شعري أنت يا أنا
عصام لعروسي
“استاذ العلاقات الدولية وخبير في الشؤون الأمنية وتسوية النزاعات”
لم أحتفي بسنوية الشعر
منعتني فورة ديكتاتوريتي وقوانيني
هالني ان تعم ديمقراطية الشعر
على ارض البؤس
فتنهال قطرات وسيول
وطوفان كلمات عشوائية لا تسعد السامعين
كائنات هلامية
هامت وعامت واضمرت السوء لك
عفوا لم انظم قصيدة احتفاء بقدومك
فأنا ديكتاتور غائر وجائر
تجتاحني عواصفك
حين يطال القحط واحات الكلمات
فامسك بسوط الحروف وأجلد نفسي
اغير على جوانحي واشن حروبا مجازية
ليس مقصدي الشعر
لست قائد جيوش في معركة الاسترداد
أو باحثا نحويا يرمي الكلمات في الموقد المهمل
أو خطيبا على منابر الفضيلة والطهارة
أنا كائن فسيفسائي هلامي متمرد
أغزو دروبا ليس لها أسماء
وأقصد مدنا كالحة
ومواقع هامشية لا يذكرها التاريخ
ما استهدفت غير عيون قلقة
ولا استعذبت الا كلمة بحد السيف
ليس لشعري عنوان
وليس لحبيبتي موطن
لكن شعري يفيض عني وعنها وعنكم
يلهو حين تتارجح المراجيح
يرفعني في الشواهق حين يزهر
يخفضني كالصواعق حين يزمجر
هو جلالي حين يسود الجلال
وسيدي حين يسود الاستعباد
لو أدرك شهريار ليل شعري
لتوشح بالأحمر القاني
وأمضى عمره في سعادة السهر
لا يطيق عنك طوق يكبله
ولا حرير يكسو جسده
هكذا شعري يحتفي بالأنخاب
وهكذا نمضي في الاحقاب
حفاة و عراة وبالجمال نتدثر
حكم الشعر سلطة الشعور
رهين بقناديلي ودياجيري
المرهونة في شراعه
متى انارت سار الشراع بنا
ولوحت المنارة بقدوم ذاك المجهول؟؟
احساسنا…
