غير مصنف

جواب محتمل على سؤال حارق

الفاعل السياسي عزيز نداء المغرب

بعد الهزائم والانتكسات التي يسجلها اليسار منذ سنين طويلة بكل مكوناته و حساسيته وبعد الهزبمة النكراء السياسية و الانتخابية الاخيرة يصبح سؤال ما العمل ؟ ضخما وحارقا اأكثر من أي وقت مضى. سبق و كتبت على حسابي على الفيسلوك على أن الأولوية اليوم هي للفكري الثقافي والمجتمعي ، مع ذلك يبقى المدخل تنظيميا بالضرورة. حسب تصوري الحل التنظيمي المتاح أكثر من غير ، وهذا لا بعني انه يهل وبسيط، يتطلب عودة احزاب فدرالية اليسار للقاء مجددا وفتح ابواب الفدرالية على باقي مكونات اليسار واخص بالذكر الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية و حزب التقدم والاشتراكية و حزب النهج الديمقراطي. في هذا اللقاء تحت مظلة فدرالية اليسار يحتفظ كل مكون بكامل حربته السياسية و التنظيمية على أساس ان المرحلة الجديدة من مسار فدرالية اليسار الديمقراطي بكل تناقضاتها ومخاطرها هو لانجاز مهام فكرية ثقافية و مجتمعية ومن خلال التقدم على هذا المسار قد تبرز معطيات واشكال تنظيمية جديدة يتم من خلالها تجاوز المعوقات الحالية للفدرالية.
مذا نقصد هنا بأولوية الفكري و المجتمعي؟ قد لا تكون إجابتي كافية أو مقنعة في هذه اللحظة لكني اكتفي في هذه المساهمة بإعادة تعميم وثيقة كنت نشرتها يوم 18 شتنبر 2020
……… ………. ….
ورقة حول

  • مبادرة مواطنون*

تهدف هذه المبادرة إلى الإنخراط الواسع في عمل ميداني للمساهمة في تأطير الساكنة ومصاحبتها ومواكبتها في تحركاتها من أجل تحديد وطرح و معالجة مختلف المشاكل والقضايا التي تواجهها في حياتها اليومية في إطار جماعاتها الترابية سواء
كانت جماعات منتخبة أو جماعات إدارية أو
مصالح إدارية تابعة لمختلف الوزارات.

من هذا المنظور فإن أول المهام التي سيكون علينا انجازها هو وضع استراتيجية تواصلية مناسبة تمكن الساكنة من طرح أفكارها ومقترحاتها المتعلق بمختلف أوجه الحياة اليومية في واقعها المحلي أكان قرية أم مدينة أو إقليما أو جهة مما سيمكن عملية التواصل هذه من تكوين بنك للأفكار يكون قاعدة ومنطلقا لإنجاز دراسات عبر بنية مرنة يجب ابتكرها قصد إنشاء بنك للمشاريع .

إن مشاركة الساكنة في هذا المجهود الأولي سيحتاج من جهة لتوسيع قاعدة المشاركين في الحوار العمومي ومن جهة ثانية لتوفير ٱليات وتقنيات لتحديد أوجه الخلاف بين صفوف الساكنة، إما لأسباب ثقافية أو اقتصادية أو عرقية أو دينية، وتحليلها وتدليلها وصولا لأوسع مساحة من المصالح المشتركة. بعد ترتيب الأولويات ستوجب وضع خطة وبرنامج ترافعي أمام كل المتدخلين في تدبير الشأن المحلي من مجالس جماعية قروية أو مجالس مدن أو مجالس جهات أو سلطات إقليمية أو ولائية وكذا مسئولي مختلف المصالح الخارجية للوزارات وإذا اقتضى الأمر المرافعة أمام مختلف المؤسسات التشريعية والتنفيذية المركزية.

قد تنتهي تجربة الترافع في ظروف محددة إلى أن تتحول الملفات والمشاريع لبرامج إنتخابية جماعية أو جهوية مع ما يتطلبه ذلك من ضرورة فرز فرق مرشحين من بين المواطنين الذين شاركوا في مسار العمل التحضيري والترافعي وفق مساطر ديمقراطية شفافة ونزيهة.
تتجه المبادرة إذن نحو توسيع مشاركة المواطنين في بناء الديمقراطية من خلال انخراطهم الواعي في مسار التنمية المستدامة لجماعتهم وجهاتهم وجعلهما فضاءات لجودة الحياة.
كما تأتي مبادرة مواطنون في ظروف ولحظة تاريخين نظرا لتزامن وتداخل أزمات عدة بقوة وعمق غير مسبوقين في تاريخ النظام الراسمالي العالمي. لذا نجد جل المتتبعين والمختصين لا يتسرعون في وضع موعد أو سيناريو خروج من هذه الظرفية الاستثنائية.
نعتبر في هذه المبادرة أن تحرك المواطنين بكثافة وبشكل فوري هادئ ومسئول يعد مساهمة أكيدة لتوفير سبل ٱمانة وحلول مبتكرة للخروج من هذه الأزمات المتناسلة وكذلك لضمان مخرج يكون في مصلحة كل المغاربة وليس في مصلحة فئة منهم.
هناك اليوم قاعدة مقبولة على نطاق واسع تقول بالتفكير شموليا والتحرك محليا. من هنا اخترنا في هذه المبادرة الإنخراط في أقرب فضاء يحدد ويشكل الحياة اليومية للساكنة لكن انطلاقا من تصورات فكرية ونظرية لمختلف مستويات الواقع الاقتصادي والثقافي والسياسي والاجتماعي. كما أننا في هذه المبادرة ينعطي إهتماما للفكر الاستراتيجي والجيو سياسي العالمي لما يمارسانه من تأثير حاسم في أدق تفاصيل الحياة اليومية لكل البشرية حاليا. كل هذا يفرض علينا تنظيم ملائم لحياة فكرية وثقافة على مستوى كل جماعة وإقليم وجهة .

قبل الإنتهاء من هذه الورقة يطرح تلقائيا سؤال نفسه : لمن توجه هذه المبادرة على وجه التحديد ؟
انها موجهة أولا . للساكنة بمختلف مكوناتها وكذلك اللافراد الأكثر وعيا والأكثر استعدادا وقدرة على المساهمة في فهم ضرورات ومستلزمات العيش المشترك والحوار العمومي والمصلحة المشتركة .
التوجه للافراد غير كاف إذ لا بد من التعويل الكبير كذلك على مؤسسات المجتمع المدني التي تبرهن في أرض الواقع عن جديتها وكفاءة أعضاىها و نزاهتم وتطوعهم المتجردة من كل حسابات تخرج عن ادأهداف و اختصاصات منظماتهم المدنية.
بهذا الفهم فنحن سنتوجه بمبادرتنا لمختلف أنواع الجمعيات الشبابية والثقافية والتنموية والحقوقية والمهنية والتنموية والنقابية وكذلك الحزبية التي ستقبل باختياراتنا وتوجهاتنا وبرامجنا وفرق عملنا ومرشحينا لمختلف المهام . كذلك سنتوجه بهذه المبادرة لكل المنتخبين وكل القائمين على تدبير الشأن المحلي.
لن نختتم هذه الورقة من دون التوقف عند ضرورة اكتساب وعي حاد بالزمن و بضرورات التراكم و المستقبل كعناصر محددة لاستمرار ونجاح هذه المبادرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube