مقالات الرأي

تداعيات الإعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء

ذ. حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

طرح العديد من المحللين أسئلة حول توقيت صدور القرار الأمريكي ولماذا. تأخر إلى هذا الوقت بالذات ومع نهاية حكم الرئيس الأمريكي ،بحيث لم يبق على مغادرته للبيت الأبيض بعد خسارته في الإنتخابات سوى أقل من شهر؟ولماذا هذا الإعتراف بشرط عودة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ،ونفس الشيئ فعلت الولايات المتحدة لحدف السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.يبدو أن كل القرارات التي اتخذها الرئيس الأمريكي ضد الشرعية والقانون الدولي بما فيها نقل السفارة الأمريكية للقدس ،وشرعية ضم إسرائيل لهضبة الجولان بضوء أخضر من الرئيس الأمريكي وسط ذهول الرأي العام الدولي .ثم كيف نفسر. الموقف الروسي الذي صدر على لسان نائب وزير الخارجية الروسي والذي اعتبر فيه الموقف الأمريكي انتهاك للقانون الدولي . وفي غياب قرارات أممية ذات صلة. يبقى الموقف الأمريكي فاقدا للمصداقية ،وبوجود بعثة أممية تسهر على احترام وقف إطلاق النار . وإجراء مباحثات للوصول لحل سلمي وفق قرارات مجلس الأمن والتي صوت عليها الأمريكيون أنفسهم وكان آخرها القرار2545 الذي أكد أن أي تصور. للحل يجب أن يكون عمليا ويتوافق مع مبادرة الحكم الذاتي .القرار الأمريكي يستبعد استحالة تطبيق الإستفتاء .أما فيما يخص ربط اعتراف أمريكا مغربية الصحراء بعودة العلاقة المغربية مع إسرائيل .والذي يراه البعض ليس إلا إعادة تنشيط علاقات كانت من سنة 1994 إلى 2000بعد اتفاق اوسلو المشؤوم واتزان الحكومة بفصول الدستور الذي جعل المكون العبري رافدا أساسي وأعطى الحق لحوالي مليون يهودي مغربي يعيشون في إسرائيل الحق في زيارة المغرب .مع العلم أن الحكومة الإسرائيلية الحالية يوجد فيها عشر وزراء من أصول مغربية.إذا تبقى الروابط التاريخية والإنسانية واحترام فصول الدستور هي المبرر الذي دفع باتخاذ قرار عودة العلاقات الدبلوماسية في الوقت الذي تغض النظر عن فصول أخرى ناضل من أجلها مغاربة العالم منذ سنة 2011،وعودة العلاقات مع إسرائيل لا يعني تغيير الموقف المغربي الرسمي من القضية الفلسطينية حسب البلاغ الصادر عن الديوان الملكي وقد ذلك جلالة الملك في اتصال هاتفي مع رئيس السلطة الفلسطينية .لكن هل ستبقى المملكة المغربية مكتوفة الأيدي إذا عادت إسرائيل لارتكاب حماقات ضد الفلسطينيين واتخذت إجراءات عكسية تتعارض مع الشرعية الدولية ومع التزامات المغرب اتجاه السلطة الفلسطينية وفي حالة استمرار إسرائيل في سياستها التوسعية والقمعية المغرب سيجمد علاقته واتصالاته مع إسرائيل وفي حالة اتخاذه لهذه الخطوة كيف سيكون موقف الإدارة الأمريكية الجديدة هل ستكون مضطرة لسحب اعترافها بمغربية الصحراء.ويعتقد العديد من المحللين السياسيين أن فتح الولايات المتحدة لقنصلية لها في الداخلة سيكون ه تأثير هام على خيارات الإتحاد الأوروبي الذي ساند المغرب في فتح معبر الكركرات
لابد من الإشارة في الأخير لما ورد في جريدة هارتز الإسرائيلية بقلم أحد الصحفيين الإسرائيلين حول قرار أمريكا توسيع وتعزيز فرص السلام السري والعلني مع العالم العربي واعتبروا الصفقة المبرمة بين المغرب وإسرائيل احتلال مقابل احتلال .إذا في اعتقادي أن تأخر صدور القرار الأمريكي وربطه بشرط عودة العلاقات مع إسرائيل لغم قد ينفجر في كل لحظة وقد يتم التراجع عنه مع موقف العداء لأمريكا وسط الشعب المغربي ،وأعتقد أن حزب العدالة والتنمية الذي يرأس الحكومة له التزام أخلاقي برفض أي تطبيع مع الكيان المحتل .والغضب الشعبي سيزداد بسبب استمرار إسرائيل في سياستها ورفضها لحل الدولتين.تبقى الإشارة أن القرار الذي أصدره الرئيس الأمريكي فيما يخص مغربية الصحراء لا يحمل أية قوة قانونية أوسياسية ملزمة وقد صرح ستيفان دولارية مساعد الأمين العام للأمم المتحدة بذلك والذي قال أن موقف الأمم المتحدة من قضية الصحراء لم يتغير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube