حزبيات مغربيةسياسةمستجداتمقالات الرأي

رسالة إلى الكاتب الأول للإتحاد الإشتراكي

لا يمكن تغطية الشمس بالغربال

هذا مثل شعبي ينطبق على العديد من الأحزاب المغربية إلا من رحم ربك.القنبلة ،أوسميها الزلزال الذي ضرب حزب الإتحاد الإشتراكي ،لن تنجو منه أحزاب أخرى بما في ذلك التكتل الحكومي الحالي .وماقام به المجلس الأعلى للحسابات عين الصواب التصرف في المال العام وخلق مكاتب للدراسات تستفيد من المال العام ،محرم قانونا بهذا المعنى أن يسند للأقربين ولبعض الأشخاص الذين يحضرون باستمرار مؤتمرات الأحزاب الإشتراكية في الكثير من الدول وبالخصوص الأروبية.وكأنهم هم المؤهلون دائما لتمثيل ليس الإتحاد الإشتراكي وإنما صورة البلاد والدفاع عنها في المحافل الدولية.لا نريد أن تكون حضور المؤتمرات الدولية،حكرا على العائلة وعلى الأقربين.ففي الحزب خزان من الكفاءات القادرة على تمثيل الحزب في مؤتمر الأمم الإشتراكية.إن الجدل القائم حاليا بين الشبيبة الإشتراكية والكاتب الأول ،فضيحة أخرى عندما يسحب الكاتب الأول صفة مناضل اتحادي عن كل من انتقد مايجري ،ليس فقط شبيبة الإتحاد الإشتراكي بفرنسا وإنما كل المناضلين الإتحاديين والذين حضروا كل المؤتمرات الوطنية والمجالس الوطنية وعلى حسابهم الخاص صفة العضوية من الحزب .ويمنح ويزكي أشخاصا ثبت تورطهم في الفساد ،المحكومان عليهما بفاس أبرشان والبوصيري بخمس سنوات سجنا.الإتحاد الإشتراكي لم يعد ذلك الحزب الذي يعتبر استثناءا في المغرب ،بل أصبح يتواجد بينه أصحاب المال والشكارة القادرون على الوصول لقبة البرلمان .ولا يزكي الحزب الذين هم متشبثون بقيم الإتحاد ومواقف الذين استشهدوا من أجل مستقبل مغرب متحرر من الفساد ،مغرب الذي عذب من أجله وسجن العديد من الشرفاء والوفاء للقيم فرض عين على كل اتحادي ،ونزع الصفة عن المناضلين لا تقاس بفضح الفساد والمفسدين والإستبداد داخل التنظيمات الحزبية.إن ردة فعل الكاتب الأول للإتحاد الإشتراكي اتجاه مناضلين شباب ووصفهم بأنهم ليسوا اتحاديين ولا يملكون بطائق العضوية ،والتي كان الشباب المتشبثون بالحزب والمؤتمرون في المؤتمرات المنعقدة منذ سنوات يقتنونها في بداية أشغال هذه المؤتمرات المنعقدة في المغرب .كان الأجدر من القيادة أن تعتمد على هذه الكفاءات لتمثيل الحزب في المؤتمرات الدولية عوض تهميشها ومحاربتها ونهج سياسة تكميم الأفواه أوالطرد من صفوف الإتحاد الإشتراكي .يبدو أن دخول الكاتب الأول في جدل مع الشباب الإتحادي بفرنسا وكل المناضلين الإتحاديين بسبب انتقادهم للفضيحة الذي وقع فيها الحزب فيما يخص الدعم الذي تخصصه الدولة من المال العام للأحزاب ،وغياب الشفافية في تدبيره ،من خلال الشركات التي تم إنشاؤها والأشخاص المسؤولون في تدبير هذا المال وتورط الأقرباء والأصدقاء يفرض اجتماع طارئ للمكتب السياسي والمجلس الوطني ،عوض نهج سياسة الهروب إلى الأمام ،إن علاقة الحزب بمناضليه بالخارج وصلت إلى قطيعة ،في الوقت الذي كان الإتحاد الإشتراكي وأحزاب اليسار يستمدون قوتهم من مناضليه المنفيين لسنوات بالخارج.إن التصعيد الذي تنهجه القيادة في الرد على تقرير المجلس الأعلى للحسابات وبيان الشباب الإتحادي بفرنسا ،خطئ لا يمكن قبوله ،وسيخلق مزيدا من التصدع والتشنج داخل صفوف الحزب .وماحدث يفرض الدعوة لاجتماع طارئ للمكتب السياسي والمجلس الوطني الذي مع كامل الأسف لم نعد ممثلين فيه .مواقفنا ستبقى ثابتة لن تتغير وانتماؤنا لحزب الإتحاد الإشتراكي سيبقى مهما حرص البعض تجريدنا من قيم الإتحاد التي استشهد وأعتقل وعذب من أجلها العديد من الشرفاء وسنبقى نردد الشعارات التي كنا نرددها دائما ،في كل اللقاءات والمؤتمرات الحزبية والنقابيّة اتحادي اتحادي اتحادي نحن ثورة على الأعادي .نحن بحاجة اليوم أكثر من وقت مضى لإحياء ثورة تصحيحية داخل الإتحاد الإشتراكي ،لأننا نحن الذين نرفع باستمرار شعارات لمحاربة الفساد في البلاد ،وإذا عجزنا عن القيام بثورة داخلية وتصحيح يقطع مع الممارسات التي تسيئ للقيم الإشتراكية التي دافعنا عليها باستمرار فيجب على القيادة الحالية أن تتحمل مسؤوليتها في تصحيح ماوقع ولو أدى الأمر إلى إعلان مؤتمر وطني قبل الأوان يكون بمثابة مؤتمر للتصحيح والقطع مع الفساد .

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube