أمثال شعبية بقيت عالقة في أذهاننا ذكرها السابقون ولم يهتم بها اللاحقون

دوافع النبش في الماضي بسلبياته وإيجابيته هي التي دفعتني مرغما ،الخوض في الموضوع ،كثيرا مانسمع جملا تحمل معاني وألغاز على شاكلة (كبرها تصغار)أو(المشتاق إلى فاق حالوا صعيب)أو (هذاك الإنسان ،الريح لي جا يديه)(فوت على الواد الهرهار ولا تفوت على الواد الساكت)أو ماحك جلدك مثل ظفرك) أو (لوالا ما خلاو للتوالى مايقولو)أمثال شعبية كانت من بين الأسباب التي هيجت ذاكرتي لأبوح بأسراري حتى ينشرح صدري وأشفي غليلي من خلال كلام وازن ،موجه لجهات عدة الذين يلاحقون الناس بأعينهم وهم يعلمون المثل الشائع (ويل لمن أشارت إليه الأنامل ولوبالخير)،بصراحة وفي الصراحة راحة كما يقول عامة الناس .نعيش في زمن الخير موجود والحساد كثر .وسبحانه وتعالى قال في محكم التنزيل (أتخشون الناس والله أحقّ أن تخشوه)وعندما تتمعن فيما ورد في كتابه العزيز وتتابع الجرائم التي تقع في بيوت الله كالإمام الذي ذبح رجلا ونزع كبده وأكلها أإلى هذا الحد بلغ الحقد بإمام يعتبره المسلمون قدوة ليأكل كبد رجل ويزهق روحه ولا ندري الأسباب وهو الذي يعتبره الناس القدوة الحسنة .إن مايجري في المجتمعات بصفة عامة من جرائم لا علاقة لها بالدين الحنيف وبالكتاب المبين .والذين قالوا فوت على الواد الساكت ولا تفوت على الواد الهرهار ،كلا مهم يحمل معاني كثيرة يستوجب فهمها والعمل بها حتى لا ينطبق عليك المثل .إن أحداثا تقع في المجتمع تتطلب التمحيص وفهم معانيها والعمل بها ،وهي في حدذاتها تربية تستوجب الوقوف عندها .إننا نعيش في زمن يتطلب منا الهدوء والتروي وعدم الإنفعال ،وفي أوقات أخرى رفع سقف التحدي ،لوضع حد للحمقى الذين يتجاوزون كل الحدود (ومثل هؤلاء ينطبق عليهم المثل الشائع (كبرها تصغار) وتعني الكثير ففي بعض الأحيان تجد نفسك مرغما لرفع سقف التحدي والرد على كل استفزاز تتعرض له إما بالتروي (وأعرض عن الجاهلين)وإما برفع التحدي وتنهج القول الشائع (كبرها تصغار) وهذا ممر شائك لا أنصح العاقل بإتباعه ونهجه في حياته وفي سلوكه اليومي .ولعل مما دفعني دفعا للخوض في الموضوع وفي قضايا لازلت أخشى أن يتلوها تفاعل سلبي من القراء كان حلمي الكبير أن أكون القدوة لجيل من الشباب ومن بينهم أبنائي لم أكن مطلقاأرغب في استفزاز أي أحد في حياتي ،لكننا نعيش في زمن صعب غابت فيه الحكمة والموعظة ،وكثر عقوق الوالدين وتنصل الكبير والصغير من القيم الإسلامية والتي عليها يجب أن نحيا وعليها يجب أن نموت .كان حلمي الكبير أن أربي جيلا يتذكر كل الأمثال والحكم التي عاش عليها أجيال وأجيال لينقلونها هم بفخر واعتزاز لجيل قادم نتمنى أن يذكروننا بخير وعندما بدأت بالمثل كبرها تصغار فالجملة تحمل معاني بليغة بمعنى أن كلما كنت جادا وصارما كلما احترمك الناس على حرصك على تفعيل المبتغى من المعن الحقيقي للجملة.(وماحك جلدك مثل ظفرك) تعني الكثير بمعنى أن الإنسان يجب أن يكون قادرا على تحمل المسؤولية والإعتماد على النفس تعني الكثير ،تعني أنك قد بلغت من الوعي وتحمل المسؤولية ما يجعلك فخورا بنفسك ومعتزا بقدرتك على تحمل هذه المسؤولية وكبيرا في عيون أقرب الناس إليك (أمك وأبوك وإخوتك وأخواتك ) وأختم خربشتي عفوا بالمثل القائل (العود لي تحتقره يعميك)مثل شائع بيننا ويحمل معاني كثيرة وهي مناسبة لأقول كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون .وأختم خربشتي بالمثل الشائع في المجتمع المغربي والذي مفاده(المشتاق إلى فاق حالو صعيب )والأحمق والمغفل والمغرور بنفسه ،أنساه وما دهاش فيه بالدارجة المغربية والفاهم يفهم لي مافهم والوا كلام يحمل معاني وألغاز وعندما تتمعن فيها ستستفيد لا محالة من تفعيلها في حياتك اليومية .
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك