أخبار المهجر

مؤتمر الإتحاد والإقصاء الممنهج

انخرطت في حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية وأنا لازلت شاب بعدما اقتنعت بأفكار مناضل كان يقطن بجوارنا ونشأ متشبعا بالخط السياسي اليساري،وجعل خلال حياته أفكار المهدي وبعدها عمر وعبد الرحيم القدوة في مسيرته ،وخطه في تربية الأجيال على النضال.كان محمد مغفور رحمه الله قدوتنا لمواصلة المعركة. هذا الرجل الذي انخرط في المقاومة من أجل مقاومة الإستعمار الفرنسي،وبعدها من أجل مقاومة كل أشكال الظلم والإستبداد والفساد في المجتمع المغربي .كان رحمه الله شعلة ونموذجا يحتدى به.وجعل أسماء ورموز المناضلين الإتحاديين القياديين حاضرة في بيته وأسرته حيث أطلق أسماء شهداء الحزب والمعارك التي خاضهاا المغاربة على أبنائه وبناته.كنا نتساءل دائما ونحن صغار لماذا اختار إسم المهدي وعبد الكريم ونوال ،وكنا نجهل رمزية هذه الأسماء ومدلولها في الذاكرة المغربية.وتيقنا بعذلك أن المهدي كان رمزا في ذاكرة الإتحاديين والإتحاديات،وأن اختطافه واغتياله سيبقى وصمة عار إلى الأبد حتى تظهر الحقيقة،وأن عبد الكريم الذي أطلقه المرحوم محمد مغفور على أحد أبنائه ،كان بسبب ولعه وحبه لعبد الكريم الخطابي زعيم المقاومة في الريف ،ونوال تأريخا للملاحم والمعارك التي لقنت فيها المقاومة في الريف دروسا للإستعمار الإسباني والفرنسي معا.

كان الراحل مربينا ولقنا دروسا لازلنا نسير على نهجها في محاربة الفساد،وتصحيح المسار الديمقراطي .قضينا سنين طويلة ،وحضرنا مؤتمرات عدة ،وكنا باستمرار نحترم بعضنا وساد نقاش ديمقراطي داخلي وكنا النموذج في المنطقة الشرقية تأطيرا بفضل الحضور المستمر لهذا المناضل الشهم .غادرت المغرب في اتجاه الغرب وبقيت متشبثا بأفكاره ،ومدعما ماديا لمكتب الفرع سنين طويلة.استمر هذا التشبث بالإتحاد الإشتراكي سنين طويلة ،وكنت لسان الحزب ،وحرصت دائما أن أحفظ صورة الإتحاد كحزب يساري ،يقاوم الفساد ،ويقف في صف المستضعفين ،جسدت ذلك من خلال مقالات عديدة كتبتها،وكذلك من خلال تغطية إعلامية لمعاناة مغاربة العالم حتى تبقى صورة الإتحاد أقرب في ذاكرة الهجرة حضرت كل الندوات التي نظمت سواءا داخل المغرب أوخارجه وكنت المواطن المغترب المتشبث بتاريخ حزب المهدي وعمر وعبد الرحيم وقافلة الشهداء الذين سقطوا من أجل وطن يتقاسم فيه الجميع الثروة،من أجل محاربة كل أشكال الفساد.كنت قبل انعقاد المؤتمر الوطني الحادي عشر عضوا في المجلس الوطني.وكنت مجتهدا في الدفاع عن القضية الوطنية في الدنمارك،وحضرت مؤتمرات الحزب الإشتراكي الديمقراطي الدنماركي ممثلا للإتحاد الإشتراكي أكثر من مرة.وكنت دائما أنقل مواقف الحزب الإشتراكي من القضية الوطنية في الجريدة..كما أني كنت نشيطا إعلاميا بحكم تسييري لإذاعة ممولة من طرف وزارة الثقافة الدنماركية،وكان هذا المنبر الإعلامي الذي يسيره مناضل ينتمي للإتحاد الإشتراكي.صورة لامعة كان من المفروض أن تكون امتياز يكون الحزب حريصا على التواصل معها لأن رئيس تحريرها مناضل عاش في حضن الإتحاد ومازال.الظروف التي جرى فيها مؤتمر الإتحاد.ومواقفي الواضحة من الإنتخابات التي جرت في المغرب ،ومواقفي من ظروف التحضير للمؤتمر الحادي عشر، والعهدة الثالثة.ومماجرى في إسبانيا ،من نشر للأضاليل والتحامل على الشرفاء.كان سببا رئيسيا للإقصاء حتى من المنصات التي كانت ،منصة إيطاليا وفرنسا بالخصوص،حيث تواصلت مع عضو المكتب السياسي عن أوروبا فقال لي بالحرف ليس هناك إمكانية..إذا مؤتمر مر في ظروف غير عادية وحرم الكثير من المناضلين في أوروبا من المشاركة،في بلجيكا والدول الإسكندنافية،وغالبيتهم بسبب مواقفهم مماكان يجري في الإتحاد الإشتراكي قبل المؤتمر وأثناء المؤتمر.نأسف لماتمخض عنه المؤتمر ولقطع الطريق على مرشحين كانوا يأملون التغيير لإعادة البناء بعودة كل المناضلين الذين جمدوا نشاطهم السياسي،من أجل انطلاقة حقيقية والقطع مع الإستبداد والتوريث،وبداية الطريق بمنظورجديد.آسف كنا نأمل أن نساهم في التغيير والقطع مع العديد من الممارسات التي رفضتها الأغلبية وليس الأقلية كما يروج له.المستفيذين من الريع.

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube