حيمري البشير

المغرب الذي نريده أن يتقدم لا أن يتراجع

تربينا ونحن صغارا على يد رجال قدموا الكثير من أجل أن نعيش ،وحفظنا شعارات ،ودائما نرددها (كنا ومازلنا على درب النضال المستمر) ومازلنا نرددها ولم نحقق حلمنا الأبدي المساواة والعدالة والإنصاف،وازدادت أحلامنا ورحل الكثير الذين ربونا على عدم الخضوع والخنوع وكل المصطلحات التي لم نكن نفهم معناها ونحن صغارا.لقد عشنا وسط مجتمع تلاعب بنا السياسيون فتيقنا من مقولة (لعن الله السياسة والسياسيون)لا لشيئ سوى أننا لم نجني منها أي شيئ وتيقنا منهم كلهم لا فرق بينهم كل حزب بمالديهم فرحون ،اليمينيون واليساريون والإسلاميون لا فرق بينهم إلى يوم الدين هذا يعارض ذاك وذاك يفضح ذاك ،ونحن الشعب ضحاياهم كلهم ،واليوم من قضى نحبه ودخل القبر للحساب الذي لا يومن به البعض ،لا يجد المبرر عندما يقف أمام خالقه.دعونا نستعد لتلك الدار ولكن أنتم كلكم مسؤولون على اعوجاجنا وقبل أن نغادر سوف نقوم بتقويم الإعوجاج الذي نعيشه وأنتم مسببوه.لم نعد نثق فيكم جميعكم ،لقد انطبق عليكم قوله سبحانه كل حزب بما لديهم فرحون .همكم فقط الفوز بالمسؤولية وليس بالجنة التي يوعد بها المسلمون،التائبون ولله راكعون وعن اللغو والفساد معرضون.هذه مقدمة كنت ملزم بالتعبير عنها لأنطلق في أغوار الحديث الذي أدخلتمونا فيها لا لشيئ سوى أن تجعلونا نتناحر هذا يطعن في هذا ،ونسقط جميعنا في دوامة لن نخرج منها ،ونعيش صراعا أزليا مع زوجاتنا وأمهاتنا وآبائنا تحت شعار فقط مايسمى إصلاحات مدونة الأسرة ،وهدفكم فقط أن تجعلونا جميعا نصارع الزمن ،لقد أشعلتم نارا وفتنة لن يطفأها لا ماء ،بل ستزيدها ريح صرصر عاتية لتؤجج فتنة كبرى في مجتمع محتاج إلى عقلاء لا إلى صراع بين الأم والأب .أيها الفقهاء،وبالإحرى العلماء الذين ينطقون بالحكمة والموعظة الحسنة لا تجعلونا نفقد الثقة فيكم ،اتركونا نعيش في سلام ولا تحرضوا المرأة على الرجل أو العكس صحيح .لقد عشنا لسنوات في وءام وسلام فأمهاتنا ،عشن يحترمن آباءنا والعكس صحيح ويستمع الجميع للرأي الصائب وكلمة الحق المشتقة من القرآن والسنة حفظها الجميع أمهات وآباء وكانوا جميعهم بعيدين عن التفلسف والإجتهاد .لقد دخل الجميع في دوامة،لن نخرج منها ،بل إعصار لن يخرج منه أحد سليم معافى .من يتحمل المسؤولية فيما تمخض عنه الإجتهاد ،هل وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الذي شاخ ولم يعد يتذكر ماضيه ،أو يفرق بين من يستحق تحمل المسؤولية ويتربع على كرسي المسؤولية في الأوقاف وجمع الأموال في مجتمع متعدد الثقافات والديانات حسب الدستور المغربي ،المسلم يتكلف بشؤون المسلمين واليهودي يتكلف بشؤون اليهود الذين أوفاهم حقهم بتحميلهم مهام وشؤون المسلمين في عاصمتهم وعاصمتنا الرباط.وزيرنا في الأوقاف شاخ وحان وقت تغييره ،قبل رحيله إلى الدار الفانية.لا أريد الغوص في أخطائه ولكن بصدق وبصراحة عليه أن يغادر منصبه قبل أن يرحل لأنه لم يعد يفهم مايجري ولا حتى ما يريده المجتمع المغربي .أما وزير نا في العدل فقد استغل الفرصة ليكمل المهمة التي بدأها ويصفي التركة التي بدأها ويحاول باجتهاده إقناع نصف المجتمع لكي تثق به وباجتهاده لأنه يسعى بكل الطرق لإنصاف المرأة والدخول في متاهات تثير الفتنة الكبرى في المجتمع من دون أن يترك الفقهاء الأجلاء أن يوضحوا ويشرحوا ما يجري من نقاش وينطقوا بالحكمة ولا يخافون في الله لومة لائم ،أحيي من القلب أستاذي الذي تلقيت على يده العلم السديد والحكمة والموعظة الحسنة ،لأجادل بالتي أحسن ،حياك الله أستاذي فعلى يدك تلقيت الحكمة والتربية الحسنة،احترمتك ومازلت لعلمك الوفير ولأنك لا تخاف في الله لومة لائم ،وإنك مؤهل لتقويم الإعوجاج ،قبل أن يتفاقم وتفضح ،الذين لا يهمهم صلاح الفرد والمجتمع بل نشر الفتنة ،حفظك الأستاذ سي مصطفى بن حمزة العالم الجليل ،وأقول لوزير اللاعدل والله أنك تثير فتنة كبرى في الوطن الذي نحبه ولا نريد أن تقوده إلى حافة الهاوية ،اللهم لا تهلكنا بما فعل السفاء منا وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة إنك سميع مجيب الدعاء وبالإجابة جدير والسلام على من اتبع الهدى.

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID