المزداد بالخارج ، بل هي الحقيقة التي يعيشها كل الجيل المزداد بالهجرة.مع كامل الأسف ،لم نشكل قوة مؤثرة على الحكومات المتعاقبة على تدبير الشأن في المغرب في غياب قبول بالمشاركة السياسية ،وتغييب الأحزاب السياسية لمغاربة العالم في صنع القرار سيكون مؤثر جدا على مسألة التحويلات التي تدعم الإقتصاد الوطني .
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك