حيمري البشيرمعاربة العالم

ماذا قدم مغاربة العالم لبلدهم وماذا قدم المغرب لمغاربة العالم؟

سأحاول من خلال الخوض في هذا الموضوع الذي تعتبره عدة جهات حساس ،أن ألقي الضوء على استمرار الحكومات المتعاقبة على عرقلة تفعيل الفصول المتعلقة بالمشاركة السياسية لمغاربة العالم،أسئلة متعددة ، يطرحها العديد ممن يفقهون في السياسة وفي النقاش الديمقراطي .هل مغاربة العالم مقصرين في حق وطنهم المغرب ؟هل هم غير قادرين على مسايرة مايجري في الساحة الوطنية من تطور سياسي واقتصادي ،أم القيم الديمقراطية التي عاشوا بين أحضانها تسبب إحراجا للدولة المغربية بكل مكوناتها السياسية؟لماذا بقيت الفصول المتعلقة بالمشاركة السياسية مجمدة بدون تفعيل منذ سنة 2011 ؟من له مصلحة في عدم إشراك مغاربة العالم في تدبير شؤون الدولة والتمثيلية في كل مؤسسات الحكامة؟من هي الجهة التي تعرقل طموحات العديد من مغاربة العالم الذين يسعون لتجسيد طموحاتهم السياسية على أرض المملكة المغربية .إن الذين يسعون بكل الوسائل والطرق عرقلة دستور 2011 وعدم تفعيل فصول واضحة فيه ، تضمن حق المشاركة السياسية لمغاربة العالم في تدبير الشأن العام .ونتساءل ،من له مصلحة في عدم الإستفادة من الكفاءات المغربية التي برزت سياسيا في عدة دول أوروبية وكان بإمكانها تجسيد نفس القيم الديمقراطية في بلدها المغرب .؟أعتقد أن استمرار تغييب مغاربة العالم وإشراكهم في تدبير شؤون البلاد .ستكون له انعكاسات سلبية في المستقبل وسيؤثر ذلك من دون شك على استمرار التحويلات المالية بغياب المشاركة السياسية .هو واقع سيصبح حقيقة بانقراض الجيل الأول والثاني وباستقرار الأجيال المتعاقبة وانصهارهم في المجتمعات التي يعيشون فيها.مع كامل الأسف النخب السياسية المغربية قد اقتنعت مجتمعة على فكرة استبعاد مغاربة العالم من التواجد في كل مؤسسات الحكامة ليس لأنهم غير مؤهلين سياسيا بل لأن النخب السياسية في بلادنا يخشون من القيم الديمقراطية الغربية .إن تواجد مغاربة العالم في كل مؤسسات الحكامة ،يعني الكثير بالنسبة لمغاربة العالم لكنه يسبب إزعاجا للأحزاب المغربية بصفة عامة والتي مازالت لم تتخلص من كل الصور التي تسيئ للنظام الديمقراطي الذي يطمح له كل المغاربة بكل مكوناتهم .إن مايقدمه مغاربة العالم من دعم مالي من خلال التحويلات ،يفرض على الدولة إشراكهم في تدبير هذه التحويلات المالية التي تلعب دورا إيجابيا في دعم الإقتصاد الوطني ،وتهميشهم في تدبير الشأن العام ،سيفرض عليهم مراجعة مواقفهم من دعم الإقتصاد الوطني والتفكير بجدية في دول الإقامة حيث يتمتعون بالقيم الديمقراطية وممارستها قولا وفعلا .إن الغيرة الوطنية التي جسدها الجيل الأول والثاني وفي غياب تفعيل فصول واضحة في الدستور تدعو لإشراك مغاربة العالم في تدبير الشأن من خلال التواجد في مؤسسات الحكامة ،سيدفع الأجيال المزدادة بالخارج بالإنصهار الكلي في المجتمعات التي تعيش فيها ،وبالتالي سيفقد المغرب تلك التحويلات التي حرص الجيل الأول على استمرارها .إن تغييب التمثيلية لمغاربة العالم في مؤسسات الحكامة يعني مع مرور الوقت فقدان التحويلات الداعمة للإقتصاد الوطني وهذه حقيقة مرة وصادمة ستؤثر لا محالة على الإقتصاد الوطني ،بل ستدفع الأجيال المزدادة بالهجرة بالإنصهار الكلي في المجتمعات التي ازدادت فيها .إن مايقع من مشاكل لمغاربة العالم عند قضائهم لعطلهم في المغرب وسوء تدبير عملية العبور ،يعتبر من العوامل التي تدفع العديد من مغاربة العالم صرف النظر في زيارة المغرب في المستقبل ،وبالخصوص مع استمرار تغييب النقاش حول هذه المشاكل في الغرفة الأولى والثانية .إن استمرار نفس المشاكل كل سنة،سيدفع بالعديد من مغاربة العالم تغيير وجهاتهم السياحية لدول أخرى حيث تتوفر شروط الراحة لقضاء عطلة تترك آثارا إيجابية على الجميع .خلاصة إن مايقدمه مغاربة العالم لبلدهم من دعم مالي يفرض على الدولة المغربية إشراكهم في تدبير الشأن العام وإشراكهم كذلك في حل مجموعة من المشاكل التي يتخبطون فيها كل سنة .إن استمرار تغييب الدولة لمغاربة العالم وتفعيل فصول المشاركة السياسية سيدفع الأجيال المقبلة في فقدان ثقتهم بمؤسسات بلادهم وقبل فوات الأوان لابد من فتح نقاش جدي على مستوى المؤسسات المعنية لحل المشكل.

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube