تقاريرمستجدات

تنظيمات مغربية سياسية وجمعوية ونقابية ترفض مبادرة التطبيع مع إسرائيل

أحمد رباص
نزل خبر إعلان ترامب عن اعتراف العم سام بمغربية الصحراء الغربية وما ارتبط به من تطبيع للعلاقات بين المغرب وإسرائيل على القوى الحية من الشعب المغربي كالصاعقة. وتبين من خلاله أن ديمقراطيتنا ليست معدة للواجهة  فقط بل هي  والعبث سواء، خصوصا عندما تم الانفراد بهذا القرار دون استشارة الشعب عبر استفتاء عام ودون عرضه للنقاش على البرلمان.وعلى ضوء هذا الحدث المفاجئ واللامستساغ خاب ظن من كان يراهن على أن المغرب سيكون بمقدوره الانفلات من أحابيل “صفقة القرن” وضغوطات امريكا إذا ما اتجه نحو الانفتاح على قوى دولية منافسة لأمريكا والاتحاد الأوربي كروسيا والصين. نعم، خاب ظن هؤلاء المراهنين حتى ولو اختارت بلادهم الاستنجاد باللقاح الصيني لمحاصرة  جائحة  كوفيد 19.وما كادت تتلاشى ملامح الاستغراب وارتسامات التعجب  من هكذا قرار عن  وجوه المغاربة  المناصرين  للقضية الفلسطينية والمنددين  بالغطرسة  الصهيونية حتى  هبوا  إلى التكتل في عاصمة البلاد وتوحيد كلمتهم من خلال بيان استنكاري رأى النور على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي بعد مرور زمن قياسي على هذا الحدث الذي أجج غضب الهيئات المغربية الداعمة للقضية الفلسطينية والمناهضة لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيونى.يمكن تصنيف هذه الهيئات الموقعة على هذا البيات إلى  فئة الأحزاب السياسية وفئة النقابات وفئة الجمعيات. ضمن الأحزاب  نجد مكونات فدرالية اليسار الديمقراطي بتنظيماتها الشبيبية بالإضافة  إلى  النهج  الديمقراطي وشبيبته وتنظيم اليسار المتعدد. على المستوى التقابي، حظيت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل والجامعة الوطنية للتعليم/التوجه الديمقراطي والجامعة الوطنية للقطاع الفلاخي التابعة للاتحاد المغربي للشغل بشرف التوقيع على هذا البيان.اما الفئة الثالثة الخاصة بالجمعيات فهي  تتكون  في غالبيتها من هيئات مدنية جعلت من التضامن مع الشعوب، وعلى رأسها  الشعب الفلسطيني، والدفاع عن حقوق الإنسان وحماية المال العان ومحاربة الرشوة..إلخ، أهدافا لها.

يبدأ نص البيان بعبارة تفيد ان فلسطين أمانة والتطبيع خيانة، يليها جرد شامل للاعتبارات الموضوعية الوجيهة التي انطلقت منها هذه التنظيمات المغربية المقاومة لتطبيع والمدعمة للشعب الفلسطيني لإصدار هذا البيان. فإيمانا بعدالة القضية الفلسطينية، ونظرا لأن الكيان الصهيوني كيان استعماري عنصري وعدواني تم غرسه فوق أرض فلسطين من طرف الاستعمار البريطاني والإمبريالية العالمية بقوة الحديد والنار، واستنادا إلى موقف الشعب المغربي بكل قواه الحية، المدعم للشعب الفلسطيني في كفاحه من أجل تحرير أرضه وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة والديمقراطية على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس، ووفاء لأرواح شهداء الشعب المغربي الذين سقطوا في الميدان دفاعا عن القضية الفلسطينية، وأولئك الذين استشهدوا من أجلها هنا في المغرب، فهي تدين بقوة المبادرة التطبيعية للدولة المغربية مع الكيان الصهيوني، التي تزج ببلادنا في مستنقع خيانة القضية الفلسطينية ودماء شهداء شعبنا؛وبنفس الاعتبارات، تعتبر هذا اليوم (الخميس10 دجنبر) يوما أسود ينضاف إلى تاريخ النظام المخزني التطبيعي الطويل بعد إعلانه عن الشروع في تطبيع شامل لعلاقاته مع الكيان الصهيوني. كما ترفض قرار التطبيع الذي يتنافى مع موقف الشعب المغربي وقواه الحية، ويشجع على استباحة الدم الفلسطيني، وينتهك حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على أرضه في اليوم العالمي لحقوق الإنسان؛واختتمت التنظيمات بيانها بالتأكيد تضامنها مع الكفاح التحرري للشعب الفلسطيني بكل فصائله المقاومة، موجهة دعوتها لكل الهيآت المغربية الداعمة للقضية الفلسطينية وكل المواطنين والمواطنات الأحرار من أجل مزيد من النضال الوحدوي لمواجهة وإسقاط قرار التطبيع المخزني مع الكيان الصهيوني.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube