كلمات* .. في قرآن آخر ونبي آخر في المغرب

*موظف أودري أزولاي : نحن لنا قرآننا
أحمد ويحمان
×> “نحن (يقصد الأمازيغ) لنا قرآننا!.. وعدد سوره ثمانون سورة، منها سورة الحنش!”هكذا قال صاحب البرنامج، فأجابه ضيفه:”نعم، هناك قرآنات وأنبياء كثيرون بعد محمد…”وتستمر المهزلة ! غير أن هذه المهزلة، على تفاهتها الظاهرة، تخفي خطرًا جسيمًا؛ إذ ليست مجرد شطحة فكرية أو عبث إعلامي، بل هي حلقة من مشروع تخريبي متكامل، تُديره مراكز أبحاث ودوائر استخبارات واستثمارات أجنبية، هدفها زعزعة أمن المغرب واستقراره، بل ضرب كيانه ووجوده الحضاري من الجذور. لقد بلغ التجرؤ على عقيدة المغاربة ودينهم هذه الأيام. مستوى غير مسبوق، تجاوزت فيه الوقاحة كلَّ الخطوط الحمر، وتحول العبث بالمقدسات والأمن الروحي إلى مشهد علني يمرّ عبر الشاشات دون رقيب ولا حياء. المناسبة هي ما جرى في حلقة جديدة من برنامج المدعو عبد الخالق كلّاب، الذي استضاف قبل يومين محمد المسيح في حلقة حملت عنوانًا خطيرًا ومستفزًّا : *> «قرآن بورغواطة.. حقيقة تاريخية» !* في هذا اللقاء، لم يتورّع المضيف ولا ضيفه عن الترويج لما أسمياه “قرآنات متعددة وأنبياء جاءوا بعد النبي محمد ﷺ”، بزعم أنها “قرآنات بلسان أقوامهم”! وقد ركّز صاحب البرنامج على ما سمّاه “قرآن صالح بن طريف البورغواطي” المكوَّن – كما زعم – من ثمانين سورة، وذكر أسماء بعضها، منها “سورة الحنش” وغيرها من السور المزعومة، ثم خلص إلى قوله المشين: *> « إذن فنحن لنا قرآنُنا ! »* ويقصد بـ«نحن» – في سياق كلامه – الأمازيغ ! . لكنّ المفارقة الفاضحة أن هذا المدعو كلّاب، الذي يتحدث باسم الأمازيغ ويدّعي الدفاع عن “هويتهم”، ليس أمازيغيًا أصلًا، ولا يعرف ولا يتحدث الأمازيغية، بل إنه اعترف هو نفسه بأن أمه عربية إدريسية وأباه معقلي من أصول عربية !فبأيّ حق يتحدث باسم الأمازيغ؟ وبأيّ وجه يزعم تمثيلهم؟ إنّ الأمازيغ الأحرار منه ومما يدّعيه برءاء، وهو لا يمثّل إلا المشروع التخريبي الصهيوني الذي يستغل الأمازيغية ستارًا لضرب الإسلام والعروبة والمغرب. هكذا، بكل استخفاف، يُعبث بعقيدة الأمة في إعلام مغربي مفتوح، دون أن تتحرك مؤسسات البلاد لحماية معتقد الشعب المغربي ودينه الرسمي وهويته الحضارية الراسخة منذ أربعة عشر قرنًا. غير أن المفاجأة الفاضحة جاءت على لسان الضيف نفسه، حين كشف أن هذا اللقاء سبقه اجتماع موسَّع في مراكش جمعه مع المضيف ومع كلٍّ من أحمد عصيد ورشيد أيلال!وهنا يصحّ المثل العربي: إذا ظهر السبب بطل العجب ! فهذان الشخصان معروفان، لدى القاضي والداني، بانشغالهما، ومنذ سنوات، على نقض عرى الإسلام عروةً عروة، تحت يافطات “النقد التاريخي” و“التنوير” و“الحرية الفكرية”، في الوقت الذي تكشّفت فيه علاقاتهم وارتباطاتهم بأجندات مشبوهة تعمل، في العمق، على تطبيع الوعي مع المشروع الصهيوني واختراق البنية الدينية والثقافية للمغرب. وليس غريبًا أن يكون المدعو كلّاب من المستفيدين من موقعٍ في منظمة اليونسكو التي تتولى إدارتها أودري أزولاي – Audrey Azoulay، ابنة أندري أزولاي – André Azoulay، مهندس الاختراق الصهيوني في المغرب، الذي وشّحه رئيس الكيان الإرهابي هرتسوغ بوسام الشرف الرئاسي قبل نحو سنتين، كما وشّحته المنظومة التطبيعية بما سُمِّي «شعلة أبراهام»! لقد نبّهنا في كتابنا «بيبيو!.. الخراب على الباب» قبل ست سنوات، إلى ما يجري تحضيره تحت عنوان “البورغواطية” و”القرآن البورغواطي” وكيان ما يسمى “تامسنا”، ضمن الكيانات الستة التي يُحضَّر لتقسيم المغرب عليها، وإلى أنّ الأجندة الصهيونية بالمغرب تتحرك وفق مثلث استهداف واضح الأضلاع: الإسلام، والعروبة، والدولة.