حيمري البشير

هل يمكن أن يجمع الإنسان بين الحزن والسعادة؟

وهل يمكن أن يضحك الإنسان ويبكي في آن واحد،أسئلة قد تجد لها تفسيرا وقد تعجز .أحار في بعض الأحيان بل في الكثير من الأحيان لا أجد تفسيرا لمواقف بعض الدول التي تعتبر موقعها ضمن الدول المتحضرة التي تحترم القيم الإنسانية،بل وتحترم الإنسان ككائن بشري يختلف عن الحيوان لأن له عقل يمكنه من يضبط سلوكه ومواقفه اتجاه الإنسان والحيوان.اخترت هذا الصباح المبارك وبداية أسبوع جديد لأعلق على خبر قطع إسرائيل علاقاتها مع إرلندا وهي الدولة الواقعة شمال أروبا لا بسبب اعتداءاتها المتكررة على دولة إسرائيل،ولكن بسبب اعترافها بدولة فلسطين وتنديدها بالجرائم التي ترتكبها هذه الدولة التي نشأت بسبب وعد بلفور المشؤوم ،وأضيف التهمة الواهية التي اعتمدتها إسرائيل في قطع صلتها بهذه الدولة التي يحكمها عقلاء يحترمون حقوق الإنسان وينددون بجرائم الإحتلال معاداة السامية.إذا أصبحت كل دولة وإنسان ينتقد إسرائيل على الجرائم التي ترتكبها ويذهب ضحيتها أطفال ونساء وشيوخ لا علاقة لهم بالسياسة يتهمون بمعاداة السامية،بالله عليكم فالحرب التي تشنها إسرائيل ليس فقط على غزة وإنما انتقلت لتضرب سوريا والعراق واليمن والآتي لا يعلمه إلا الله،ألا تعتبر ما ترتكبه إسرائيل معاداة للسامية فجرائم إسرائيل تستهدف فقط المسلمين وحتى المسيحيين ،ألا تعتبر حرب إسرائيل على غزة وسوريا ولبنان معاداة للسامية لأن الضحايا الذين سقطوا بالآلاف لا علاقة لهم بالسياسة.لقد أصبحنا نعيش في مجتمع دولي غاب فيه تطبيق القانون،وطغت فيه دول تمتلك السلاح ولا تخضع ولا تحترم لما أجمع عليه المجتمع الدولي .إسرائيل قطعت علاقتها مع إرلندة لأنها اعترفت بالدولة الفلسطينية،واتهمتها بمعاداة السامية ،صرت لا أفهم كيف يفسر عقلاء إسرائيل المجازر التي يرتكبونها يوميا في حق الشعب الفلسطيني في حق الأطفال الصغار وهم يحتمون في مدارس الأنوروا التي أصبحت ملجأهم الأخير بعد أن دمرت إسرائيل كل مدن غزة ،الملجأ الوحيد الذي مع كامل الأسف لم يعد آمن هي مؤسسات تابعة للأمم المتحدة التي توفر القليل من الطعام والدواء للذين لازالوا على قيد الحياة من الشعب الفلسطيني .الآن توضحت الأمور لدي وفقدت البصيص من الأمل الذي كنت مع كامل الأسف أعلقه على دول المحيط العرب المستعربة لم يعد هناك مسلمون يحسون بالآخر ومن معاناة الآخر،لم تعد دول الجوار تعنيهم معاناة شعب فلسطين،وملوا من سماع الثورة ومصطلح الإحتلال ،وإسرائيل الكبرى لقد أعطوها عن طيب خاطر لتنفذ مشروعها المنتظر،بأيدي سفلة مع كامل الأسف،والذين يلتزمون الصمت مما يجري للشعب الفلسطيني فدورهم آت لا محالة،تذكروا جيدا ما أقوله وأنا في كامل وعيي .ياشيوخ المزابل لن ينفعكم مال ولا بنين يوم لقاء الله إلا من أتى الله بقلب سليم ،والله ستحاسبون يوم لقاء الله على صمتكم على تخاذلكم،وعلى انبطاحكم ،وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين .أتساءل باستمرار لماذا لا يلتزم المسلمون بالكتاب ولقوله تعالى ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ومالكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون )أليس فيكم رجل حكيم ،انهضوا من سباتكم فوالله ستحاسبون يوم لقاء الله يوم لا ينفع لا مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .تذكروا جيدا أن سكوتكم عما يجري ظلم كبير في حق الشعب الفلسطيني لاسيما وأن الله منحكم مقومات الإنتصار إذا دخلتك حربا لنصرة المستضعفين،والله قادر على ذلك (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله).(إن الله لا يغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) إن الله على نصرة المستضعفين في الأرض لقدير.وقبل أن أختم لا بد من العودة إلى السؤال الذي طرحته في العنوان الذي اخترته فالحزن والسعادة نقيضان لا يجتمعان ولكن الضحك والبكاء نقيضان يمكن أن يضحك الإنسان لأمر ما غير منتظر وينخرط في البكاء من شدة الفرح فاللهم ارفع الحزن والألم عن سكان غزة وكل المستضعفين من شعب فلسطين .

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID