حيمري البشير

الدبلوماسية المغربية تواصل محاصرتها للجزائر

يبدوا أن وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة يواصل معاركه الدبلوماسية في محاصرة الجزائر فبعد مالي والنيجر وبوركينافاسو التي تصدعت علاقتها مع الجزائر بسبب التواجد قوات فاغنر التي يعتبرها المتتبعون الذراع الروسي في المنطقة والذي عوض التواجد الفرنسي في دول الجوار والتي لها حدود مع الجزائر ،والتي بالمناسبة ،قبلت بجدوى الشراكة والتعاون الإقتصادي مع المغرب والإنفتاح أكثر على أمريكا الجنوبية من خلال ميناء الداخلة الذي يعتبر بوابة على أمريكا الشمالية والجنوبية بالنسبة لدول الساحل .لقاء ناصر بوريطة المقص الذهبي في السياسة المغربية مع وزير الخارجية الروسي بريماكوف اليوم في روسيا ونجاحه في لعب دور مهم في إقناع الطرف الروسي لتغيير موقفه من قضية الصحراء من خلال دعم روسيا لمشروع الحكم الذاتي كخيار لإنهاء الصراع في المنطقة،تغيير موقف دول الساحل من قضية الصحراء وتقاربها مع المغرب ،وتغيير الموقف الموريطاني والذي أصبح بدوره مساندا لمشروع الحكم الذاتي كخيار لإنهاء الصحراء في المنطقة ،،بالإضافة إلى دعمها لمشروع الغاز الذي سيمر عبر دول الساحل سيزيد من عزلة النظام الجزائري .من دون أن ننسى أهمية ميناء الداخلة ،الذي سيعزز التعاون الإقتصادي بين دول الساحل التي تسعى بدورها الإنفتاح على الأمريكتين الشمالية والجنوبية عبر بوابة ميناء الداخلة ،والذي سيعزز التعاون الإقتصادي مع المغرب على حساب الجزائر التي توترت علاقتها جنوبا مع النيجر ومالي وبوركينافاسو ..إن لقاء جلالة الملك مع وزراء خارجية هذه الدول كان فرصة لتسريع التعاون الإقتصادي معها .هذا التقارب مع المغرب اعتبره النظام العسكري ،استهداف للجزائر وفشل لمشروعها الذي كانت تستهدف من خلالها إنجاز مشروع الربط ألغازي الذي يربط نيجيريا بأوربا عبر دول الساحل في اتجاه أروبا لمزاحمة المغرب .إن تقارب دول الساحل مع المغرب بعد استقبل جلالة الملك لوزراء خارجية كل من مالي والنيجر وبوركينافاسو ونتائج لقاء وزير الخارجية المغربي ونظيره الروسي اليوم والتي تبنت فيه روسيا مشروع الحكم الذاتي كحل واقعي لإنهاء الصراع في المنطقة زاد من عزلة الجزائر ،ونجاح الدبلوماسية المغربية اليوم في تأكيد ذلك من خلال تصريحات وزير خارجية روسيا بريماكوف الداعمة لمشروع الحكم الذاتي كذلك كخيار وحل معقول لإنهاء الصراع في المنطقة،وبهذا الموقف تكون الدبلوماسية المغربية قد نجحت في محاصرة الجزائر على المستوى الإفريقي والدولي بعد دعم روسيا لمشروع الحكم الذاتي وبهذا الموقف الجديد أصبحت الجزائر في عزلة دولية .وبالموقف الروسي الجديد وانفتاح دول الساحل أكثر مع المغرب واقتناعها بالتعاون الإقتصادي مع المغرب عبر بوابة ميناء الداخلة،ثم التحول الذي تعرفه علاقة موريتانيا مع المغرب زاد من عزلة الجزائر ،أكثر وفشلها في زعزعة ليس فقط المغرب وإنما دول الساحل كذلك .والتي تعتبر المغرب شريكا استراتيجيا في الإنفتاح هذه الدول مع أمريكا الشمالية والجنوبية ،خصوصا بعد لقاء وزراء خارجية كل من مالي والنيجر وبوركينافاسو بجلالة الملك .إن نجاح الدبلوماسية المغربية في لعب دور مهم لإقناع روسيا بدعم مشروع الحكم الذاتي يعتبر ضربة قوية للسياسة الخارجية للجزائر والتي تزداد عزلتها في المنطقة وفي إفريقيا كذلك .إن التغيير الذي حصل في الموقف الروسي من قضية الصحراء يعتبر نكسة وفشل للدبلوماسية الجزائرية .إن النظام في الجزائر يتخبط في مشاكل داخلية وخارجية ،مع دول الجوار ومع المغرب بسبب تدخلها السافر لزعزعة استقراره من خلال دعمها للبوليساريو ،إنها كلها تطورات دفعت روسيا لتبني مشروع الحكم الذاتي لإنهاء الصراع في المنطقة.إن تبني روسيا لمشروع الحكم الذاتي شكل ضربة موجعة للجزائر ،وحضور روسيا المتزايد في دول الساحل من خلال قوات فاغنر يزيد من عزلة الجزائر على المستوى الجهوي .إن لقاء وزير الخارجية ناصر بوريطة بنظيره الروسي خرجته الإعلامية والتي أكد فيها دعمه لمشروع الحكم الذاتي اعتبرها المتتبعون ضربة موجعة للدبلوماسية الجزائرية .ونجاح لناصر بوريطة صاحب المقص الذهبي فيما يخص تدبيره لقضية الصحراء.

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID