مستجداتمقالات الرأي

عيد الشغل بطعم البطالة

ا

بأزرار أبوسرين

من المعلوم أن السياسة علم الحلول والقرار السياسي مفتاح للبناء وللهدم معا حسب نوع السياسة ومتخذ القرار .
كم من سياسة عبر التاريخ بنت وأخرى هدمت ؛ وكم من سياسة شيدت واخرى قفزت على الزمن وانتهى بها المصير إلى مزابل التاريخ .
إن القرار السياسي ما لم يكن مشفوعا بآليات سليمة في تنزيله فإنه يظل غير ذا جدوى رغم مقاصده السليمة وأسسه العلمية التي لا يختلف حولها إثنان .
إنها صورة لواقع غدت فيه السياسة رغم نبلها عرضة للكراهية لان المسؤول الحكومي والبرلماني والنقابي والحزبي تعوزه الحكمة في جعل السياسة أداة لخدمة الصالح العام إنطلاقا من مفهومها اللغوي البدائي أي ان السياسة من ساس يسوس ومعناها حسن تدبير الأمور .
ماذا يعني قرار إغلاق مقاولة دون إجراء مصاحب يحفظها من الزوال والإفلاس ويأخذ بعين الإعتبار القوت اليومي للعاملين بها ؟ ماذا يعني قرار إلغاء الحفلات دون أن تكون لهذا القرار تدابير إحترازية تحفظ السلم الإجتماعي لعشرات الآلاف من المواطنين العاملين بالقطاع ؟
إنها قرارات فوقية يتم اتخاذها داخل مكاتب مكيفة لا علاقة لها بالواقع على الأرض لأن المسؤول يوقع القرار على مكتب فاخر وهو جالس على أريكة لا أحد يملك غيرها لا يرى العامة إلا من زجاج السيارة التي تنقله من وإلى بيته ؛ ممنوع من يزوره ، ممنوع من يقابله ، ممنوع من يسأله ؛ فبيننا وبينه حارس وموظف ورئيس قسم ومدير مصلحة ومستشار الديوان ورئيس الديوان والكاتبة الخاصة . لكي تمر على هؤلاء يلزمك جواز سفر دبلوماسي من الأمم المتحدة .
هذا هو الواقع المر حين تغدو السياسة كاريكاتورية امام اسئلة مرهقة ومتعبة حين يحل وزير الشغل على شاشتنا الصغيرة كي يخبرنا بأشياء لا يتصورها إلا هو ومن يحيط به ممن شملتهم رحمة الوطن ليظل الكادح يسائل الأيام بأي حال عدت ياعيد الشغل .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube