نزهة الوفي: وزيرة الإستحمار
بقلم ذ. المصطفى القادري – لندن
نعم، أيها السادة إنه زمن إستحمار المواطن المغربي بإمتياز، و كيف لا؟ ونحن نقف مشدوهين أمام عبقرية الوزيرة التي لا مثيل لها في الدنيا أجمعها، إنها أنشتاين في نسختها الأنثوية، رمز الأداء السياسي المتميز و المتفرد في مجال الإبداع الخالص، لترينا المكاسب التي حققناها جميعا من خلال سنوات من العمل الدؤوب دون كلل أو ملل للملمة شمل التجارب المتفرقة كواحات سراب خمرية في عقل عنترة عالم الأحلام.
نزهة الوفي، و أكبر به من إسم، يأخذنا في نزهة الإستمناء حول أقطار الدنيا لتعود إلينا حبلى بأفكار ترعشنا و تنعشنا نحن المحرومين و المحرومات من فيض الإحساس النوراني اللاشعوري، وليد الفكر البكر. الوزيرة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج …. اوف. إنتظروا رجاء، فقد تعبت و توقفت أنفاسي و أنا أحاول أن لا ألهث من شدة التعب الذي انتابني و أنا أكتب تعريف موقعها ذي النكهة الإمبراطورية العتيقة، العريقة عراقة الحبة السوداء الصينية، ومومياء كيلوباترية فرعونية قد حنط برفع الحاء حياؤها الميت منذ الأزل لشدة إمتهان أقدم الحرف الإنسانية.
استوين و اعتدلن و انصتن بتمعن و اتركن أحاديثكن عن الرجال و العطور و معاطف أشهر المصممين و تصفيفات شعوركن الإنسيابية ذات اللون الذهبي، رحمكن الله يانسوة المهجر، يا سيدات المجتمع، يا عاملات الفراولة، فالإعلان خطير، و الخبر بهيج و اليوم حفل و غدا أمر.
الوزيرة تخبركم أن الوزارة منكبة على إعداد منصة رقمية ستكون منبرا للتفاعل و تبادل الخبرات بين الخبراء و المختصين القانونيين و الممارسين المهنيين داخل المغرب و خارجه من أجل إيجاد الحلول المناسبة لمختلف المشاكل و الإكراهات التي تواجه المرأة المغربية المقيمة بالخارج… هييييي هييييي نزهة، نزهة، نزهة ……….
إنه أقصى أنواع الإستحمار الذي تفتق عن غباء الوزيرة و طاقمها، حين تعتبر أن منصة رقمية هي الحل السحري بعد كل هاته السنوات من التقاعس و الفراغ، فمن تريد الوزيرة أن تخدع بهذا الإعلان؟ و متى كتب لمنصات من هذا القبيل النجاح؟ و أين نتاج فينكوم؟ و شبكة الحقوقيين؟ و غيرها من المنصات التي تم خلقها سابقا لتكلف دافعي الضرائب مواردا حري أن يتم تخصيصها لما ينفع يا وزيرة المنفى. كفى إستحمارا لأهل المهجر و استحي.
