حيمري البشير

فتوى وزير الأوقاف بتوحيد خطبة الجمعة اجتهاد خاطئ

قد يقول البعض ما أعبّر عنه تدخل سافر في تدبير الشأن الديني في المغرب الذي رسم سياسته وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية ،من دون استشارة أئمة المساجد في بلادنا والذين بالمناسبة هم على ارتباط وثيق بالمواطن،ويعرفون ما هو بحاجة إليه ،ليسير على هديه ،ثم توحيد خطبة الجمعة قد تلائم منطقة دون أخرى ،وفرض توحيد الخطبة تقييد لسلطة الإمام وتكميم فمه ،حتى لا يتناول أمور ويعالج قضايا منتشرة من دون تحفظ ،إن سلطة الإمام وإعطاؤه حرية لتربية المسلم وتوجيهه في المجتمع،أفضل من أن يفرض عليه وزير الأوقاف خطبة لا علاقة لها بالبيئة والوسط الذي يعيش فيه والذي تنتشر فيه ظواهر تتطلب اجتهاد الفقيه والإمام ،إن فرض توحيد خطبة الجمعة ،يعتبره المواطن قبل الإمام تكميم لأفواه الأئمة وتقييد سلطته واجتهاده في تربية المجتمع المغربي ،وهو المسؤول أمام خالقه في خدمة البلد .إن توحيد خطبة الجمعة ،في حد ذاتها سيف ذي حدين ،قد تكون مناسبة لمعالجة بعض الظواهر في مدينة ما لكنها لا تتناسب مع منطقة أخرى ،وكل إمام مسؤول على معالجة المشاكل التي يتخبط فيه الوسط الذي يعيش فيه.إن توحيد خطبة الجمعة قد يناسب منطقة دون أخرى،ومن أفتى بتوحيد الخطبة،يعتبره أغلبية الأئمة تكميم للأفواه وتقييد لسلطة الإمام في طرح كل الظواهر المنتشرة في المجتمع والتي تتطلب تدخل إمام مسجد الحي الذي يسكنه المواطن ،وتكون خطبة الجمعة فرصة لتوجيه المصلي ونصحه لأن دور الإمام في المجتمع المغربي مدور المربي في المدرسة،وبالتالي فالمربي في المدرسة يتحمل مسؤولية في تربية الجيل ونفس المسؤولية التي يتحملها الإمام،فالمربي في المدرسة له مسؤولية في إعداد جيل المجتمع يكون فخور به ونفس المسؤولية لإمام المسجد إن من أفتى بوحدة الخطبة ،قد قيد سلطة الإمام في معالجة كل الظواهر التي يلاحظها ،ومسؤول أمام الله وأمام المجتمع في مناقشتها وطرح الحلول المناسبة لها ،عوض السكوت عنها ،إن توحيد خطبة الجمعة اجتهاد لا يتناسب مع ظواهر تفرض تناولها في المدن الكبرى مثلا لكنها لا تتناسب مع بيئة أخرى وبالتالي فمن أفتى بتوحيد خطبة الجمعة تقييدا لا جتها الإمام،في الخوض في كل الأمور التي تحتاج إلى طرحها وإبداء وجهة الإمام المربي الملتزم بالقانون ،إن توحيد خطبة الجمعة اجتهاد خاطئ لوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية ،لأن ظواهر قد تكون منتشرة في المدن الكبرى مثلا لا توجد في القرى والبوادي والمدن الصغيرة.إن توحيد خطبة الجمعة في حد ذاته تقييد لدور الإمام في معالجة ظواهر تكون في بيئة دون غيرها،وتوحيد خطبة الجمعة هوفي حد ذاته تقييد لدور الإمام في طرح الظواهر التي يلمسها في الوسط والبيئة التي يعيش فيها ومعالجتها ،بالطرق التي تتناسب مع الوسط الذي يعيش فيه ..لا نختلف بأن دور الإمام مثل دور المعلم والأستاذ لا يختلفان في منهجية التوجيه لتربية الجيل الصالح في المجتمع .وبالتالي فتوحيد خطبة الجمعة تقييد لاجتهاد الإمام في طرح كل القضايا والظواهر المنتشرة في المجتمع والتي تتطلب نقاش وتسليط الضوء عليها مفيد للجميع .وفكرة توحيد خطبة الجمعة تقييد لاجتهاد الأئمة لطرح كل القضايا التي يراها الإمام ويجب أن يقول وجهة نظره فيها ورأي الدين والعلماء منها .إن للإمام دور ومسؤولية في التربية والتوجيه مثل الدور الذي يتحمله المعلم والأستاذ في المدرسة والثانوية.إن توحيد خطبة الجمعة اجتهاد خاطئ لوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية وسياسة لا توجد سوى في المغرب في عهد هذا الوزير .وقد قلت وجهة نظري في توحيد الخطبة والتي اعتبرتها اجتهاد خاطئ لوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية،وفي نفس الوقت لتقييد لسلطة خطيب الجمعة .

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID