أخبار المهجرحيمري البشير

على هامش حفل الإفطار في مسجد حمد بكوبنهاكن

بدعوة من الأستاذ عبد الحميد حمدي مدير مسجد حمد القطري حفظه الله حضرت حفل إفطار جماعي ضم أئمة وفعاليات جمعوية من مختلف الجنسيات .كانت مناسبة ،تم فيها تجديد النقاش حول المبادرة التي قام بها مجموعة من الأئمة ،والمرتبطة بتوحيد رؤية هلال رمضان وعيد الفطر.استغل البعض هذا الحفل ،للتعبير نيابة عن الذين غابوا عن الإجتماع الذي تقرر فيه توحيد رؤية رمضان وبعده بعد أيام هلال شوال.كانت فرصة وضح فيها كل من الدكتور فؤاد البرازي تشبث المجتمعون سابقا بما تم الإجماع حوله ،وأكد من جديد أن الباب لازال مفتوحا في وجه الغاضبين للإنظمام للمجموعة التي اجتمعت سابقا واتفقت على توحيد الرؤية،وفق الإجتهادات التي اعتمدها المجتهدون في مجلس الإفتاء الأوروبي ،والعديد من المجتهدين من العلماء المسلمين .وتجاوزا للخلافات التي طفت على السطح من جديد بين الفريقين .دعى الدكتور فؤاد البرازي المتشبثين بموقفهم المعارض للإنضمام للفريق الذي اجتمع بالوقف الإسكندنافي وخرج بالبيان الذي تجلى فيه اجتهاد المجموعة بضرورة التشبث والإعتماد بقرارهم الصادر سابقا ،وعدم اعتماد ثبوت أوعدم ثبوت الهلال بالمملكة العربية السعودية،وتجاوزا للإختلافات في تحديد يوم العيد،والذي من شأنه أن يسيئ للجالية المسلمة في الدنمارك في عدم الإتفاق بالخصوص حول يوم العيد الذي يعتبر عند الجالية المسلمة في الدنمارك يوم عطلة وبالخصوص في المدارس والثانويات لأن أبناء الجالية المسلمة اعتادوا الإستفادة بعطلة يوم العيد .إن استمرار الخلاف بين الفريقين يسيئ لصورة الإسلام في المجتمع الدنماركي ويعرقل اعتراف الدولة بيوم العيد كعطلة في حالة إذا لم يحصل اتفاق فيما يخص توحيد رؤيا الهلال.مداخلة كل من الدكتور فؤاد البرازي والدكتور لعوينات تضمنت دعوة واضحة للفريق الذي خرج ببيان سابقا معبرا صراحة عن موقفه المعارض لما اتفق عليه المجتمعون في كوبنهاكن ،والذين اجتهدوا بالإعتماد على رؤية الهلال بالعين المجردة .عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ رَمَضَانَ فَقَالَ: «لاَ تَصُومُوا حَتَّى تَرَوُا الهِلاَلَ، وَلاَ تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ»، أخرجه الشيخان وغيرهما(١).الإختلاف الحاصل في الدنمارك بين مجموعة كوبنهاكن ومجموعة أودنسة ،وأورهوس ،يبين بجلاء الإختلاف الذي لازال قائما ولا تمر سنة في الدنمارك إلا ويكون هناك جدل حول رؤية هلال رمضان، أو هلال شوال، وعادة ينقسم المسلمون إلى قسمين:صائم ومفطر، وبحكم أن البلد ليس بلداً إسلاميًّا كي يتبع المسلم المقيم أهل البلد في مسألة الصوم والإفطار، فما رأي فقهاء الأمة في هذا؟ وهل ستساهم المجامع الفقهية والأزهر الشريف ،وأئمة المملكة العربية السعودية بالتعاون مع العلماء الأجلاء في حل هذا المشكل المتعلق بتوحيد رؤية الهلال سواءا هلال رمضان أوهلال شوال .والأمر يتعلق بصوم الطالب أو بفطره، بناء على ما يعلن في العربية السعودية؟ الجواب: إن كان هناك تجمع للمسلمين يقوم بشؤون المسلمين، فليتبع هذا التجمع ، ماسارت عليه الأمة ويترك الأمر للمجتهدين من الفقهاء ليجتهدوا فيما يثبت به دخول الشهر وخروجه، وإن لم يكن هناك علماء مجتهدون ، فالإنسان ينظر إلى أقرب البلاد الإسلامية إليه فيتبعها.وهنا هل يتبع المسلمون ، تركيا أم المغرب وإن اتبع المسلمون في الدنمارك المملكة المغربية فلا حرج عليهم؛ لأن من أهل العلم من يقول: إن الشهر إذا ثبت في بلد إسلامي لزم حكمه جميع البلاد الإسلامية، ولكن يبقى الأمر المهم أن الناس إذا اختلفوا في هذا الأمر فليكن اختلافهم اختلافاً واسعاً، بمعنى ألا يكون سبباً للعداوة والبغضاء والتفرق؛ لأن هذا ضرر عظيم على المسلمين. مجموع فتاوى ابن عثيمين(19/52).إن الإجتهاد الذي أصبح ضروري من المسلمين في الدنمارك في مسألة توحيد رؤية هلال شوال ،أو رؤية هلال رمضان ،يلزم الإعتماد على الرؤيا المجردة،وإن تعذر رؤية الهلال بالعين المجردة فيجب الإستعانة بالوسائل التكنولوجية الحديثة في روية الهلال لتجاوز كل الخلافات القائمة.خلاصة إن استمرار تشبث الفريقين معا بوجهة نظرهما لايخدم الإسلام كدين في المجتمع الدنماركي والضرورة تفرض من الفريقين معا توحيد رؤية هلال رمضان وشوال ،وتجاوزا للخلافات القائمة يجب الإستعانة بالوسائل التكنلوجية الحديثة في التحقق من رؤية الهلال من عدمه .ومن مصلحة الجالية المسلمة في الدنمارك الجلوس إلى طاولة الحوار لتجاوز الخلافات بينهما فباب الإجتهاد بقي مفتوحا في وجه علماء المسلمين .

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube