مستجداتمقالات الرأي

المرجعية الحزبية في ظل الفقر السياسي فكريا

بأزرار أبو سرين

كلما تعلق الأمر بالمرجعية الإيديولوجية والفلسفية والثقافية لهيئة سياسية معينة ، إسطدمنا كملاحظين بالشرخ الصارخ بين هذه الآليات الفكرية وبين الحياة الحزبية على مستوى الممارسة وتفعيل كل ماهو نظري في هذا الباب وجعله حيا واقعا فقط لأن الفاعل السياسي لم يستطع إلى الآن الفصل بين السياسة كفلسفة وبين السياسة كرؤيا وبين السياسة كآلية لتدبير الحياة العامة .
إن المتتبع للشأن السياسي وطنيا سيدرك بمالا يدع مجالا للشك أن الحياة الحزبية وعلى غير سابق العهود أصبحت في ضبابية شاملة تحجب الرؤيا عن المستقبل وذلك للنقص الحاد في إستيعاب المرجعيات .
إن الفاعل السياسي المتحزب وبناءا على واقع الأمور والمجريات على الأرض ، غدا امام اللعبة السياسية عنصر مفعول به في الإعراب السياسي الناجم عن الخواء على مستوى القيم الفكرية المفروض التشبع بها داخل مدرسة سياسية .
فبين إشتراكية مشوهة وليبيرالية مستنسخة ويمين أجوف ويسار خارج النص السياسي ضاع هذا الفاعل فلم يتبقى من طموحاته إلا ذاك الكرسي الذي تشد إليه الرحال من كافة المواقع خارج المرجعيات . كرسي أصبح مطمعا وقبلة لأهواء شخصية ونزوات ذاتية بعيدا عن البنيات التأسيسية للتنظيمات السياسية لقد أصبح لزاما أكثر من أي وقت آخر على المدرسة السياسية أن تجند طاقاتها لإعادة إعتبار إلى المرجعيات التي أغرقها الترحال بين الأحزاب في أوحال شخصنة السياسة .
لقد آن الأوان أن ترتبط التنمية بمفهومها الشامل برؤية سياسية إنطلاقا من الصفوف الدراسية فمن شاب على شيء شاب عليه كما يقول المثل .
فلا الحياة الحزبية أصبحت قادرة على رسم معالم مرجعياتها فلسفة وفكرا في الممارسة السياسية ولا الحياة الحزبية أصبحت قادرة على لعب دورها كاملا في التربية والتأطير السياسين .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube