أخبار دوليةمقالات الرأي

ذكاء المغرب في القضية الفلسطينية

كتب المدون مصطفى بوكرن:

هناك فرق كبير بين المغرب و مصر، قادة حماس تستقبلهم المخابرات المصرية، وممنوع على الأحزاب أن يقوموا بذلك، وإلا سيتهمون بالجاسوسية، وسيطلقون عليهم الكلب المسعور أحمد موسى…

أنظروا إلى ذكاء المخزن المغربي، قادة حماس يستقبلهم حزب العدالة والتنمية، ويرحب بهم تحت الرعاية الملكية، وبمتابعة أمنية مخابراتية دقيقة لحمايتهم.

بمعنى آخر، الأحزاب تستقبلها الأحزاب، والدول تستقبلها الدولة.

حين جاء أردوغان إلى المغرب، لم يستقبله حزب العدالة والتنمية، بل استقبلته الدولة المغربية. والآن، هنية لن يستقبله الملك محمد السادس، لأنه قيادي في حركة وليس رئيس دولة.

المغرب له أعراف وطقوس..

المغرب مؤهل أكثر من أي دولة أخرى ليقوم بدور مهم في القضية الفلسطينية، لأن له أوراقا كثيرة يستعملها.

إن إعلامنا ليس هو الإعلام المصري، وإلا للأسف هناك من يقتدي به، لأنه لا يفهم طبيعة مخزننا المغربي.

تجد موقعا إلكترونيا أو جريدة تطبل بشكل غريب لتوقيع التطبيع، ويبدو كأنهما يدافعان عن استراتيجية الدولة في ذلك، لكن الدولة التي طبعت تستقبل قادة المقاومة، فيصاب هذا الموقع الإلكتروني أو الجريدة الورقية بعسر الهضم، وكأنهما أكلا صندوق كرموس هندي، لأنهما يتخيلا مخزننا مثل دولة الإمارات، لها منطق حدي في التعامل مع القضايا لا وجود للسياسة في عقل قادتها، يتعصبون لخيار دون آخر.

طبعا كل هذا، لا يعني أن المغرب سيحتكر القضية الفلسطينية، وسيجد لها حلا، كل ما في الأمر أن بلدنا تدبر أزمات خانقة بهدوء وذكاء، تفشل في جولة وتنجح في جولة وهكذا… أما الصراع هناك، فتحتكره الديناصورات الكبرى..لكن يمكن للنمل أن يكون مؤثرا، لأن صغره يساعده على الحركة.

دولتنا تؤمن بهذه الحكمة: “لا تضع كل بيضك في سلة واحدة”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube