القمة العربية المرتقبة يوم الإثنين ،بماذا ستخرج ؟

هل ستكون قمة التحدي والوحدة الحقيقية،أم ستكون كسابقاتها ؟سؤال ينتظر جوابه ليس فقط الفلسطينيون بل كل العرب والمسلمون ،ومعهم المسيحيون في لبنان وسوريا والعراق والعلمانيون الذين لا يؤمنون بأي عقيدة ودين.الدعوة لاجتماع طارئ وجهها أمير السعودية ،بعد التحدي الذي رفعته دولة الإحتلال ومعها أمريكا .الإعتداء الذي تعرضت له قطر ،والتي احتضنت لقاءات متعددة ،تمخض عنها إطلاق حركة حماس البعض من المختطفين بعد حادثة السابع من أكتوبر .إسرائيل كافأت قطر التي احتضنت اجتماعات بين مسؤولين إسرائلين ومن اختارت حركة حماس لإيجاد مخرج فيما يجري في غزة ووقف العدوان الغاشم الذي ذهب ضحيته أكثر من خمسين ألف شهيد وشهيدة صغارا وكبارا نساءا ورجالا وأطفالا .عقدت اجتماعات متعددة في قطر ،نتج عنها إطلاق سراح بعض المحتجزين ،ورغم أهمية ماقامت به قطر فقد كافأها المحتل الإسرائيلي الغاشم بالإعتداء وقصف مقر كان احتضن اللقاءات السابقة،وكان الغرض من الهجوم الغاشم تصفية قيادات من حركة حماس ،إلا أن فطنة قادة حماس فوتت الفرصة التي كانت تنتظرها إسرائيل وبدعم أمريكي مفضوح لتصفية أبرز قيادات حركة حماس .ومن بينهم خالد مشعل .إسرائيل قصفت المقر الذي كان من المقرر أن يحتضن اجتماعا ،وفطنة قادة حركة حماس ،دفعتهم لتغيير مقر الإجتماع ،في إطار الإحتياط لأنهم كانوا دائما يؤمنون بعدم الثقة في العدو ،فأصابوا في تغيير مقر اللقاء بتنسيق مع الدولة المحتضنة وفوتوا بذلك الفرصة على العدو لتصفية قادة بارزين من حركة حماس وفي مقدمتهم خالد مشعل.إسرائيل هاجمت المقر وقتلت من كان يتواجد فيه وفوتت الفرصة عليها للخروج بنتائج من اللقاء الذي كان مرتقبا لإطلاق مزيد من المحتجزين ،مقابل فك الحصار على سكان غزة ووقف التجويع والتهجير وهدم كل مابناه المجتمع العربي والدولي من مدارس ومستشفيات وجامعات ،بل مدنا بكاملها أصبح خرابا ،لا تصلح للسكن ومازالت عالقة تحت ركامها جثث دفنت من دون إقامة جنائز على أرواح من رحلوا منذ بدإ العدوان الغاشم ومازال مسلسل القتل متواصل وهذه المرة في غياب موقف صارم من الأمم المتحدة ومجلس الأمن وتحت أنظار العالم ،الولايات المتحدة تدعم إسرائيل وتعارض أي موقف أممي لوقف العدوان الغاشم ،والعالم أجمع يقف متفرجا عاجزا بسبب انحياز أمريكا لإسرائيل ودعمها لسياسة القتل والتهجير ودعم إسرائيل لضم قطاع غزة.العالم بسبب الموقف الأمريكي المنحاز لإسرائيل عجز عن وقف العدوان والقتل بدون رحمة ولا شفقة،وبانت حقيقة أمريكا ورئيسها ترامب الذي زار الدول العربية ونهب الملايير مقابل غض البصر عن إسرائيل لترتكب المجازر وتستولي على مزيد من الأراضي الفلسطينية وتهجير سكانها وقتل المزيد من أبناء الشعب الفلسطيني ،ووأد الحلم الفلسطيني بقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية .لقد زار ترامب دول الخليج وأخذ معه المليارات من الدولارات والهدايا الثمينة ،وكان المقابل منح إسرائيل الضوء الأخضر لممارسة القتل والتهجير في غزة ومكافأة قطر التي احتضنت اللقاءات بين إسرائيل وحركة حماس من أجل إطلاق المحتجزين في غزة .لقد بين الهجوم الغادر الذي قامت به إسرائيل على قطر ،بأنها دولة لا ثقة فيها وفي مسؤوليها ،وأنهم تربوا على الغدر ولا ثقة فيهم وقد أكدوا للعالم ذلك بالهجوم على قطر ومحاولة تصفية بعض قادة حركة حماس ،إلا أن فطنة قادة الحركة ومشيئة الله حالت دون تحقيق مبتغى قادة العدوان الغاشم وعلى رأسهم النتن ياهو ومن ساهم في تحقيق أهدافهم وبطبيعة الحال الولايات المتحدة وفي مقدمتهم الرئيس ترامب .العملية الجبانة ،كشفت حقيقة إسرائيل ومن يقف دعما لكل مخططاتها ،وأقصد الولايات المتحدة،وأظهرت للوطن العربي ،بأن المخطط لا يستهدف فقط غزة وعرقلة قيام الدولة الفلسطينية بل السيطرة كل الخيرات التي تمتلكها الدول العربية وفي مقدمتها آبار النفط والغاز .وفشل تصفية قادة الحركة بالإعتداء على قطر وبتنسيق بين الولايات المتحدة وإسرائيل حرك قادة دول الخليج ومصر وباقي الدول لعقد قمة طارئة لمناقشة السبل لمواجهة العدوان الغاشم على قطر أولا ،ومواجهة الغطرسة الصهيونية التي تمارس حرب الإبادة والتهجير والتجويع في حق الشعب الفلسطيني .ماورد في خطاب الأمير السعودي ،يعتبره العالم صحوة ضمير ،والإجتماع المرتقب في قطر ولدعم قطر سيكون مصيري لرفع سقف التحدي والرد المناسب على الإعتداءات التي ترتكبها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني .الآن وبعد الإعتداءات المتكررة والدعم الأمريكي ،سيحمل الإجتماع المرتقب تطورات لن تكون في صالح الولايات المتحدة ،وسيكون الرد المناسب على مسلسل الإعتداءات المتكررة وسيطالب الجميع برحيل القواعد الأمريكية من المنطقة بكاملها المنطقة ستعرف تحولا لن يكون في صالح الولايات المتحدة ولا إسرائيل وستكون الشعوب من المحيط إلى الخليج داعمة لكل القرارات التي سيخرج بها الإجتماع الطارئ المرتقب يوم الإثنين ردا على التجاوزات الإسرائيلية وعلى المواقف الأمريكية المنحازة ،القمة المرتقبة في قطر ودعما لقطر ضد العدوان المشترك الإسرائيلي الأمريكي المشترك ،سيكون له من دون شك ردود ،والمنطقة ستعرف توترا وستدخل دول عظمى على الخط لتعويض أمريكا المنحازة لإسرائيل ،والتي من دون شك ستعيش ،حصارا وقطيعة سينعكس سلبا على المجتمع الإسرائيلي وينهي حلمها الذي كانت دائما تسعى لتحقيقه إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات. قمة نكون أولا نكون ،قمة تجسد إحياء الأمل فينا وفي حكامنا .
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك