*سردينيا للأقوياء المتوحشين … والجحيم للشعب المتواطئ*

بين سردينيا حيث النفوذ، الأموال، السلطة، والشبكات العابرة للحدود اللوبيات، وبين المغرب المهمشة حيث الفقر، الهشاشة،الجوع، الجهل، الدعارة،المخدرات، الرداءة، والخذلان،إنعدام الكرامة تتجسد الفجوة الطبقية والسياسية في أبشع صورها. حين يقضي أصحاب القرار عطلهم في فضاءات الرفاه العالمي، ينغمس الشعب في دوامة الجوع، الجهل، البطالة، الدعارة، التسول، المخدرات، وانهيار التعليم والصحة و هدم تشريد المواطنين في الشارع.العجز ليس قَدَراً سماوياً، بل نتاج منظومة سياسية و إقتصادية مختلة:دولة عاجزة عن التخطيط والتنمية العادلة.أحزاب تحولت إلى مقاولات انتخابية بلا مشروع وطني.نقابات خانت الطبقة العاملة واندثرت تحت طاولة الصفقات و الإمتيازات والمناصب.إعلام مروض يبرر الفشل ويتجنب المساءلة و يغض الطرف عن الأحرار و الشرفاء.مجتمع مدني مُدَجَّن لا يجرؤ على تجاوز الخطوط الحمراء مقابل الدعم المدل.شعب مُنهك فقد الثقة في التغيير السلمي، بين الإستسلام و الإنفجار الحثمي.هذه ليست أزمة موارد، بل أزمة إرادة سياسية وغياب مؤسسات ديمقراطية حقيقية، تُعاقَب فيها الكفاءة ويُكافَأ الولاء. وفي ظل هذا الواقع، يصبح الوطن مساحة لتكديس الثروات للأقلية، وحلبة معاناة للأغلبية.
*من المستحيل بناء دولة قوية و ديمقراطية و عادلة بمؤسسات و أحزاب ينخرها الفساد والإستبداد والظلم والحكرة وأشياء أخرى*
*عزيز الدروش محلل و فاعل سياسي*
