لقد قررت حما..س أن تحارب

شجاع الصفدي

مصطلح تسليم أو نزع السلا.ح مصطلح هزلي، والاحتلا.ل يعلم ذلك جيدا، لكنه يلعب على وتر عواطف بلهاء.
أي شخص منطقي يدرك أن مسألة السلا.ح في غز.ة مسألة تقديرية غير خاضعة للتحديد الدقيق .
ولنتحدث بالمنطق تفصيليا، معظم السلا.ح الذي يمكن اعتباره يشكل خطرا على الاحتلا.ل هو صنع محلي غير دقيق ،وضرره محدود للغاية ، وغالبا تم تدمير كل إمكانيات تصنيعه البدائي، وفعليا مع حصار غز.ة الشديد لم يعد هنالك أي مواد تستخدم في ذلك.
الاحتلا.ل كان يخشى السلا.ح المستورد ،مثل الكور.نيت وبعض مضادات الطيران القديمة ، ومن الواضح أن تلك الأسلحة تم تحييدها تماما، ولم يكن لها أي استخدامات خلال مجريات الحر.ب!.
معظم مرابض ومنصات القذائف المتواضعة أو حتى ما يطلق عليها ( متوسطة المدى) ، تم تدميرها جوا ، وإكمال المهمة خلال التوغل البري الواسع.
حتى قطع السلا.ح الخفيفة تمكن الاحتلا.ل من جمع الآلاف منها ، ووزع بعضها على ميليشيات تعمل لصالحه داخل القطاع.
إذن طالما أن الاحتلا.ل يدرك ذلك ويدرك أنه دمر كل سلا.ح يمكن أن يشكل خطرا على قواته أو على بلدات الغلاف ، ما الذي يجعله يتمسك بهذه الأسطوانة (نزع السلا.ح) ؟
للاحتلا.ل خططه تجاه غز.ة ، وهذا مفهوم، لكن ما الذي يجعل حما..س تتلقف الرواية وكأن في الأمر فعليا نزع للسلا.ح وهي تدرك عدم وجوده فعليا ؟، وتدرك أن العنصر البشري هو السلا.ح الحقيقي الذي لا يجب التفريط فيه وتتوجب حمايته؟!.
قد يقول البعض إن حما..س تتمسك بسلا.حها لحماية الشعب ،وعدم ارتكاب مجاز.ر ويضربون أمثلة حدثت تاريخيا،وهذا كلام في غير محله، لأن الحديث عن بنادق خفيفة وبضع قواذف تقليدية ، كسلاح استراتيجي يجب التفريط بالأرض والأرواح من أجله، هو ضرب من الاستخفاف بالعقول، وبكل ما تبقى من أنقاض غز.ة.
ومن يقول إن حما..س تخفي سلا.حا، فهذا أسوأ ما يمكن قوله كتبرير، بل هو كارثة، فإن لم يُستخدم ما لديها الآن، فمتى تنوي استخدامه!!؟، في اليوم التالي للحر.ب مثلا، وضد من؟.
لو كان لديها ما يغير المعادلة ويحدِث تأثيرا على الحالة ولم تستخدمه، فهذه كارثة وطنية أمام حجم الدمار الذي أحاق بغز.ة وأهلها.
إذن نحن أمام معضلة وطنية وأخلاقية، أمامنا عدو يترصد بروايتنا لينفذ مخططات أوسع وأعمق للاستيلاء على الأرض والتقدم بخطوات كبرى يصبح استدراكها صعبا وقد يستغرق سنوات طويلة من الضياع التفاوضي بلا طائل.
وأمامنا حركة تعتقد أن بإمكانها دوما أن تجد مخرجا ،بينما تضيق المشنقة على رقبة غز.ة، والكرسي الذي تقف عليه تآكل تماما وسرعان ما يسقط .
وفي خضم ذلك التيه والدمار لا تلوح أي حلول في الأفق، ما بين مطامع الاحتلا.ل ومحاولات حما..س المستميتة للخروج بأي مكاسب ، ومن الواضح أن العالم ملّ المشهد ولم يعد يكترث بما يمكن أن تقدم عليه إسرا.ئيل ،واكتفى بإلقاء الطعام من الأعلى، وكأنه يقول: اقتلوهم لكن احرصوا ألا يموتوا جائعين .
