*كلمات* .. في الاصطفاف الرباعي الأول والاصطفاف الرباعي الثاني *الوصل بين الاصطفافين ..وقرآن بورغواطة يجمعهم !!!*

أحمد ويحمان
لم يكن لقاء الرباعي البورغواطي الجديد حدثًا معزولًا، ولا مجرد صدفة تجمع أربعة أصوات معروفة بارتباطها العضوي بالمشروع الصهيوني في المغرب. فقد تكشفت في الساعات الأخيرة خيوط الصورة كاملة: هوية مصطنعة اسمها “اليهودية الأمازيغية”، و”قرآن” مزوّر منسوب لبورغواطة، ومحاولة منظمة لاختراق الوجدان المغربي من بوابة الهوية والدين والسردية التاريخية. الرباعي البورغواطي، كما ظهر في الصورة التي أثارت قرفا كبيرا في البلاد، ليس سوى حلقة جديدة من مسلسل التوظيف الإيديولوجي الذي يستعمل “الأمازيغية” قناعًا لتمرير مخطط صهيوني واضح، يعيد إنتاج أدوات التفتيت والحرائق نفسها التي استُعملت في مشرق المنطقة العربية منذ عقود.. إنهم يريدون تحويل نقاش الهوية إلى مدخل لتطبيع عقائدي و”لاهوتي” متدرّج *عبر مدرج التأمزغ الإنقسامي المتصهين؛ *والذي لا علاقة له مطلقا* بالأمازيغية ولا بقيمها ولا بتاريخها الحقيقي.. *ولا برصيد المغاربة الحضاري تجاه المشرق العربي او العمق الافريقي أو الامتداد الإيبيري شمال المتوسط.. بكل النبوغ المغربي ..بمصطلح المختار السوسي*.. لكن المثير، والمفضوح حد الفضيحة، أن هذا الاصطفاف الرباعي يذكّرنا باصطفافٍ آخر قبل أسابيع فقط : حين وقف نفس عصيد ونفس كلاب ومعهما “الشيخ” المتصهين إياه منحنين، خاشعين، أمام رابعهم الذي يبدو أنه رئيسهم… الرجل الذي أدار الطقس التلمودي بكل رموزه : غطّى رأسه بالغطاء التلمودي، تلا إصحاحات من التلمود، ونفخ في قرن الكبش؛ “الشوفار”! .. إنه المدعو كادوش، الذي يقدّم نفسه بوصفه مسؤول الطائفة اليهودية بمراكش، والذي كان يشرف على بعثة سبق لأفرادها أن صرّحوا جهارًا في كيان الإجرام الصهيوني بأن “محمد رسول الله (ص) صهيوني” .. لتسويغ عملية تجنيد شباب مغاربة وتعليبهم لخدمة الصهيونية تحت غطاء الوطنية وعناوين الدولة.. التي جاء المدعو محمد أوحساين، في سياقها، ليبشر المغاربة أن الملك والعائلة الملكية كلها يهودية، ولا علاقة لها بآل البيت ..‼️‼️
إن هذه المشاهد لم تهبط من السماء، ولم تُفهم إلا بعد أن اكتمل السياق : نحن أمام مشروع متكامل يراد فرضه على المغاربة لاستبدال هويتهم الجامعة بهويات طائفية هجينة. و”قرآن بورغواطة” ليس إلا إحدى الأدوات، غايتها ضرب المرجعية الدينية للمغاربة وشقّ الأمة إلى شظايا يسهل التحكم فيها.
إن ما يجمع الرباعي البورغواطي ليس “الأمازيغية” التي هم أبعد الناس عنها، ولا “الحرية” التي يتشدقون بها، بل التحاقهم الجماعي بمحور الاختراق الصهيوني الذي يشتغل على إنتاج سرديات بديلة تُصنع لها أقليات وهمية ويُنسج حولها خطاب ديني محرّف لتبرير التطبيع وتسهيل تمريره ثقافيًا وروحيًا.ف *المعركة إذن ليست مع أفراد، بل مع مشروع..* مشروع تشتغل عليه دوائر معلومة منذ سنوات، تحت مسميات جذابة، لكنه في العمق ليس سوى نسخة جديدة من خطة بانيرمان : تفتيت الهويات، تشتيت الانتماء، ونحت “أمم” تُقاد عن بُعد. و”قرآن بورغواطة” ليس إلا الاسم الجديد لأسطورة مصنوعة على مقاس هذا المخطط.
*آخر الكلام*
إن الصورة التي يجتمع فيها الرباعي البورغواطي ليست مجرد فضيحة عابرة، بل هي بيان سياسي بليغ لمن أراد أن يفهم. بيان يكشف حقيقة الاصطفاف الجديد الذي يُراد له أن يكون رأس حربة في عملية إعادة تشكيل هوية المغاربة على مقاس المشروع الصهيوني.وما مشهدهم في الرباعي الأول، وهم ينحنون خاشعين أمام كادوش، يستمعون لتلاوة التلمود وينتظرون نفخ الشوفار، إلا شهادة دامغة على أن المسألة تجاوزت التمويه الثقافي إلى الاندماج الطقوسي الكامل في سردية أُعدّت لهم سلفًا. أما مشهدهم الرباعي الثاني فهو إعلان فتح الواجهة ” الأكاديمية ” عبر ” خبراء ” آخر زمان للترويج لبرنامج تزوير التاريخ وأسطرة الجغرافيا !
يريدون اليوم تحويل المغرب إلى مختبر لنسخة مُعلَّبة من “اليهودية الأمازيغية”، تُستعمل فيها الأسطورة بدل التاريخ، والتحريف بدل العقيدة، و”قرآن بورغواطة” بدل القرآن الذي وحّد الأمة وحفظ لهذا البلد استقراره الروحي عبر القرون. غير أن المغرب ليس فضاءً فارغًا، ولا شعبه قطيعًا بلا ذاكرة.ومن حاول قبلهم — زمن الاستعمار — اللعب على وتر “الهويات القاتلة” عاد خائبًا.وهؤلاء سيعودون،، لا محالة، خائبين أيضًا..
*هام :*
قبل الختام .. نجدد تذكير الرباعي أن التحدي الذي رفعه “كُـلّابُـهم” بوجهنا للتناظر.. ما يزال ينتظرهم.. برغم شطحات الهروب التي مارسها هذا الأخير في محاولة تفادي الاشتباك الفكري المباشر ..والاكتفاء بجلسة الرباعي على سمفونية واحدة دون وجود الراي المضاد..ومحاولة اصطناع مشهد علمي.. لتغليف الأدلوجة المكشوفة التي بات المغاربة و نخبهم الفكرية مطلعين على سقوطها تحت شمس بيان المرصد المغربي لمناهضة التطبيع و بعض من كلماتنا السابقة .. وما سيأتي من بعد …
كما سبق و قلنا عن المثل الأمازيغي :
هات إدَّا وْزْدوزْ الحيلتْ إيْغصانْ مقار ݣان أݣوديْ آتني فضَّان
نقول قولنا هذا .. وآخر دعوانا أن اللهم اسق عبادك وبهائمك !
رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع




