حيمري البشير

من يعرقل قطار المغرب العربي الكبير الذي تحلم به شعوب المنطقة؟

الدنمارك الحلم الذي راودني وأنا صغير وازداد تطلعي لرؤية هذا البلد يوم التقيت شبابا وشابات في مدينة وجدة كانوا في رحلة في المغرب .وما أثار اهتمامي ،هوطبيعة انفتاحهم ودخولهم في حوار مع المجتمع المغربي وبالخصوص فئة الشباب ،من الجنسين معا ،مدينة وجدة حيث كنت أتابع دراستي في الإعدادي كانت بوابة المغرب العربي الكبير الذي سقط حلما في المهد ،كانت آنذاك في السبعينات تعرف بمدينة ألف مسجد ، وبوابة المغرب العربي ،وكانت معروفة وقتها بحركة غير عادية من السياح وبالخصوص الجيران وحتى التوانسة وقتها والذين كانوا يأتون بكثرة لاقتناء مشترياتهم وبالخصوص التي مصدرها الثغر المحتل مليلية .وجدةلم تكن وقتها تتوفر على نواة جامعية أوكليات متعددة التخصصات كاليوم لكون المدينة التي ازددت فيها وترعرعت فيها العيون سيدي ملوك لم يكن فيها لا إعدادية ولا ثانوية ،عندما حصلت على الشهادة الإبتدائية كنت مضطرا لمغادرة بلدتي وأنا صغير لم أتجاوز العشر سنوات من عمري ،التجأت والدتي لاستعطاف أختها التي كانت تسكن وجدة علها تكون رحيمة بي لاستكمال دراستي في الإعدادي بحيث كنت لازلت صغيرا،لكن ظروف قاهرة حالت دون قبولها لشخصي وأنا الذي كنت صغيرا لم أتجاوز التاسعة من عمري .إحدى جاراتنا رحمها الله كانت لها علاقة بزوجة أحد القضاة ،فطرحت عليها فكرة قبولي عندها لاستكمال دراستي في الإعدادي وكانت رحمها الله أرحم من خالتي أخت أمي قبلت بشروط معقولة وطلبت مني الإلتزام بعدم التدخين أوتعاطي للممنوعات المخالفة للقانون ،كان زوجها قاضي في مدينة وجدة وانطلق إلى رحمة الله بعد سنوات من خدمة بلاده كان رحمه الله رجل خير ورحيما بالفقراء ولا أدري كيف التقى بزوجته الحاجة العالية الجزائرية وبالمناسبة سكان وجدة وبركان وأحفير وغيرها من المدن في الشرق،كانت تتميز بالزواج المختلط مغربي مع جزائرية أو العكس ومدن ماوراء الحدود تلمسان ومغنية وغيره من المدن الجزائرية جمعتهم بالمغاربة سكان وجدة وأحفير وبني درار وبركان والسعيدية علاقة نسب لاتفرق بينهم من هو المغربي ومن هو الجزائري ،كنا نشكل لحمة واحدة وحصلنا على استقلالنا قبلهم ودعمناهم بالسلاح وفي الأمم المتحدة حتى حصلوا على استقلالهم بحيث رفض المرحوم محمد الخامس رحمه الله السكوت عن استمرار فرنسا لاحتلال الجزائر رغم أن فرنسا أغرته بتسليم الصحراء الشرقية للمغرب ، مقابل السكوت ووقف دعم جبهة التحرير الجزائرية التي كانت بجبال بني يزناسن تافوغالت مسقط الإطار الوطني فوزي لقجع ،لكن حكام الجزائر وعلى رأسهم الجنرالات سيقودون المنطقة لصراع لازال مستمرا إلى يومنا هذا و حقيقة تعنتهم وحقدهم على المغرب والمغاربة لا يجسد حقيقة روح التضامن والأخوة والنسب الذي كان من المفروض أن يسود الشعب الواحد ،وتعنتهم واستنكارهم لمواقف المغرب دعما للثورة الجزائرية من أجل الحصول على الإستقلال. مازال مستمرا مع كامل الأسف .لم تكن نيتي الدخول في هذه التفاصيل ولكن استمرارهم في التآمر على وحدة المغرب وصحرائه ستقود المنطقة إلى مالا تحمد عقباه ،ولكن التحولات التي طرأت خلال الأسبوع الحالي في مجلس الأمن بحيث أيدت دولا كثيرة مشروع الحكم الذاتي ولاحل غيره.ومما زاد الطين بلة العلاقات المتوترة بين الجزائر والنيجر وبوركينافاسو ومالي …..والتقرير الذي رفعه مندوب الأمم المتحدة للصحراء والذي سبب صدمة كبيرةللجزائر المحتضنة للإنفصاليين .الذين ينحدرون من دول عديدة لا علاقة للصحراء المغربية المتنازع عليها ،وتقرير ديميستورا أيدته المملكة الإسبانية كذلك .لابد من الإشارة أن الحدود المغلقة بين المغرب والجزائر لسنوات طويلة لا يخدم مصالح الجزائر أكثر لكون التطور الكبير الذي عرفته المنطقة الشرقية والمشاريع الكبرى التي تحققت بتعدد الزيارات الملكية وحجم الاستثمارات الكبرى والبنية التحتية التي تعرفها مدن الشرق بصفة عامة كان عاملا من العوامل الذي فرض استمرار إغلاق الحدود حتى لا يتعرف الشعب الجزائري عن الفرق الشاسع بين الضفتين .واحتضان المغرب لكأس إفريقيا هذه السنة وكأس العالم في سنة 2030سيكون فرصة للطرف الآخر في الضفة الأخرى ليكشف مدى التطور الذي يعرفه المغرب،وهذا في حد ذاته يشكل قلقا للنظام القائم في الجزائر ،وأختم بالقول بأننا شعب واحد لا نشكل أي حقد لشعوب المغرب العربي وسنبقى نتطلع للوحدة وبناء اقتصاد وتكامل قوي لمواجهة التحولات التي يعرفها العالم ،المغرب سيستمر في عملية التطور والتحديث في البنية وقريبا سيكون قطار البراق رمز التحدي الذي رفعه المغرب لتعزيز بنيته الطرقية ومطاراته استعداداً لكأس العالم التي سيحتضنها المغرب بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال ،وربط إفريقيا بأوربا عن طريق نفق تحت البحر سيربط المغرب وإسبانيا هوعنوان التحدي الحقيقي الذي يقلق النظام في الجزائر.

قطار البراق قريبا سيربط وجدة عاصمة الشرق بمدن المملكة المغربية وهو مشروع يبين التقدم الذي تعرفه بلادنا ويخشاه العالم الآخر

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID