حيمري البشير

حقيقة يجب أن تعلمها الأحزاب السياسية في الدنمارك

إن الحرب الدامية التي عرفتها غزة،غيرت مواقف الشعوب التي تؤمن بالقيم الديمقراطية شرقية أوغربية وأعني بها الإصطفاف إلى اليسار أوإلى الوسط وليس اليمين المتطرف مطلقا .هذه هي الحقيقة التي يجب أن نبقى متشبثين بها .الحرب على غزة والشهداء الذين سقطوا منهم أقيمت لهم شعائر الجنائز وغالبا في الساحات،لأن كل المساجد والكنائس دمرت فالقصف لم يفرق بين المسلم والمسيحي بل المعتدون الغاصبون يعتبرون المسيحية والإسلام ملة واحدة ،رغم أن الدعم الكبير يأتيهم من دول كبرى مسيحية ودول عربية مسلمة أغناها الله بموارد البترول والغاز وينفقونها في الغالب ، دعما للظلم ولإسكات الأصوات المرتفعة في العالم العربي والإسلامي ضد سياساتهم العرجاء الظالمة .إن المواطنون الذين يدينون بالدين الحنيف الغالبية المطلقة منهم اصطفت إلى جانب الشعوب المقهورة عبر التاريخ سواءا كانت مسيحية أو مسلمة ،وحتى التاريخ الإسلامي يثبت أن اليهود عاشو في سلام ووئام في المدينة ومكة ولم يثبت يوما أنهم اشتكوا للرسول (ص) من الكراهية اتجاههم ،بل وعملوا عبر التاريخ بإنصاف واحترام وعاشوا قرونا وسط المسلمين،بل لما ضايقهم وحاربهم المسيحيون في الأندلس لجؤوا إلى المغرب لينعموا بالإستقرار التام والذي العديد منهم استقروا في مدن معروفة كالصويرة ومراكش وآسفي وبعدها انتشروا في كل المدن التي أحسوا فيها بالأمن وحرية العبادة .وإذا كان المغاربة الذين تريد رئيسة الوزراء ترحيلهم من دون رجعة قد عبروا عبر التاريخ احترامهم للتعايش والتسامح فستكون بالقرارات التي سوف تتخذها قد أضرت بشعب عبر منذ قرون عن تربية قل نظيرها وبقي منضبطا بالتشبث بها إلى يومنا هذا ،سلوك العيد المزدادين هنا لا علاقة لهم بأرض أجدادهم ،ومن يجهل تاريخ المغرب والحضارة العريقة التي عرفها هذا البلد ،طبيعي أن يعتبر سلوك من ازدادوا في الدنمارك وتعلموا في مدارس الدنمارك وانحرفوا بسبب سياسات الحكومات المتعاقبة على تدبير شؤون البلاد والتي لم تعطي قيمة للإستثمار في هؤلاء الذين يحملون النزر القليل من ثقافة آبائهم وأجدادهم الزاخرة والراسخة في أذهان آبائهم وأجدادهم .انتماء المنحدرون من شمال إفريقيا الذين سوف يتعرضون للترحيل وبدون عودة،ظلم وإجحاف وجهل لتاريخ المغرب الذي تجاوز قرونا عديدة .إن سلوك الجيل المزداد في الدنمارك والذي تريد رئيسة الوزراء ترحيلهم إلى بلادهم لا علاقة لهم بالمغرب ،وأقرانهم الذين ولدوا في المغرب يختلفون عنهم في كل شيئ وبالخصوص في التربية والإحترام والإستقامة التي قل نظيرها وهذا بشهادة حتى الذين زاروا المغرب واحتكوا بالشعب المغربي .لقد عبرت بما فيه الكفايةردا على تصريحات رئيسة الوزراء ميتة فردريكسن ،التي اعتبره العديد ،إجحاف في حق جيل ازداد وترعرع في الدنمارك ويبقى الدنمارك وسياسات الحكومات التي تعاقبت على تدبير الشأن مسؤولة عن انحرافهم إذا كانوا بالفعل منحرفين ،أو متشبثين بالإسلام الذي يعتبرونه حق من حقوق يضمنها الدستور الدنماركي كما يضمن غيرها من الديانات السماوية الأخرى إن تصريحات رئيسة الوزراء قد يدرجها العديد في إطار الكراهية التي تغربها الحكومة خصوصا إذا تعلق بأتباع الديانة اليهودية .وكل الذين ينهجون مواقف مخالفة ومنتقدة للحكومة أتمنى أن لا يدجون ضمن قوائم المتطرفين والخارجين عن القانون ولوأنهم يمارسون السياسة التي منحها لهم الدستور الدنماركي .سوف أتوقف هنا حتى لا أصنف ضمن قوائم المغضوب عليهم.وأصبح مهددا ولو أني أنتمي للحزب الإشتراكي الديمقراطي وميتة هي رئيسة الحزب وسوف أبدل مابوسعي لأقنع العديد من الرفاق بما أحمله من أفكار حفاظا على وحدة الحزب .

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID