مقالات الرأي

لماذا لا يَوجه السلفيون بوصلة جهادهم “المقدس” نحو تحرير اوطانهم وتطهيرها من الفساد والاستبداد قبل التفكير في تحرير أروبا من الكفروالفسق ؟

الحسين فاتش

من الأمور المثيرة للحيرة والتساؤل في أمر التيارات السلفية الفاشية ، ان اجندتها خلت تماما من اي مشروع يهدف الي تحرير اوطانها الأصلية من براثين الطغيان والدكتاورية لغاية استتباب الدمقراطية وتشييد صرح دولة الحق والقانون واستصلاح مختلف منظوماتها التعليمية والاقتصادية والصحية والمؤسساتية والعودة للعيش بها، بدل إهدار جهدها واضاعة الوقت وتفويت الفرص في توجيهها لبوصلة “جهادها” نحو مشاريع وهمية تهدف الي تشييد بنيات الخلايا السرية وإقامة المنظمات الإرهابية وإعداد إمبراطوريات الدم والقتل والتدمير في عقر ديار الشعوب الغربية التي كل ذنبها انهااستضافتهم بين ظهرانيها كطالبي،اللجوء و اكرمتهم من جوع ومنحتهم الحقوق التي يحرمون منها من قبل حكام اوطانهم الطغاة ؟قد نتفهم تأثر فكر الجماعات التكفيرية بالايديولوجية الإخوانية صانعتها التي تكفر بالدمقراطية وتعتبرها بدعة من بدع الغرب الكافر، لكن لماذا تتهافت أقوام من تلك الجماعات وتدخل في سباق محموم على الهجرة والإقامة ببلدان غربية تحكمها أنظمة حكم ديمقراطيةان كانت بالفعل تعادي الدمقراطية وتحاربها وتتهمها بالكفر والالحاد و الفسق وتقول عنها أنها تتعارض مع النظام السياسي في الإسلام؟ منتهي النفاق و الجبن والخسة والندالة ان تبيع كل أمتعة بيتك او تضطر لان تقترض المال من الأقارب والأهل لكي تمول رحلة “هروبك” من وطنك حيث تفرض عليك عيشة الذل والَمهانة، وتشد الرحال في مغامرة تقودك لقطع آلاف الأميال من مسافات الابحار بقوارب غاية في الهشاشة وان قدر لك ان تلتلف على الموت الذي يتربص بك في كل دقيقة وتصل بر الأمان حيث تستضيفك شعوب متحضرة مفعمة نفوسها بمشاعر الإنسانية تضع فيك كل ثقتها وتمنحك الملبس والماكل والمأوي ومنصب شغل تكسب به قوتك يعيد لك الكرامة التي جردك منها حكام بلادك التي فررت من جحيمها، وماان يطيب لك المقام وتستطيب حلاوة العيش وتغترف من نعيم الدمقراطية والعدالة وتحقق كل أمنياتك، حتى ترفض الاندماج ،و تحلق شاربك وترخي تلك المكنسة (الشطابة) وتغلف زوجتك وبناتك في البرقع والحجاب والنقاب والعبايات او ماتسميه اللباس، الشرعي، وتخلق المشاكل في المدارس، وتتسبب في اختلال القيم واضطراب القوانين واغراق مؤسسات الدولة المضيفة في التفاهات و النقاش الزائد حول بدعك وترهاتك وفتاوي شيوخك ،فتتشنج في نهاية المطاف وتخرج سيف الحقد والكراهية من غمده وتشحذه لتقطع به رؤوس النساء في عقر دور العبادة وتزهق أرواح من أحسنوا إليك ظلما وعدونا من دون شفقة ولا رحمة او تفجر ذاتك في جمَوع منهم فتقتل الأطفال والنساء والاجنة والشيوخ .استغرب من الموقف الفولكلوري الذي ظهر به الرئيس التركي رجب الطيب اردوكان في مواجهة اعلان فرنسا عن تشديد الخناق على المعاقل والاوكار التي تعشش بها المنظمات السرية والهيأت التي تروج للفكر السلفي الفاشي ، فلتركيا مئات الالاف من الأتراك توفر لهم فرنسا فرص الشغل في قطاعات التجارة و البناء بل لا يستبعد ان يكون بينهم مهاجرون بلا اوراق تغمض فرنسا العين عن تواجدهم الغير الشرعي فوق اراضيها بينما يتصرف اردوكان بصلف وعنجهية راديكالية تفوق فاشية حزب لوبين تجاه المهاجرين المسلمين الغير الشرعيين الذين يدخلون تركيا، والسيد اردوكان المشارك الغير المباشر في جريمة ذبح واذابة جثمان الصحافي عدنان خاشقجي حاول مواجهة ماكرون ندا للند في تجاهل تام لهده الحقائق كما لو كان في منزلة انجيلا مركل رئيسة حكومة قاطرة اقتصاد المجموعة الاروبية. وكما ليس، في القنافذ املس، فلا يوجد بين حكام المسلمين حاكم بايادي طاهرة جدير بأن يكون مثار فخر واعتزاز من لدن المسلمين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube