بيان حول تهافت مبادرة مجلس الجالية لدعم الترافع دفاعا عن قضية الصحراء

تنسيقية الشتات المغربي من أجل الصحراء المغربية
بيان حول تهافت مبادرة مجلس الجالية لدعم الترافع دفاعا عن قضية الصحراء

من المواقف الوطنية الجريئة التي تبناها الشتات المغربي، و لا زال وفيا لها، يخلدها بافتخار و اعتزاز كبيرين على مر السنين، موقفه الراسخ المؤيد لاسترجاع أقاليمنا الجنوبية، المنخرط في الإجماع الوطني و راء جلالة الملك و المناصر لقواتنا المسلحة الملكية الباسلة المرابطة بربوع الصحراء المغربية.
و ننهي إلى علم السلطات العليا و الدوائر الحكومية المعنية بشؤون مغاربة الشتات و المؤسسات و المجالس ذات الصلة، و مجلس الجالية المغربية بالخارج على الخصوص، و الرأي العام الوطني و الدولي، أننا كفعاليات جمعوية مدنية متشبثة بانتمائها إلى الصف الديمقراطي، وفية لقيم مدرسة الحركة الوطنية المجيدة لم ننتظر الضوء الأخضر من هذه الجهة أو تلك أو تكوينا على الترافع من أجل الصحراء المغربية ، من مجلس الجالية أو غيره، بل انطلقنا و مازلنا، تحفزنا عزيمتنا القوية و حسنا الوطني بمسؤولياتنا السياسية و الأخلاقية تجاه الوطن ومقدساته و ثوابته.
إن المجتمع المدني الديمقراطي الذي نفتخر بالإنتماء إليه لم ينتظر أن يستيقظ مجلس الجالية، ممثلا بكاتبه العام، بعد ثلاث عشرة من النوم العميق، ليكتشف أن هناك قضية و طنية اسمها قضية الصحراء.
إننا لم ننتظر دروسا من الدوائر الرسمية كوزارة الشؤون الخارجية و الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج و مجلس الجالية و جهات أخرى تتحرك من وراء حجاب، لتنظيم قافلة الصحراء تحت الرعاية السامية لجلالة الملك في نونبر2005، و المظاهرات و الوقفات الإحتجاجية أمام سفارات الجزائر ببروكسل و لاهاي و الاحتجاج على تصريحات بان كيمون الأمين العام السابق للأمم المتحدة إثر زيارته لمخيمات تندوف في مارس 2016.
كل هذا السجل الحافل بالإنجازات التي يعز نظيرها و التي تمت بمبادرات مدنية و تعبئة و تطوع الكثير من أبناء الشتات بمختلف أجياله و فئاته و تمويل ذاتي تطوعي نعتبره وسام شرف على صدورنا.
و لهذه الأسباب جميعها، و بعد و تنديدنا بالمتاجرة والسمسرة في قضية وحدتنا الترابية التي جعلت منها بعض الجمعيات البئيسة المصطنعة المفضلة لذى الوزارات وجل السفارات القنصليات و الجهات المتحركة من وراء حجاب و مجلس الجالية أصلا تجاريا مربحا يعود عليهم و على من يحركهم بامتيازات مادية و معنوية تبخس العمل الجمعوي النظيف و يفضح أصحابه و المتسترين عليه ، فإننا نوجه الأسئلة و الملاحظات الآتية إلى مجلس الجالية المغربية بالخارج مسؤولين و أعضاء، و الوزارات و المؤسسات ذات الصلة، و الرأي العام الوطني و الدولي:
1- أوصى المُشَرِّعُ المغربي بتأسيس مجالس الحكامة المختلفة و باشتغالها بطريقة ديمقراطية وشفافة. فمن اتخذ إذن قرار انخراط المجلس في مبادرة عقد شراكات من أجل تكوين أفراد الجالية للدفاع عن قضية وحدتنا الترابية. أين اختفى السيد رئيس المجلس ، هل هو على علم بهذا القرار، هل تمت استشارة الأعضاء المحترمين الغائبين الصامتين، متى و أين انعقد هذا الإجتماع و أين جدول أعماله. و هل تم إخبار الصحافة بمجمل نقاطه، مسبقا قبل انعقاده كما توصي الأعراف الديمقراطية و كما تشتغل مجالس الحكامة الدستورية المختلفة. و هل هي مبادرة الكاتب العام وحده أم لمجلس فقد مصداقيته و بوصلته ويشتغل دون حسيب و رقيب بتواطؤ مع دوائر حكومية و لوبيات برلمانية و حزبية و مدنية و صحافة مُتَسَوِّلَة تقتات من صمتها و تَسَتُّرِها على الاختلالات التي يعرفها المجلس منذ تأسيسه بمنهجية المحسوبية و الزبونية و اللائحة السوداء التي يعرفها الجميع.

2- ألا تُعْتَبَرُ المبادرة المنفردة للسيد الكاتب العام لمجلس الجالية تطاولا على مهام ليست من صلاحياته و لا من صلاحيات مجلس الجالية ، كَلَّفَ بها المُشَرِّعُ هيئات و مراكز قرار أخرى كوزارة الشؤون الخارجية و مجلس الكوركاص، و الأحزاب السياسية و المجتمع المدني و الحقوقي.
3- أ ليس المجلس هو من يحتاج إلى تكوين على الترافع من أجل قضية وحدتنا الترابية، و الاشتغال بطريقة ديمقراطية و شفافة و التنسيق مع الفاعلين الجمعويين الجادين وذوي المصداقية من أجل مزاولة الشتات المغربي لحقوقه الدستورية في الانتخاب و الترشيح انطلاقا من دوائر انتخابية بمختلف دول الإقامة. أليس من العيب و العبث أن يتخصص المجلس و يجعل شغله الشاغل إفشال كل المبادرات و نسف كل المساعي الرامية إلى تطبيق مضامين الخطاب الملكي ل 6 نونبر 2005 و البنود الدستورية المتعلقة بالمشاركة السياسية لمغاربة الشتات.
4- أ ليس من السذاجة الظن أن الخرجات المتأخرة للسيد الكاتب العام لمجلس الجالية من خلال شراكاته حول قضية الوحدة الترابية تكفي لتوعية الرأي العام الدولي. وعلى أنها كافية لقلب موازين القوى لصالح الطرح المغربي، في الوقت الذي يعلم الجميع هشاشة و رداءة بضاعة جل الباحثين و المعلقين الذين تحفل بهم القنوات المغربية و الصحافة و المواقع التافهة التي لا ترقى إلى مستوى النقاشات الدائرة في المحافل الدولية و الرأي العام و الصحافة الدوليين.
5- إن الطريقة التي تم بها الإعلان عن هذ المبادرة و المبادرة نفسها يمكن اعتبارها عملية تجييش و تعبئة لمواطنين أوروبيين ، رغم أصولهم المغربية. و يمكن تأويلها من طرف مقاولي الرأي العام و الهيئات السياسية الأوروبية و غيرها على أنه تدخل سافر في الشؤون الداخلية لدول أجنبية ذات سيادة من خلال التحكم في شريحة من مواطنيها ذوي الأصول المغربية، في الوقت الذي يحتد فيه النقاش حول قضايا الهجرة و المهاجرين و تعلو فيه أصوات الشعبوية و اليمين المتطرف.
6- نثير انتباه السلطات المعنية أن مجلس الجالية المغربية يشتغل خارج القانون و خارج الشرعية بدون حسيب أو رقيب منذ انقضاء مدة صلاحيته. فقد توقفت اجتماعات جمعه العام و لجانه الفرعية و لا أحد يعلم كيف تؤخذ القرارات التي يتولى الإعلام المرتزق النفخ فيها و الدعاية لها زورا و بهتانا.
7- ندعو جميع السلطات و الأحزاب السياسية و الهيئات المنتخبة و الجمعيات المدنية و الحقوقية و الرأي العام و الصحافة المستقلة النزيهة إلى إعارة الانتباه اللازم إلى الغلاف المالي الذي سيتم رصده للمبادرة من أجل الترافع دفاعا عن قضية الصحراء، و نطالب بتطبيق مساطير المراقبة و المحاسبة و التقييم الجاري بها العمل في باقي المؤسسات العمومية و خصوصا في هذا الوقت الذي تعرف فيه بلادنا انكماشا اقتصاديا و ماليا جراء جائحة كورونا.
و في الختام نؤكد على تمسكنا بحقوقنا الدستورية في الإنتخاب و التصويت انطلاقا من دوائر انتخابية بدول الإقامة. هذه الحقوق التي تأجيلها و يعمل مجلس الجالية جاهدا من أجل إقبارها و قطع الطريق عليها. كما نطالب بالإفراج على قانون مجلس الجالية في صيغته الجديدة بعيدا عن منطق الزبونية و تصفية الحسابات التي أُسِّسَ عليها و يعمل بها مجلس الجالية الحالي.
بروكسل 1 دجنبر2020
Coord.sahara.20@gmail.com

الموقعين:
عبد العزيز سارت، بروكسل
أسماء يولال، بروكسل
هند فاضلي، بروكسل
أحمد ماحو، بروكسل
جدير بنعلال، بروكسل
عائشة باشا، أنتويربن
فاطمة الزهراء الخطاط، مونتريال
وئام البوطاهري، بروكسل
البشير حمري، كوبنهاغن
نجوى بنموسى، أمستردام
مصطفى مجاطي، أَمستردام
حسن العتيق، أمستردام
محمد العلاف، بروكسل
محمد الحموشي، بروكسل
محمد الراشدي، باريس
عبدالرحيم بن عينوس، الموزمبيق
محمد امريزيقى، باريس
محمد الحراق، بروكسل
سعيد السعيدي، بروكسل
صوفيا أغيلاس، باريس
أحمد البرجراجي، بروكسل
عز الدين ليزاني، بروكسل
ليلى فرغاس، بروكسل
عباس حادي، بروكسل–الدارالبيضاء
صلاح الدين بنصغير، أنقرا-تركيا
محمد الرحيب، نيويورك