وها نحن اليوم نرى بأعيننا كيف قطع هذا المشروع أشواطًا خطيرة في كل الاتجاهات :في الإسلام: بتشويه العقيدة وإفساد المرجعية الدينية الجامعة، حتى بدأنا نسمع – وبالصوت والصورة – من يقول إن الرسول محمد ﷺ صهيوني!في العروبة: بتفكيك الهوية الجامعة وربطها بالكيان الغاصب عبر شعارات زائفة، والهجوم على اللغة بمشاريع التلهيج وغير ذلك.وفي الدولة: بتحويل المؤسسات إلى أدوات تمرير وتلميعٍ للاختراق التطبيعي الثقافي والسياسي، بل وصل الأمر إلى المساس المباشر برئيس الدولة، إذ سمعنا بالصوت والصورة من يقول إن الملك يهودي ولا علاقة له بآل البيت ! لقد بلغ السيل الزُّبى، وآن للأمة أن تستيقظ.إنّ العبث بعقيدة المغاربة هو العبث بأساس وجودهم الحضاري، وهو المقدمة لهدم كل ما تبقّى من سيادتهم ومنعتهم الروحية. أما الذين يروّجون لفكرة أن «لنا قرآننا ونبينا»، فليعلم الجميع أن هذا الكلام، بالنسبة للمغاربة، لا يدخل في دائرة حرية فكرية، بل هو عمالة فكرية وسياسية ترمي إلى نسف الإسلام من الداخل، خدمةً لمشاريع الهيمنة الجديدة التي تتخفّى وراء أقنعة “الأمازيغية الصهيونية” و”الحداثة المعلّبة”. وهذا ما تفضحه ارتباطات بعض هؤلاء مع المشاريع الصهيونية، وعلاقات بعضهم بضباط استخبارات الاحتلال. لقد حذرنا مرارا من تسللات خفافيش معهد موشي ديان (المرابط بوزارة الحرب الصهيونية) .. وعلى رأسهم بروس مادي ويزمان.. الذي يجوب المغرب طولا و عرضا.. بمساعدة أعوانه الذين سماهم حسن أوريد (الناطق باسم القصر الملكي سابقا) : “شبكة ويزمان”… في غياب لأي رقابة او حماية او تصدي من الجهات المسؤولة بالدولة عن أمن البلاد و العباد … بل الأدهى و الأمرّ ان ويزمان يحضر ندوات و مهرجانات ممولة بالمال العام و تحظى ب”الرعاية” .. مثل مهرجان فاس للثقافة الأمازيغية.. بحضور أحمد عصيد و مريم الدمناتي عن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية .‼️…
لا بل إن هذا المعهد نفسه لم يجد الا عنصرين من عناصر خدمة الإختراق الصهيوتطبيعي والصهينة الشاملة للأمازيغية من أجل تكريمهما بوسام الجائزة الأولى للفيلم الوثائقي الأمازيغي.. وهما كل من بوبكر أوتعديت و كمال هشكار.. المعروفين جدا بارتباطاتهما مع الصهاينة في إنتاج أفلام بروباغندا صهيونية برعاية من تل أبيب.. بل والتوشيح هناك بأوسمة تحت العلم الصهيوني في مؤسسات حكومية واستخباراتية
‼️
هذا دون نسيان الإختراق الخطير لمؤسسات إعلامية رسمية عمومية من قبل شبكات وعناصر خادمة لهذه الأجندة كلها .. وخاصة القناة الثامنة الأمازيغية.. وهو ما وقفنا عليه اكثر من مرة بالوثائق والقرائن . ‼️
*آخر الكلام*
إنّ ما يُبثّ اليوم باسم “النقاش الأكاديمي” و“البحث التاريخي” ليس سوى واجهة لاختراقٍ صهيونيٍّ خطير يستهدف دين المغاربة وعقيدتهم ووحدتهم الوطنية.
وإذا لم تتحرك المؤسسات الدينية والعلمية والسياسية بحزمٍ، فسنستيقظ ذات صباح على أجيالٍ تُنشَّأ على “قرآن بورغواطة” و“نبيٍّ صالح بن طريف بن شمعون” !
ولنتذكر جميعا، ما حصل، قبل أسابيع فقط، مشهد وقوف المدعو كلاب وعصيد و “الشيخ” الفيزازي، في خشوع، بإشارة من “الحاخام” كادوش لينفخ في قرن كبش ويتلو عليهم ما تيسر من إصحاحات التلمود !فهل من مدّكر؟
————————-×
رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع




