مقالات الرأي

جدلية الفيروسات الثلاث كولونا كورونا كورنْ .. ونظام الاستغلال الرأسمالي والجائحات المعاصرة ح 5

كولونا كورونا كورنْ الحلقة الخامسة

الاستاذ والشاعر محمد الفرسيوي// الرباط

في الحلقات الماضية، أوضحنا العلاقة السببية الرابطة بين نظام الاستغلال الرأسمالي (فيروسكولونا)، وبين الأزمات والاختلالات الكبرى في النظام البيئي وفي نظام الصحة والحياة، الحاصلة والمرتقبة، بصفةٍ جليّة، لا غبار عليها (…)، وهذا الأمر ينطبقُ بجلاء على أصول وجذور كورونا ، وذلك بعيداً عن إدخال”نظرية المؤامرة” في الموضوع.. أعني، هنا والآن، من دون إدخال الأبحاث والاختراعات والتجارب القاتلة والقتَّالة للإنسان وللطبيعة والحياة، الموصولة بالمواد الكيماوية وبالأسلحة النووية والبيولوجية والجرثومية والجينية والفضائية، في الحسبان… ومن دون توجيه أصابع الاتهام للولبيات التجارية واللوبيات الصهيو-امبريالية العالمية…؟؟؟ في هذه الحلقة – الحلقة الخامسة – مقاربة للفيروس الثالث؛ فيروسكورونْ … وذلك، في سياق موضوعنا جدلية الفيروسات الثلاث #كولوناكوروناكورنْ ونظام الاستغلال الرأسمالي والجائحات المعاصرة…؟ فماذا نعني بهذا الفيروس القاتل والقتَّال، في آنٍ واحد..؟
يُعنى بفيروس_كورونْ، على وجه الضبط والتحديد، في هذه السطور؛ الإرهاب والتطرف الجماعي والنظامي الأعمى عموماً، وذلك، كلَّما كان نابعاً من اعتقادٍ أو عقيدة ما، دينية أو وضعية، سيّان..
منذ النصف الأخير من القرن الماضي، نشطَ وتمَّ تنشيط الفكر المتطرف النابع من الجهل والاستغلال والحرمان والاجتثاث الاجتماعي ومخططات منظومة الاستغلال الرأسمالي العالمية، في بلدان عدة.. في أفغانستان المجاورة للاتحاد السوفياتي سابقاً منذ الثمانينيات، وفي المنطقة العربية على نطاقات واسعة، تحت إشراف أجهزة الاستخبارات الغربية، وبتأطيرٍ وتمويلٍ من لدن الرجعيات التكفيرية الخليجية، كما نعرفُ جميعاً…
وإننا لَنعرفُ جميعاً أيضاً اليوم، حجم الأموال والفضائيات والفقهاء والدعاية و التدريب والتسليح، الذي أُنفقَ ويُنفقُ في هذا المضمار… وها قد صرنا في منطقتنا على الأقل، بعد ما سُمِّيَ بالربيع العربي؟، نعرف بالأسماء والعناوين مَنْ هم زُرّاعُ ورُعاة هذا الفيروس الخطير، في كل العالم..؟؟؟ أعني “فيروس كورن”.. فيروس الإرهاب والتطرف الأعمى، الجماعي، الظّلامي والمنظم، باسم الدين أو باسم العرق والهويات والطائفية والمذهبية… وإنهم، لعمري، ذاتهم هم وهنَّ، زُرّاع ورعاة الفكرة الصهيونية والكيان الصهيوني ونماذج الحكم الاستبدادية والمتخلفة في أوطاننا…
لا شك أن فيروس كورونا، ومهما ارتفعتْ كلفة أضراره و تبعاته وضحاياه على الأفراد والدول والشعوب، ومهما تأخر وقتُ الوصول إلى علاجه… لا شك أنه يبقى أقل خطورة من “كورون”.. فيروس الاستثمار في الإرهاب والتطرف الأعمى، الجماعي، الظّلامي والمنظم… فهذا الأخير، عصفَ أو يكاد يعصفُ بدول وشعوب.. دمَّر ويدمِّرُ حضارات ومؤسسات، ونشر ولا يزال القتل والدماء والمآسي على أوسع نطاق..
ومما لا شك فيه أيضاً، أن الأنظمة الأكثر رجعية وتخلفاً واستبداداً وتبعيّةً في منطقتنا وفي كل الدنيا، الخاضعة لأوامر ونفوذ منظومة الاستغلال الرأسمالي و”أصحاب المال والأعمال” والدوائر الاستخباراتية الامبريالية والتأثير والنفوذ الصهيوني وغيره… مما لا شك فيه، أنها ستواصل نشْرَ ودعمَ هذا الفيروس القاتل والقتّال بطرق مختلفة، في المناهج التعليمية والمنشورات وفي الإعلام وأماكن العبادة وغيرها… كما سيواصل حكام النظام الاستغلالي الرأسمالي واللوبيات الصهيو-امبريالية تنشيط هذا الفيروس في منطقتنا وكل العالم، وذلك من خلال مخطّطاتٍ ومحاولات مُدمِّرةٍ يائسةٍ من أجل تقتيل الأمل في استعادة السيادة والإشعاع وفي التقدم والازدهار، وبهدف القضاء على فكرة المقاومة والتحرر والانعتاق في بلداننا، وفي بلدان القارات الثلاث، ونشر الرعب والخوف والموت والمآسي في كل العالم، بما في ذلك دول ومجتمعات أوربا وغيرها..
ما العمل..؟
لعله السؤال الجوهري المطروح علينا جميعاً، وعلى كل الدول والشعوب والمجموعات المتطلعة إلى الإمساك بزمام أمورها، وإلى صناعة مستقبلها المزدهر…
في السطور والحلقات المقبلة، تأملات على ضوء هذا السؤال؛ ما العمل…؟.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID