رسالة مفتوحة للمكتب السياسي للإتحاد الإشتراكي

لم أكن مطلقا أفكر لفتح نقاش على صفحات المواقع الإلكترونية ،حفاظا على الحزب الذي تربيت فيه منذ صغري وكان المرحوم محمد مغفور رحمه الله المناضل الباسل الذي واجه تحديات كبيرة وعانى من اعتقالات وتعذيب يشهد بها الجميع ،كان رحمه الله النموذج الذي يسعى الجميع للإقتداء بمواقفه،وهوالذي ترك بصماته في مسيرتنا النضالية ،فكان المهدي وعبد الكريم ،وعبد المجيد وجمال أسماء أطلقها على أبنائه الثلاثة ،وفاءا لزعماء سياسيين تركوا بصماتهم في النضال السياسي ،وبقوا راسخين في ذاكرة الشعب المغربي .من ينسى من المغاربةالأثر الإيجابي الذي تركه المهدي بن بركة والحرقة التي لازالت في ذاكرة كل المغاربة الذين مازالوا يطالبون بجثته حتى يسيروا في جنازة تبقى راسخة في ذاكرة الأجيال ،من منا من الأجيال التي رحلت أولازالت حية ترزق ينسى البطل عبد الكريم الخطابي والمعارك التي خاضها ضد المستعمر الإسباني والفرنسي معا في معركة أنوال .ووفاءا لقافلة من المناضلين الإتحاديين ومنهم الحاج محمد مغفور رحمه الله التحقنا بحزب الإتحاد الإشتراكي وبقينا على العهد كتلة من المناضلين الشرفاء وفاءا لماقدمته قافلة من المناضلين منهم من رحل لكنه خلف جيل يفتخر بالتربية التي تلقاها على يديه أوعلى أيديهم .أنا واحد من الذين يحزنهم مايجري داخل حزب تربى فيه على قيم النضال ،وبقيت على صلة من المناضلين الشرفاء ،وشاركت في معارك كثيرة حفاظا على صورة الإتحاد الإشتراكي وعلى صورة زعمائه التارخيين ،وغادرت المغرب وبقيت ملتزما بقيم الإتحاد والتربية التي تلقيتها على يد زعماء رحلوا حتى أكون نموذج الإتحادي الملتزم الذي لا تغير ،ومن بعيد على مدى ثلاثة وثلاثين سنة بقيت ملتسقا بالإتحاد ومناضلي الإتحاد الذين لازالوا على قيد الحياة وفاءا للتربية التي تلقيتها على يد الذين رحلوا ولكنهم تركوا بصمتهم للتاريخ .يؤلمني مايجري داخل الحزب في أفق المؤتمر الثاني عشر ،هل سيكون مؤتمرا للمصالحة وفاءا لكل الذين عذبوا واستشهدوا وكذلك للذين بقوا على العهد صامدين لتاريخ الحزب ولزعمائه الذين قدموا ضريبة النضال .هل سيعرف الحزب في أفق المؤتمر الثاني عشر محطة انتقال حقيقية ،لجمع الشمل ،من أجل ترسيخ قيم الإتحاد الحقيقية التي تربينا عليها،ذلك ما يسعى إليه كل الذين يتأسفون لواقع المغرب 🇲🇦 الحالي والفساد الذي تورط فيه العديد حتى أصبح المجتمع ينظر نظرة تشاؤمية لكل الأحزاب وأصبح الجميع يطلق مصطلح (كاع ولاد عبد الواحد واحد) بمعنى كل الأحزاب فقدت قيمها ،وكل الأحزاب تتحمل المسؤولية في الفساد الذي أصبح ملتسقا بالنخب السياسية.هل سيكون الإتحاد الإشتراكي الإستثناء ولا يسعى القائد لتجديد العهدة الثالثة والرابعة و…..ويكون بذلك الإتحاد مثل باقي الأحزاب التي أفسد ارتباط المغاربة بالنخب السياسية.حتى أصبح المغرب على شفى الهاويةوطلق الشباب الأحزاب السياسية الطلاق الثلاثة .إن مايجري من فساد ونهب ،أدخل المغرب في منعطف خطير .يجعلنا نحن كذلك نعاني من المرحلة ونتطلع أن يكون المؤتمر الوطني الثاني عشر مؤتمراً للمصالحة الحقيقية وفاءا لروح كل الذين استشهدوا وعذبوا حتى يبقى الإتحاد حزبا يقطع باستمرار مع كل الممارسات التي تسيئ لتاريخ هذا الحزب ولشهدائه .وقبل أن أختم تدوينتي لابد من الإشارة أن العديد من المناضلين الإتحاديين الذين اختاروا العيش خارج الوطن لكنهم بقوا مرتبطين بالحزب وفاءا لتاريخه ولكل الشهداء الذين قدموا أرواحهم في سبيل الحزب ،وبقوا ملتصقين بهذا الحزب ،لا نريد أن يواجه بالجفاء والإقصاء ونحن على أبواب المؤتمر الوطني الثاني عشر .لمواقفنا اتجاه مايجري ،نحن أمام محطة ،إما نكون جزءا من النقاش الديمقراطي الحقيقي ونساهم بدورنا على وحدة وتماسك هذا الحزب احتراما لأرواح الشهداء واحتراما لكل الذين عذبوا ومازالوا يعانون من آثار التعذيب ومن أجل ذلك نحن جميعا علينا أن نتحمل طبيعة المرحلة التي يمر بها الحزب ويجب أن نواجه التحديات الكبيرة التي يعيشها الحزب ونتجاوز المرحلة،بالصمود والثبات على العهد ،وستبقى اتحادي اتحادي الشعار الذي رفعناه في المؤتمرات التي شاركنا فيها راسخة في أذهاننا سنرددها مادمنا على قيد الحياة .
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك