حيمري البشيرمستجدات

تعيينات سفراء جدد،والتعيينات في المناصب العليا

أعتقد أن حكومة عبد الإلاه بن كيران تتحمل وزر التعيينات في المناصب العليا التي بات يشوبها <قولة باك صاحبي والتي تثقل ميزانية الدولة بلا فائدة لإرضاء خواطر الأحزاب المكونة للحكومة ،وبعض الشخصيات النافذة فيها .ماقلته في هذا الباب ينطبق على التعيينات المتعلقة بالسفراء المعتمدون في العديد من الدول .والكثير منهم لم يكونوا في مستوى تطلعات ملك البلاد في خدمة قضايا المملكة،والكثير منهم أساؤوا تدبير ملفات عديدة ودخلوا في صراع ليس مع أعداء المملكة،بل بسلوكياتهم المشينة دفعوا مغاربة لرفع التحدي والمطالبة باللجوء في بلدان عديدة ويوجد في مقدمتها هولندة وبلجيكا وإسبانيا وفرنسا وتنضاف الدنمارك ، بقبولها منح اللجوء السياسي لمواطن مغربي ،ثم السويد والنرويج في الطريق.كان الأجدر من السفير ،أوالسفيرة في أي بلد أوروبي ،يحسن تدبير هذا الملف من خلال الإنفتاح على هؤلاء المعارضين والدخول معهم في حوار لمعرفة أسباب مواقفهم ،ومحاولة احتضانهم وكسبهم كسند ضد أعداء الوحدة الترابية .لست متفقا مع سفراء يغلقون باب الحوار مع فعاليات لها غيرة وطنية وحاضرة في الساحة الجمعوية والإعلامية ولها انتماء سياسي في بلدان الإقامة.أعتقد أن حالة المواطن المغربي الذي حصل على اللجوء السياسي في الدنمارك،كان من السهل استقطابه والدخول معه في حوار ديمقراطي ،لأننا نؤمن كمغاربة اخترنا العيش في الدنمارك بالقيم المشتركة .إن تهميش الدبلوماسية المغربية في الدنمارك للنشطاء السياسيين الذين يتبنوا مواقف معارضة أكثر تشدد وغياب الحوار،ليس في مصلحة الوفاق الوطني ،وليس في مصلحة قضيتنا الأولى .إن نهج الدبلوماسية المغربية لسياسة فرق تسد،والتواصل والإعتماد على وجوه لا علاقة لها بالسياسة ولا تفقه أساسًا في إشكالية الصراع في الصحراء،ولا حتى في تدبير الشان الديني الذي تمادوا في التطاول عليه في السنين الأخيرة سيعمق الأزمة أكثر باستمرار هذا النوع من الدبلوماسيين الذين لايستطيعون توظيف الكفاءات الحاضرة في الساحة لدعم مصالح بلدهم وللتقرب من كل الفعاليات الحاضرةفي الساحة واستقطابهم أمر ضروري عوض معاداتها ومحاربتها ودفعها لطلب اللجوء السياسي من بلدان الإقامة.إن الضرورة تفرض إعادة النظر في تعيينات السفراء على مستوى الدول الاسكندنافية،نحن بحاجة إلى سفراء يجمعون ولا يفرقون المغاربة.وقيمة المواطن تتجلى في الثقافة التي تربى عليها والغيرة الوطنية وحب الوطن هي القيم التي يجب على كل سفير وسفيرة سيتم تعيينها مستقبلا في الدول الاسكندنافية أن يركز عليها في توحيد الرؤيا والصف داخل الجالية المغربية .المغربي والمغربية سيبقوا متمسكين بانتمائهم وعلى السفراء المعينون في المستقبل أن يتفادوا الأخطاء التي ارتكبها السابقون في تدبير علاقاتهم مع المغاربة ،ولا ينهجوا سياسةلا تخدم مصالح بلدنا العليا .إن المغربي الذي تبنى مواقف معادية لبلده كان مجبرا وليس مخيرا لأنه كان مرغما على الهجرة ولم يكن مخيرا لأنه فقد كل أمل في إيجاد منصب شغل ،وعجز كالباقين وهم كثر في محاربة الفساد والمحسوبية،ولم يكن مخيرا في الهجرة بل مجبرا كالعديد الذين يختارون الهجرة عبر قوارب الموت.إن تدبير الاختلاف ممكن لدى السفراء وبالحوار البناء يمكن إقناع المعارضين بالتراجع عن مواقفهم والانخراط في الدفاع عن وطن يجمعنا جميعا .إن التعيينات في المناصب العليا سنة ليس حميدة سنها عبد آلإلاه بن كيران ،وتبعاتها أضرت بمصداقية حكومة حزب العدالة والتنمية الذي عمد على اختيار عدة وجوه سياسية تابعة للحزب في وزارات متعددة ،والتي استمرت حتى بعد سقوط الحكومة في تدبير دواليب وشؤون عدة وزارات .هذه السنة الغير الحميدة مع كامل الأسف باتت نهجا لدى كل الحكومات وهذا مايقع في عهد الحكومة الحالية فالجدل الذي قام بعد تعيين الكاتب العام لوزارة الجالية ،يتجدد مرة أخرى حول الكاتب العام في وزارة التربية الوطنية.إن حسن التدبير الحكومي يتجلى في السياسة التي تنهجها الحكومة وفي ترشيد النفقات للوصول إلى النتائج .إن استمرار التعيينات في المناصب العليا أصبح يخدم مصالح الأحزاب التي تتولى شؤون البلاد أكثر من مصالح البلاد ،وبالتالي فإن السنة التي سنها حزب العدالة والتنمية فيما أصبح يطلق عليه بالتعيينات في المصالح العليا .بات من الوظائف التي يجب على كل وزير تحملها خصوصا وأن لكل وزير قائمة من الموظفين الذين يحملون من الكفاية والأهلية لتدبير شؤون الوزارة.

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube