مقالات الرأي

إلى كل من علمني حرفا ..

بدر العسكي 

لا يسعني والعالم يحتفي اليوم (5 أكتوبر) بالمعلم سوى أن أتوجه بأسمى عبارات التقدير والاحترام  لبناة العقول، مصابيح الأنوار التي تضيء عتمة الظلام، المرابطون في أقسامهم الذين كرسوا حياتهم للذود عن آخر معاقل العلم والقيم النبيلة في زمن اجتاحت فيه الرداءة واتسعت فيه رقعة الجهل والبذاءة. تحية صادقة لكل الشرفاء الذين يتحدون مرارة الواقع لأجل خلق مستقبل مشرق  لأطفال همشهم الفقر والجوع والحرمان. تحية طيبة مباركة لكل من يعامل أبناءنا بمنظور الأب أو الأم الحنون، لكل من يتعدى دور الملقن ليساعد الأسر في توجيه وتأطير أجيال المستقبل في وقت كثرت فيه وسائل تخريب العقول. تحية حارة عميقة إلى القابعين في أعالي الجبال، الحريصين على أداء الأمانة على أتم وجه، إلى كل من يخلف أسرته وراءه يوميا ليقطع الكيلومترات -دون تعويض- ليتواجد في مقر عمله، إلى المرضى منكم الذين يتحاملون على الألم ليستقبلوا أبناءنا بابتسامة وانشراح صدر، إلى النبلاء الذين يصرفون من قوت أبنائهم لشراء وسائل تعليمية تساعد تلامذتهم على الاستيعاب ، إليكم جميعا معاشر المعلمين والمعلمات: أنتم النبراس الذي تهتدي به الأجيال، أنتم معقل الفضيلة والأخلاق الطيبة التي ترقى بها الأمم، أنتم معين التضحية الذي لا ينضب. وفقكم الله في مهنة الشرف وأعانكم على تنوير العقول وانتشالها من مسنقعات الجهل والظلام.
لكم أيها الأفاضل إمتنان وشكر وتقدير بقدر الجهذ الذي بذلتموه في تعليمنا وبقدر كلمات النصح والإرشاد التي قدمتموها، بقدر كل نقطة عرق تساقطت على جبينكم وأنتم تشرحون الدرس. لا يهمكم من بخس من عملكم، ولا من تطاول في حضرتكم، أنتم الكرام الذين يعذر عندهم الجهلة.  وإني إذ قلت ما قلت في حقكم، إنما أمنح نفسي فرصتين: فرصة التحلي بقيم الوفاء والعرفان لمن كان سببا في تكوين شخصيتي وتطوير معارفي. وفرصة إعادة الإعتبار لمن يستحقون حقا وصدقا الريادة والإشادة داخل المجتمع. سلام عليكم في يومكم هذا وكل عام وأنتم أيها الشرفاء بألف خير.
ما الفخر إلا لأهل العلم إنهم
على الهدى لمن استهدى أدلاء
ففز بعلم تعش به حيا
الناس موتى وأهل العلم أحياء

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube