على هامش البلاغ الصادر من فلندة لفعاليات من المجتمع المدني

إن فكرة تأسيس حزب جديد من خارج البلاد ي جب أن يكون موضوع إجماع لدى مغاربة العالم في القارات الخمسة،وهذا أعتبره صعب بل مستحيل انطلاقا من الأفكار التي بنت عليها الفعاليات التي خرجت بالبلاغ ،لأسباب متعددة منها أن المبادرة صدرت من فلندة في غياب نقاش مع فعاليات جمعيات المجتمع المدني في باقي الدول الأروبية مع العلم أن حتى الذين لهم انتماءات حزبية فشلوا رغم سنوات النضال من إقناع الدولة المغربية بأحقيتهم في المشاركة السياسية لإسماع صوتهم في تدبير دواليب الدولة المغربية.وحتى الذين لهم انتماءات سياسية داخل الوطن وحاضرة في الساحة تناضل منذ سنوات من أجل تفعيل الفصول المتعلقة بالمشاركة السياسية ،ثم إن الخيارات التي انطلقت منها الفعاليات ،لإقناع الدولة المغربية بدعم هذا التأسيس ،لم يكن ولن يكون عليها إجماع لدى مغاربة العالم ،بناءا على غياب الإرادة لدى الدولة في تفعيل فصول المشاركة السياسية لمغاربة العالم.ثم إن محاولة أصحاب المشروع إغراءالدولة المغربية بمزيد من الإستثمارات داخل المغرب قد يجد معارضة حتى داخل مغاربة العالم نظر لغياب الضمانات ،وللمشاكل الكبيرة التي عاشها العديد من الذين اختاروا الإستثمار في المغرب وتكبدوا خسائر ومشاكل كبيرة فرضت عليهم الإنسحاب وعدم التفكير مطلقا في الإستثمار في المغرب ،بسبب تعرض العديد منهم لضغوط من طرف لوبيات .إن غياب الضمانات في بلادنا قد يكون العائق الكبير الذي لا يشجع مغاربة العالم على الإستثمار في بلادهم.ثم لا بد من متابعة الإجراءات التي اتخذها الإتحاد الأوربي فيما يخص التحويلات المالية لمغاربة العالم والتي ستتأثر لا محالة بسبب القرارات التي تنتظر التفعيل لمحاربة تبييض الأموال .وسيكون لا محالة صعوبة كبيرة لدى مغاربة العالم في تحويل أموالهم للمغرب .إن تأسيس حزب جديد بالخارج من أجل انتزاع حق المشاركة السياسية لمغاربة العالم ،غير جدي ومجدي لأن الغالبية المطلقة لمغاربة العالم .يعتبرون تأسيس حزب جديد بالخارج،من أجل فقط دعم استثمار مغاربة العالم في بلدهم في غياب الضمانات التي تحمي أموالهم لن يكون مشجع للغالبية المطلقة لمغاربة العالم .وبالتالي فمسألة تأسيس حزب جديد بالخارج تكون مهمته فقط الإستثمار في المغرب ،في غياب تام للضمانات القانونية لن يكون مشجعا لدى الغالبية من مغاربة العالم المنتشرون في القارات الخمس .وحقيقة تغيب عن أصحاب فكرة تأسيس حزب جديد لمغاربة العالم في غياب إجماع لدى المعنيين بالمشروع . والذين لهم انتماءات سياسية داخل الوطن وغير مقتنعين بالإنخراط في هذا الحزب الذي سيقود معركة النضال من أجل تحقيق تطلعات مغاربة العالم الذين يناضلون من أجل رسم أي سياسة للمغرب في المستقبل قد لأيكون عليها إجماع في الداخل والخارج .وبالتالي أرى أن حركة مغاربة فلندة لتأسيس حزب جديد يمثل مغاربة العالم لن يكون عليها إجماع من طرف مغاربة العالم في القارات الخمس ،وقد تكون المبادرة مجرد فكرة ستموت في غياب دعم الغالبية القسوى لمغاربة العالم .
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك